بيروت ـ عمر حبنجر
الدوامة الانتخابية مستمرة في الدوران البطيء والاهتمامات مركزة على تنظيم اللوائح بحسب التحالفات، وقد سلطت الأضواء اكثر على تحالفات بعض المناطق، والجماعات، لكن لا شيء حاسما بالنسبة لمعظم اللوائح، موالاة كانت ام معارضة، فلوائح بيروت المشتركة او المتنافسة لم تصدر بعد والمزيد من الاسماء بدأت تتساقط من غربال التصفيات.
ففي بيروت الأولى التقى المرشحان المتنافسان على المقعد الماروني في الاشرفية نديم بشير الجميل ومسعود الاشقر، في اعتصام اهالي المعتقلين في سورية أمام مجلس النواب، وقبلها أمام بيت الأمم المتحدة، وانسحب الاشقر من المكان فور مشاهدته نديم الجميل، في حين حاول الأهالي اقتحام مجلس النواب وراحوا يطلقون الشتائم ضد النواب والحكومة لعجزهم عن اقناع السوريين باطلاق الموقوفين اللبنانيين او كشف مصير المفقودين، الى جانب عدم الرد على البيانات السورية التي تنفي وجود سجناء او مفقودين واستقدمت قوة تولت تفريق المتجمهرين.
ضغوط لإبعاد المشنوق
بالعودة للانتخابات وفي دائرة بيروت الثانية يتقدم المرشح السني عن الموالاة نهاد المشنوق الصفوف، يقابله النائب السابق عدنان عرفجي المدعوم من المعارضة المحلية والوثيق الصلة ببعض القوى الاقليمية، واليها ظهر مرشحان آخران، احدهما ماهر أبوالخدود المحسوب على تيار المستقبل والثاني محي الدين مجبور المحسوب على المعارضة، ويعتبر هذان المرشحان من البدائل الاحتياطية.
وتقول المصادر المطلعة لـ «الأنباء» ان ضغوطا كثيفة تمارس لمنع فوز المشنوق في هذه المعركة، من جانب بعض الاحزاب المحلية، لحسابات اقليمية يقابلها دعم سياسي وشعبي للمستشار الاعلامي السابق للرئيس الشهيد رفيق الحريري.
وعلى صعيد المقعد الشيعي في هذه الدائرة، افضى ترشيح اثنين من حركة امل، بوجه مرشح حزب الله امين شري الى ظن البعض بأن خطبا ما حصل بين الحزب والحركة.
لا خلاف
وكان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله نفى وجود خلاف تفصيلي او جزئي بين حزب الله وحركة أمل او التيار الوطني الحر في سياق تشكيل اللوائح، وقال ان هناك سياسيين وصحافيين خبثاء حاولوا الايقاع بين الحزب ورئيس الجمهورية.
وقال نصرالله في اطلالته التلفزيونية مساء الجمعة ان الحزب انتخب رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، وكذلك انتخبت كتلة الاصلاح والتغيير، وكلنا تعاطى مع انتخاب الرئيس كرئيس توافقي ونتصرف على اساس انه رئيس توافقي، والعلاقة معه جيدة كثيرا، وهي ليست جديدة وهي مؤسسة منذ كان قائدا للجيش اللبناني.
كما اشار الى محاولة بعض الجهات السياسية والاعلامية تصوير ترشيح شخصين من حركة امل في الدائرة الثانية من بيروت، موجهة الى حزب الله، والحقيقة ان هذا الترشيح تم بالاتفاق بين قيادتي الفريقين، واضاف: بين حزب الله و«أمل» لا يوجد اي خلاف حتى تفصيلي، او جزئي، في مسألة الانتخابات.
وايضا لا يوجد اي خلاف بين حزب الله والتيار الوطني الحر، انما بسياق تشكيل اللوائح هناك نقطة عالقة في جزين وأخرى في بعبدا، وكلا النقطتين العالقتين متصلتين ببعضهما بعضا، والنقاش مستمر بيننا حول هاتين النقطتين، ولا يوجد خلاف بالمعنى المروج له، مؤكدا ان المعارضة بكل اطيافها تعمل من اجل ان تكون الانتخابات المقبلة هادئة ونزيهة.
بري والعيش المشترك
من جهته، رئيس مجلس النواب نبيه بري اعتبر ان العبور الى الديموقراطية والدولة لا يمكن ان يتم على انقاض العيش المشترك.
وأضاف خلال استقبالاته في مقره الجنوبي في «مصيلح»: علينا مع حلول الفصح المجيد لدى الطوائف المسيحية جعل هذه المناسبات محطات يستحضر فيها اللبنانيون كل قيمها السامية في الثبات والتضحية والتمسك بالمبادئ .
وفي دائرة البقاع الشمالي (بعلبك ـ الهرمل) استجدت معطيات لغير مصلحة الرئيس حسين الحسيني، وطبقا لمعلومات «الأنباء» السابقة فإن المقعد الشيعي السادس في هذه الدائرة والذي كان مؤكدا للرئيس الحسيني، وتحول للوزير السابق اسعد دياب، مال مجددا امس الى الامين القطري لحزب البعث عاصم قانصوه، بعدما انسحب له خليفته في امانة البعث فايز شكر.
وقد أبلغ قانصوه قيادة المعارضة انه شخصيا هو من سيكمل تعداد لائحة بعلبك ـ الهرمل، وانه طلب من فايز شكر سحب ترشحه.
الحسيني: لم أتبلغ شيئاً
المكتب الإعلامي للرئيس السابق لمجلس النواب حسين الحسيني اصدر بيانا تمنى فيه اعتماد ما يصدر عن الرئيس الحسيني او عن مكتبه، فيما يتعلق بموقفه من العملية الانتخابية.
وجاء هذا البيان ردا على ما أوردته بعض الصحف من ان الحسيني تلقى قرار المعارضة بعدم اشراكه في لائحته بالبقاع الشمالي، وانه أبلغها رفضه المشاركة في لائحتها.
وأكد الحسيني انه لا وجود لاتصالات سابقة او خارجية حول هذا الموضوع.
حل لعقدة دائرة جزين
اما بالنسبة للموقف بين حزب الله وحركة امل، والتيار الوطني الحر حول دائرة جزين، فقد اكدت المصادر المتابعة الاتجاه الى حل يبقي النائب سمير عازار، عن احد المقعدين المارونيين في جزين، وهو المحسوب على لائحة الرئيس نبيه بري، مقابل موافقة الرئيس بري على ترشيح رمزي كنج من التيار الوطني الحر للمقعد الشيعي الثاني في الضاحية الجنوبية التابعة لدائرة بعبدا.
من جهته، العماد ميشال عون اعلن امس، اسماء مرشحي تياره في الشوف وعالية، من خلال لائحتين غير مكتملتين: فرشح للشوف: زاهر الخطيب، عن احد المقعدين السنيين، وماريو عون وناصيف القزي وانطوان بستاني عن المقاعد المارونية الثلاثة والفنان عبدو المنذر عن المقعد الكاثوليكي، وبهاء عبدالخالق عن احد المقعدين الدرزيين.
اما في دائرة عالية فقد رشح انطوان الزعبي وسيزار ابي خليل عن المقعدين المارونيين، متخطيا المقاعد الدرزية والمارونية الاخرى.
وقال عون في لقاء مع جامعيين انه يجب ألا يعود احد من الاكثريين الى مجلس النواب والسلطة.
وتمنى عون على الجميع التأييد وصولا الى محاربة الفساد وتعطيل الادارات والفوضى العارمة التي حولت كل وزارة الى حكومة مستقلة، الى جانب الوضع الاقتصادي.
متابعة حريرية لانتخابات الجنوب
وفي قريطم استقبل رئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري المرشح عن المقعد السني في دائرة مرجعيون ـ حاصبيا، النائب السابق منيف الخطيب، الذي ترشح بوجه مرشح البعث على لائحة المعارضة قاسم هاشم.
ما بعد عطلة الفصح
عطلة الفصح لدى الطوائف الكاثوليكية خفضت من حرارة الحراك الانتخابي، لكن من المؤكد ان بداية الاسبوع الطالع ستشهد عمليات غربلة للتحالفات والاسماء، لتبدأ عمليات تنظيم اللوائح جديا بعد انتهاء مهلة الانسحابات في 21 الجاري.
وفي هذا المجال أمل البطريرك الماروني امام زواره امس ان تتحسن امورنا، مشددا على ان الشعب كله مسؤول عن قيام الدولة، داعيا اللبنانيين الى اختيار الافضل والأجدر لتمثيلهم في الندوة الانتخابية.
وأمل صفير في «سبت النور» ان نبصر النور في وطننا وتتحسن امورنا، خصوصا في ظل تعثر الدولة بعدما فاقت ديونها الـ 50 مليار دولار.
وقال ان المدارس والمستشفيات لا يمكن ان تستمر اذا لم تقبض مستحقاتها لدى الدولة