دمشق ـ هدى العبود
أكد رئيس الوزراء اللبناني الأسبق سليم الحص ان «ثمة فريقا من الشعب اللبناني ينظر إلى سورية الدولة بعين الريبة وأحيانا العداء» وأشار الحص في كلمة له أمس خلال افتتاح مؤتمر العلاقات السورية ـ اللبنانية الأول إلى أن «هذه النظرة السلبية من رواسب حقبة من الزمن كان الجيش السوري منتشرا في كل الأرجاء اللبنانية».
وعد الحص توصيف الوجود السوري خلال تلك الحقبة بالاحتلال «خطأ شائعا غير مبرر»، لافتا إلى أن «الجيش السوري لم يدخل لبنان محتلا بل دخل تلبية لنداء من جانب جبهة ضمت سليمان فرنجية وكميل شمعون وبيار الجميل».
وقال الحص: «جاء اتفاق الطائف عام 1989 لا ليلغي شرعية وجود القوات السورية في لبنان بل لينظمه، حيث نص على إعادة انتشارها إلى منطقة البقاع ومناطق أخرى في لبنان قد يتفق عليها خلال سنتين على أن تحدد السلطة اللبنانية بالاتفاق مع السلطة السورية بعد ذلك موعدا لانسحابها نهائيا»،.
وأضاف الحص: «بقيت القوات العربية السورية محافظة على شرعية وجودها فعليا مادامت السلطة الشرعية اللبنانية لم تطالب بانسحابها ولم يعد للسلطة اللبنانية عذر بعدم المطالبة بانسحاب الجيش السوري من لبنان بعد الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأرض اللبنانية في 25 مايو 2000».
ورأى أن «سورية شريك في هذه المسؤولية بطبيعة الحال إذ لم تبادر إلى الانسحاب تلقائيا».
وانتقد الحص أداء جهاز الاستخبارات السوري الذي عهد إليه بإدارة العلاقات بين البلدين من الجانب السوري، وعد أنه «تمادى في تدخلاته حتى في شؤون لا تعنيه وارتكب كثيرا من التجاوزات على كل صعيد أضحت تلهج بها ألسنة الناس خفية وعلانية وهذا كان من شأنه إثارة حفائظ الكثير من المواطنين اللبنانيين»، مشيرا إلى حوار الرئيس الأسد مع صحيفة السفير اللبنانية في أواخر مارس الماضي عندما قال ان: «سورية خسرت لبنان بسبب الأخطاء المرتكبة في صياغة العلاقة بعد عام 1990 إثر تطبيق اتفاق الطائف».
وشدد الحص على ان «عروبة لبنان أمر محسوم وطنيا والقطاع العروبي الغالب في لبنان يدرك أن عروبة لبنان إنما تمر عمليا بدمشق» مذكرا بما نص عليه اتفاق الطائف الذي قضى بأن «لبنان عربي الانتماء والهوية».