واشنطن ـ أحمد عبدالله
قبل اسابيع قليلة كان الجميع في واشنطن ينتظرون تعيين فريدريك هوف سفيرا لواشنطن في دمشق.
فقد تسرب الخبر على نحو ما من وزارة الخارجية الاميركية قبل صدور القرار رسميا.
وأدى التسريب الى عاصفة من الاعتراضات اثارتها جماعات مؤيدة لاسرائيل في واشنطن بدعوى ان هوف - مثله مثل تشارلز فريمان - «غير متوازن» في موقفه من الصراع العربي- الاسرائيلي.
والترجمة الاسرائيلية لعبارة غير متوازن هي انه يطالب بانسحاب اسرائيل من الاراضي التي احتلتها عام 1967 وبتطبيق «حل الدولتين»، وأدت الحملة الاسرائيلية غرضها ولم يصدر قرار تعيين هوف في المنصب المتوقع.
عمق إضافي لمهمة ميتشيل
والآن يوشك قرار تعيين هوف في موقع آخر ان يصدر.
فقد نشرت تقارير اميركية نبأ مفاده ان هوف سيعين نائبا للمبعوث الخاص الى الشرق الاوسط جورج ميتشيل وهو موقع سبق ان شغله وان بصفة غير رسمية اذ كان مستشارا لميتشيل خلال جولته الاولى في المنطقة عام 2000.
ويضفي تعيين هوف في هذا الموقع الجديد عمقا اضافيا الى بعثة ميتشيل.
ذلك ان هوف عرف بثقافته الواسعة والمامه بتاريخ الشرق الاوسط قديما وحديثا.
فضلا عن كونه باحثا اكاديميا وديبلوماسيا مثقفا.
الا ان هذا العمق الاضافي من شأنه ايضا ان يزيد من صعوبة مهمة ميتشيل لاسيما بعد تعيين بنيامين نتنياهو رئيسا للحكومة الاسرائيلية.
ويتضح ذلك من تعقب زيارات ميتشيل في واشنطن خلال الاسبوع الماضي وحده.
فقد طاف المبعوث الرئاسي الذي عرف بصبره الديبلوماسي مكاتب 14 عضوا مؤثرا بالكونغرس ممن يرتبطون بصلة خاصة مع اسرائيل ليوضح لهم ان افضل ما يفعلونه الآن اذا كانوا مخلصين حقا لاسرائيل هو ان ينصحوا نتنياهو بالتجاوب مع جهود الرئيس باراك اوباما قبل ان تتوتر علاقات الجانبين.
واشنطن غاضبة من ليبرمان
وكانت تقارير اميركية متعددة قد اشارت الى ان توقيت اعلان الادارة الاميركية موعد زيارة ميتشيل للشرق الاوسط جاء متعمدا اذ اعلن القرار بعد ساعات من تصريح وزير الخارجية الاسرائيلي آفيغدور ليبرمان بان اسرائيل غير متمسكة بقرارات مؤتمر آنابوليس وليست ملزمة بأي اتفاق عدا خريطة الطريق.
وقالت تلك التقارير ان تصريحات ليبرمان ومواقف نتنياهو تثير غضبا متزايدا هذه الايام في البيت الابيض.
وتردد في واشنطن ايضا ان بعض المقربين من كل من الرئيس اوباما واسرئيل نصحوا نتنياهو بأن يصدر بيانا عقب ادلاء ليبرمان بتصريحاته المشار اليها يقول فيه ان عبارات وزير الخارجية تعبر عن موقفه الشخصي وليس عن موقف الحكومة.
بيد ان نتنياهو رفض اصدار مثل هذا البيان قائلا انه يزعزع من التحالف الحاكم في اسرائيل في لحظة مبكرة من عمر الحكومة.
وضع تصور للسلام
ويبدو الآن من دعم طاقم ميتشيل ان ادارة الرئيس اوباما مصرة على ان تظهر للحكومة الاسرائيلية انها لا تعتزم تضييع الوقت وانها ستبدأ الآن في وضع تصور عما اذا كان نتنياهو ينوي ان يتعاون مع جهود احلال السلام ام انه متمسك بموقف رفض «مبدأ الدولتين» اذ لو كان متمسكا بالرفض فان واشنطن ستبحث ساعتها عن الطرق المناسبة لمواصلة سعيها لتطبيق استراتيجيتها التي اعلنها الرئيس اوباما اي استراتيجية اقامة دولة فلسطينية تعيش جنبا الى جنب في سلام مع اسرائيل.
فنائب مستشار الامن القومي دان شابيرو يعمل الآن بالتنسيق التام مع ميتشيل كما ان رئيسة طاقم مجلس الامن القومي مارا رودمان ستنتقل الى مكتب المبعوث الخاص في وزارة الخارجية وكذا نائب مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الادنى ديڤيد هال، كل هؤلاء بالاضافة الى هوف.
ويعني هذا التشكيل القوي لمكتب ميتشيل ان الادارة الاميركية تقول علنا لنتنياهو انه لا وقت الآن للعبث والتلكؤ ومواصلة الاساليب القديمة وان واشنطن لن تدع ايا من ذلك يمر.
الا ان الحاخام الاصلاحي في واشنطن ديڤيد سبيرستاين، وهو مقرب من اوباما، قال لصحيفة هآرتس ان الادارة الاميركية ملتزمة بتحقيق امن اسرائيل بالرغم من اي توتر قد ينجم عن عملية السلام بين حكومة نتنياهو اليمينية والفلسطينيين.