بيروت ـ زينة طبّارة
أعرب المرشح عن المقعد العلوي في طرابلس، المسؤول السياسي في الحزب «العربي الديموقراطي» رفعت عيد عن «امتعاض» الطائفة العلوية في طرابلس جراء سلبها عنوة حق تمثيل نفسها بالشكل الصحيح والعادل في عملية تشكيل اللوائح الانتخابية، واستحضار من لا يمثل سوى نفسه وعائلته من الأصول فقط وليس من الفروع، ألا وهو النائب بدر ونوس المدرج ضمن حصة رئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري في الائتلاف الطرابلسي، واصفا الأمر بعملية «تهميش العلويين» وفرض عليهم من لا ولن يرضوا به ممثلا عنهم في المجلس النيابي، لافتا الى ان الوقائع السياسية اختلفت عن ذي قبل «ولن يكون هناك بعد اليوم من متسع لأي كان للتعدي على حقوق الطائفة العلوية التي تعي وتدرك كيفية انتزاع حقها الشرعي المسلوب منها غدرا».
ولفت عيد الى ان ما جرى حتى الآن إن لم يصر الى تسويته وتصحيح الخلل فيه، فلن يعتبره الحزب العربي الديموقراطي برئاسة النائب السابق علي عيد، أقل من انقلاب فاضح ومكشوف الأهداف والأبعاد على وثيقة طرابلس وانهاء العمل بمفاعيلها، الوثيقة الموقعة من قبل جميع القوى السياسية والأنشطة الطرابلسية وفي مقدمهم سماحة مفتي طرابلس الشيخ مالك الشعار والرئيسان عمر كرامي ونجيب ميقاتي والوزير محمد الصفدي وأيضا من قبل الرئيس فؤاد السنيورة والنائب سعد الحريري الذي كتب بخط يده الى جانب توقيعه، بأن النائب السابق علي عيد هو ممثل الطائفة العلوية في الوثيقة المذكورة، الأمر الذي يعطي هذا الأخير بشهادة التواقيع حق اختيار من يريد من الأشخاص لتمثيل الطائفة العلوية ليس فقط في المجلس النيابي وحسب انما ايضا في جميع المؤسسات الدستورية والادارية القائمة على توزيعات ومحاصصات طائفية ومذهبية.
إسقاط الوثيقة
وفي لقاء مع «الأنباء» في مقره بجبل بعل محسن في طرابلس حذر عيد من مخاطر اسقاط وثيقة طرابلس، وبالتالي تهميش الطائفة العلوية واستفزازها من خلال الغاء قرارها وخنق ارادة ناخبيها الذين يتجاوزون العشرة آلاف مقترع في طرابلس والسبعة آلاف في عكار، مشيرا الى ان ما سبق وان حصل سيؤدي الى اقامة المسيرات الشعبية بالطرق السلمية احتجاجا على الواقع المذكور، انما بشكل تصاعدي وتصعيدي دون أي ضمانة من قبله حيال عدم خروج الاحتجاجات عن طوع الحزب ووصولها قسرا الى حد الفلتان الأمني، مؤكدا ان ليس هناك بين أهالي جبل محسن وفي الحزب العربي الديموقراطي من يرغب بتوتير الأوضاع أمنيا واجتماعيا.
وحمّل عيد مسؤولية ما ستؤول اليه الأمور في طرابلس في حال عدم الاعتراف «بحقوق الطائفة العلوية المسلوبة منها»، الى كل من الرئيس نجيب ميقاتي والنائب سعد الحريري والوزير محمد الصفدي كونهم ملزمين أمام الله والتاريخ وأمام الجميع بتنفيذ ما تعهدوا به وما وقعوا عليه في وثيقة طرابلس، متسائلا عما اذا كان هؤلاء الثلاثة يعترفون بوجود طائفة اسلامية علوية في لبنان وتحديدا في طرابلس وعكار لها حقوقها كغيرها من الطوائف اللبنانية تماما كما تسدد ما عليها من واجبات تجاه الدولة، مذكرا اياهم بأن قانون 1960 وضع اصلا لحماية الأقليات والطوائف الصغيرة من الذوبان انتخابيا أمام حجم الطوائف الكبيرة، معتبرا انه على الطائفة السنية في طرابلس بزعامة ميقاتي والصفدي والحريري احتضان الطائفة العلوية، واعدا الجميع بعدم سكوت الطائفة العلوية بعد اليوم عن اهدار حقوقها وسوقها من قبل الآخرين بالاتجاه الذي تشتهيه سفنهم الانتخابية والسياسية.
رسالة للرئيس سليمان
وتوجه عيد برسالة شفوية عبر «الأنباء» الى كل من الرئيس ميشال سليمان بالدرجة الأولى كونه حامي الدستور وكونه وعد سابقا رئيس المجلس الاسلامي العلوي الشيخ اسد عاصي باثارة موضوع حقوق الطائفة المذكورة، والى الرئيسين نبيه بري وفؤاد السنيورة ومن ثم الى جميع رؤساء الكتل النيابية والمسؤولين السياسيين للعمل على ابعاد كأس المرارة عن طرابلس من خلال اعادة حقوق الطائفة العلوية وعدم ترك الامور تصل الى حد الانفجار الشعبي، معتبرا ان المخرج الوحيد لأزمة حقوق الطائفــة العلويــة موجــود لــدى الدولــة اما عبــر اعطاء الطائفة بصورة استثنائية عن غيرها حق التمثيل النسبي في الانتخابات المقبلة لضمان تمثيلها بشكل صحيح واما عبر اي اقتراح آخر يضمن لها حقوقها.
هذا وكشف عيد لـ «الأنباء» عما قاله مفتي طرابلس الشيخ مالك الشعار عندما زاره مستفسرا عن مصير وثيقة طرابلس اثر شعور الحزب العربي الديموقراطي باستبعاد الائتلاف الطرابلسي للتمثيل العلوي الصحيح، وقال بأن الشيخ الشعار تمنى على النائب سعد الحريري فيما خص الطائفتين العلوية والمارونية الا يأتي بأشخاص منهما الى لائحته يعادي بهما كامل الطائفتين المذكورتين في مدينة طرابلس، مؤكدا حق النائب الحريري التدخل في انتخابات طرابلس كون المدينة ذات غالبية سنية، ومؤهلا به انما ضمن احترام خصوصيات المدينة وابقاء المعركة الانتخابية بين اهلها وناسها وعائلاتها التاريخيــة، واعدا اهالي طرابلس بأن الطائفــة العلويــة ستقــف يــوم الاقتراع الى جانب اهلها واخوانها الغيارى على المصلحة الطرابلسية في عملية تشطيب كل من هو آت بالمظلات على لوائحها الانتخابية، متسائلا ما اذا كانت الفيحاء قد خلت من الرجال العلويين والموارنة من اصحاب الفكر والعلم حتى يصار الى استيراد المرشحين من هاتين الطائفتين من خارج طرابلس، مشيرا الى امتعاض القواعد الشعبية للرئيس ميقاتي وللوزير الصفدي من الامر نفسه ورفضهم له بالمطلق، مؤكدا ان التشطيب سيكون سيد الموقف وان مقولة «زي ما هي» لن يكون لها سبيل الى الصناديق وان المرشح سامر سعادة عن حزب الكتائب قد يقع ضحية نقل ترشيحه من البترون الى طرابلس.
الحل في التوافق
وختم عيد معتبرا ان طرابلس لا تتحمل المعركة الانتخابية بالشكل التي تسير به حتى الساعة، مشيرا الى ان التوافق بين الفرقاء السياسيين هو الحل الوحيد لاستبعاد كل احتمالات الاحتقان الشعبي ولتنفيس الغضب العلوي الذي بات قاب قوسين من الانفجار ان لم تعد اليه حقوقه، متمنيا على الرئيس كرامي التعالي على الجراح والموافقة على المضي في التوافق فيما لو عرض عليه الامر، مؤكدا من جهة اخرى ان الرئيس ميقاتي والوزير الصفدي يحاولان التحالف مع النائب سعد الحريري ليس عن قناعة منهما انما على قاعدة «عدو عدوي صديقي» معتبرا ان الائتلاف الطرابلسي قائم على مصالح مشتركة وتناقضات سياسية سرعان ما سينفرط عقده بعد الانتخابات، نافيا ردا على سؤال ان تكون سورية وراء هذا الموقف التصعيدي للعلويين اللبنانيين بشكل عام وللحزب العربي الديموقراطي بشكل خاص.