دعي أكثر من 20 مليون جزائري الى انتخاب رئيسهم من بين ستة مرشحين ويعتبر الرئيس المنتهية ولايته عبدالعزيز بوتفليقة الأوفر حظا بينهم حيث يتطلع الى تحقيق فوز بولاية ثالثة على شكل استفتاء.
وأعلن وزير الداخلية نور الدين زرهوني انتشارا امنيا «مناسبا» لمراقبة 46577 مركز اقتراع في مختلف أنحاء البلاد وفي الأماكن العامة «الحساسة» بينما أقامت الشرطة والدرك حواجز للاشراف على حركة السير على كبرى محاور العاصمة وكبرى المدن الأخرى.
وقد أدلى الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفيلقة والأوفر حظا بصوته بإحدى المدارس بأعالي العاصمة الجزائرية وبرفقته عدد من أفراد عائلته ووسط حضور قوي للصحافة المحلية والأجنبية.
ودعا بوتفليقة باسم «الاستقرار والاستمرارية» و«جزائر قوية تسودها السكينة» كما يقول شعاره الانتخابي، الجزائريين الى المشاركة في الاقتراع على غرار ما فعل المرشحون الـ 5 الآخرون الذين تملكهم هاجس امتناع الناخبين عن التصويت.
من جانبها أجمعت الصحف الخاصة على ان المرشحين الآخرين في رابع انتخابات رئاسية تعددية منذ الاستقلال في عام 1962، يفتقرون الى الشعبية باستثناء لويزة حنون زعيمة حزب العمال (تروتسكي) والمرأة الوحيدة المرشحة التي ترتكز على قاعدة سياسية وبرنامج تدافع عنه منذ سنوات.
بدوره توقع الوزير الاول احمد اويحيى ان تكون نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية «عالية» مقارنة مع نسبة التصويت في الانتخابات التشريعية التي جرت في الجزائر شهر مايو 2007 والتي لم تتجاوز الـ 43%.
وقال اويحيى في تصريح للصحافيين بعد ان ادلى بصوته الانتخابي بالعاصمة الجزائرية ان «نسبة مشاركة الناخبين ستكون معتبرة وفي مستوى تطلعات الجميع».
ورغم تضافر المؤشرات على فوز ساحق لبوتفليقة، يحتاج الرئيس الجزائري ان يفوز فيها بشكل مقنع ليظهر انه قادر على التواصل مجددا مع الناخبين الذين خابت آمالهم ويقضي على تمرد اسلامي كامن، خاصة ان غياب الناخبين عن صناديق الاقتراع سيدعم المعارضة وعلى رأسهم الاسلاميون الذين يقولون ان الانتخابات هي مجرد تمثيلية.
وقال المحلل السياسي ناصر جابي لـ «رويترز» ان الانتخابات لن تحدث فارقا لان بوتفلقية سيفوز في كل الاحوال ولهذا يمكن الا يحدث اقبال على المشاركة في الانتخابات.
وهذا ما ذهبت اليه صحيفة لسوار دالجيري الصادرة بالفرنسية في طبعتها امس قائلة «الامتناع عن التصويت العدو الاول والوحيد لعبدالعزيز بوتفليقة وقد يفسد كل الحسابات في الانتخابات».
والى جانب الرئيس بوتفليقة، حاول كل من المرشحين موسى تواتي رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية القومي ومحمد السعيد زعيم حزب العدالة والحرية، الاسلامي المعتدل، وعلي فوزي رباعين زعيم حزب عهد 54 القومي ايضا، وجهيد يونسي زعيم حركة الاصلاح الاسلامي المعتدل، خلال الحملة التركيز على مكافحة الفساد والمحسوبية وانعدام المساواة الاجتماعية وعدم الاستفادة من ثروات البلاد.