تصاعدت حدة التوتر في تايلند الى الحد الذي دفع الجيش الى الاعلان بانه سيستخدم «كل الوسائل المتاحة» لاعادة النظام الى البلاد، في وقت تواصلت فيه التظاهرات المناهضة للحكومة رغم فرض حال الطوارئ في العاصمة بانكوك وضواحيها.
في غضون ذلك، اكد سفيرنا لدى مملكة تايلند حفيظ العجمي سلامة جميع المواطنين الكويتيين المتواجدين في العاصمة التايلندية بانكوك، مشيرا الى ان المواجهات الدائرة بين المتظاهرين المناهضين للحكومة وقوات الجيش هي شأن سياسي داخلي بعيد كل البعد عن المواقع السياحية والفنادق والمطارات.
وقال العجمي في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) في اتصال هاتفي امس «ان السفارة شكلت غرفة عمليات على مدار الساعة للتواصل وتلقي الاتصالات من المواطنين الكويتيين الموجودين في بانكوك».
واضاف ان السفارة بادرت بالاتصال بالفنادق والمنتجعات والمستشفيات في تايلند للتأكد من وجود مواطنين كويتيين في تلك المرافق ليتسنى للسفارة الوصول اليهم في حال تطور الاوضاع.
وذكر العجمي انه حتى هذه اللحظة لم تقم اي سفارة باجلاء مواطنيها مؤكدا سلامة الوضع الامني للسياح وبإمكانهم مغادرة بانكوك متى شاءوا دون اي عراقيل.
واكد انه في حال تصاعد وتيرة العنف بما يشكل تهديدا للمواطنين الكويتيين المتواجدين في بانكوك فان السفارة ستتخذ التدابير اللازمة لضمان سلامتهم وعودتهم الى الكويت سالمين.
من جانبه، قال القائد الأعلى للجيش سونغيتي جاغاباتارا في خطاب متلفز ان «قيادة العمليات الطارئة ستستخدم كل الوسائل المتاحة لاعادة النظام بسرعة واعادة حركة السير لكي يتمكن الناس من استئناف حياتهم اليومية كالمعتاد».
وأضاف «لن نستخدم القوة لقمع شعبنا لأننا مدركون تماما ان جميع المتظاهرين تايلنديون».
وتابع «ولكننا نحتفظ بحق استخدام السلاح في حالة الدفاع المشروع عن النفس».
في المقابل، تعهد المتظاهرون المناهضون للحكومة بالاستمرار في تنظيم الاحتجاجات لحين استقالة رئيس الوزراء أبهيسيت فيجاجيفا.
وجاءت هذه التطورات في أعقاب المواجهات بين المتظاهرين والجيش في بانكوك امس والتي سقط فيها نحو 70 جريحا.
وأشعل المحتجون من ذوي القمصان الحمر النار في عدد من أنحاء العاصمة بانكوك منها وزارة التربية، وقاموا بإلقاء قنابل البنزين الحارقة على قوات مكافحة الشغب، واستولى المتظاهرون على صهريجي غاز، هددوا بتفجيرهما في وقت سابق صباح امس.
ويعتبر المحتجون، من أنصار رئيس الوزراء التايلندي السابق تاكسين شيناواترا، إن حكومة رئيس الوزراء التايلندي غير قانونية وليست مخولة بالتوقيع على أي اتفاقيات لأنه وصل إلى السلطة في ديسمبر عبر ثغرات برلمانية يقولون إن الجيش حاكها.
وإذ أبدى تاكسين استعداده للعودة إلى البلاد وقيادة شعبه في مسيرات شعبية، إن اقتضت الضرورة، دعا في بث مباشر من موقع مجهول، المتظاهرين للانتفاضة قائلا: «نشروا الدبابات والجنود في الشوارع، فهذا الوقت المناسب للثورة».
وذكرت وكالة الأنباء التايلندية ان المواجهات اندلعت في نحو الساعة الرابعة صباحا وان الجيش أطلق طلقات تحذيرية فوق رؤوس المحتجين بالقرب من تمثال النصر حيث قام أنصار الجبهة الموحدة للديموقراطية ضد الديكتاتورية بقذف قنابل حارقة على الجنود.
وجاءت المواجهات بعد أقل من 24 ساعة على إعلان فيجاجيفا فرض حالة الطوارئ في بانكوك وخمسة أقاليم مجاورة.