ختم الرئيس الأميركي باراك أوباما جولته الأوربية من تركيا في اول زيارة يقوم بها لبلد اسلامي لإصلاح العلاقات بين البلدين وإعادتها لمسارها الطبيعي وإزالة آثار الأزمة التي وقعت عام 2003 بسبب رفض البرلمان التركى عبور القوات الأميركية إلى العراق عبر الأراضي التركية، بحسب المسؤولين الاميركيين.
وفي رسالة تصالحية مع العالم الإسلامي الذي طال استياؤه من سياسات سلفه جورج بوش، أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما ان الولايات المتحدة ليست في حرب أو عداوة مع العالم الإسلامي بل شريكة أساسية له، «الولايات المتحدة ليست ولن تكون ابدا في حرب مع الاسلام».
برنامج أميركي
وقال انه سيكشف في غضون اشهر عن برنامج اميركي مهم للتواصل مع العالم الاسلامي.
وحول الإسلام، قال أوباما «إن علاقة أميركا بالعالم الإسلامي لن تقوم على معارضة تنظيم القاعدة.. إننا نسعى إلى مشاركة أوسع تقوم على أساس المصالح المشتركة والاحترام المتبادل».
وأضاف الرئيس الأميركي قائلا «سوف نعبر عن تقديرنا العميق للدين الإسلامي، الذي ساهم في صياغة عالم أفضل، بما في ذلك بلادي، عبر قرون عديدة».
وعبر في الوقت نفسه عن دعم بلاده لانضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، ودعمها في مواجهة متمردي حزب العمال الكردستاني.
وقال أوباما «دعوني أكون واضحا، الولايات المتحدة تؤيد بشدة انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، فتركيا مرتبطة بأوروبا بأكثر من جسر عبر مضيق البوسفور وأوروبا ستربح من خلال تنوعها العرقي والديني وفي العادات والتقاليد». الذي تمثله الحضارة التركية.
تسريع الإصلاحات
وأضاف «أن عضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي ستوسع أسس أوروبا وتقويها بصورة أكبر». حاثا أنقرة على تسريع إصلاحات ليبرالية تهدف لانضمامها إلى الاتحاد الاوروبي.
وأشاد بالتقدم الذي احرزته في مجال حرية التعبير وحقوق الاقلية الكردية لكنه أضاف أن أنقرة يجب أن تمضي قدما في الاصلاحات.
وخلال كلمته أمام البرلمان وصف أوباما تركيا بأنها حليف مهم لبلاده في العديد من المجالات، بما فيها الحرب على الإرهاب، وقال إن علاقات بلاده مع تركيا يمكن أن تصبح نموذجا يحتذى للعالم.
عملية السلام في الشرق الاوسط لم تغب عن خطاب الرئيس الاميركي وجدد تأكيده بأن عملية انابوليس وخارطة الطريق تمثلان طريق السلام في الشرق الاوسط.
وبعد تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلية افغيدور ليبرمان الرافضة لقيام دولة فلسطينية، اكد اوباما قائلا «دعوني اكون واضحا: الولايات المتحدة تدعم بحزم هدف (اقامة) دولتين اسرائيل وفلسطين تتعايشان بسلام وامن».
واضاف ان ذلك يمثل الهدف المشترك للفلسطينيين والاسرائيليين واصحاب النوايا الحسنة في العالم، كما جدد تمسكه بنتائج مؤتمر انابوليس «هذا هو الهدف الذي اتفقت الاطراف المعنية على تحقيقه ضمن خارطة الطريق وانابوليس وهذا هو الهدف الذي سأعمل على تحقيقه بهمة بصفتي رئيسا».
وفي الملف النووي خير الرئيس الاميركي ايران بين حيازة السلاح النووي او بناء مستقبل افضل لشعبها.
وقال «اوضحت لشعب وقادة الجمهورية الاسلامية ان الولايات المتحدة تسعى الى اقامة صلات مبنية على المصالح والاحترام المتبادل».
واضاف «الآن على قادة ايران الاختيار ما بين مواصلة محاولتهم بناء سلاح او بناء مستقبل افضل لشعبهم».
ضريح اتاتورك
وكان الرئيس الاميركي الجديد استهل زيارته الرسمية من ضريح رمز العلمانية ومؤسس تركيا الحديثة مصطفى كمال أتاتورك، وكتب أوباما في سجل زوار الضريح «بوصفي الرئيس الرابع والأربعين للولايات المتحدة فإني أتطلع إلى تدعيم العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا ودعم رؤية أتاتورك لتركيا باعتبارها ديموقراطية حديثة وثرية عازما على إقرار السلام في الوطن والسلام في العالم».
وربما تعد مقولة «السلام في الوطن والسلام في العالم» أشهر ما ينقل على لسان أتاتورك.
ثم قام أوباما بوضع إكليل من الزهور على قبر أتاتورك.
وبعد الزيارة عقد اوباما مع نظيره التركي عبدالله غول بقصر رئاسة الجمهورية التركية في أنقرة أمس جلسة مباحثات تركزت على القضايا الخاصة بالعلاقات الثنائية إضافة الى العديد من القضايا الدولية والاقليمية ذات الاهتمام المشترك.
العلاقات الثنائية
وقالت مصادر تركية إن المباحثات تناولت الى جانب العلاقات التركية ـ الأميركية في عهد الادارة الأميركية الجديدة وموضوع ارسال قوات إضافية الى أفغانستان تابعة لحلف الناتو، والوضع في العراق والانسحاب المتوقع للقوات الأميركية والدور التركي في هذا الصدد، والتطورات في الشرق الأوسط والعلاقات الأميركية مع كل من سورية وايران إضافة الى مفاوضات تركيا مع الاتحاد الأوروبي والتعاون في مجال مكافحة نشاط منظمة حزب العمال الكردستاني وموضوع الأرمن والمزاعم الخاصة بوقوع مذابح في شرق الأناضول عام 1915 وموقف الادارة الأميركية منها.
وقد اقام الرئيس التركي عقب المباحثات مأدبة غداء تكريما للرئيس الأميركى، الذي التقى في وقت لاحق رئيس البرلمان كوكسال توبتان وعددا من زعماء الأحزاب السياسية ورؤساء الطوائف الدينية قبل أن يجتمع مع رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان.
ثم غادر الى اسطنبول عقب انتهاء مباحثاته في أنقرة حيث يشارك في جانب من منتدى تحالف الحضارات الذي يعقد في اسطنبول اليوم.