كشفت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون امس النقاب عن خطة لمكافحة القرصنة تقوم على تجميد اموال القراصنة وملاحقتهم قضائيا من قبل الدول المعنية.
وقالت كلينتون للصحافيين ان الولايات المتحدة تريد ان تتعاون مع المجتمع الدولي «لإيجاد وسيلة لتعقب وتجميد اموال القراصنة»، مؤكدة عزم بلادها على التأكد من «تحمّل الدول (المعنية) مسؤولياتها في مجال الملاحقة القضائية للقراصنة المعتقلين وسجنهم».
وأضافت كلينتون ان الولايات المتحدة سترسل مبعوثا الى مؤتمر للدول والهيئات المانحة للصومال هذا الأسبوع وتسعى الى توسيع الجهود الدولية لمكافحة القرصنة قبالة السواحل الصومالية.
وأكدت وزيرة الخارجية الأميركية «قد يكون علينا ان نتصدى لجريمة من القرن السابع عشر لكن ينبغي ان نستخدم امكانيات القرن الحادي والعشرين».
وأضافت «سيعمل مبعوثنا مع الشركاء الآخرين لمساعدة الصوماليين كي يساعدونا في التصدي لقواعد القراصنة وتقليل الحوافز التي تدفع الشبان الصوماليين الى المشاركة في القرصنة».
إلى ذلك، أبحرت سفينة شحن تدعى «ذا ليبرتي صن» التي ترفع العلم الأميركي أمس وتوجهت الى ميناء مومباسا الكيني بمرافقة البحرية الأميركية، بعدما هربت من محاولة اختطاف على يد القراصنة الصوماليين أمس الأول. وجاء في بيان أصدرته شركة «ليبرتي ماريتايم» مالكة السفينة ومقرها نيويورك «ان القراصنة أطلقوا قذائف صاروخية ونيران أسلحة آلية صوب السفينة التي أصيبت ببعض الأضرار».
وقد طلبت السفينة «ذا ليبرتي صن» مساعدة البحرية الاميركية «التي نشرت عناصر لمساعدة السفينة وطاقمها» كما ذكر بيان لشركة «ليبرتي ماريتيم كوربوريشن» دون توضيح عدد السفن العسكرية التي شاركت في العملية او تفاصيل حول كيفية انقاذها. وتابعت الشركة في بيانها «ان احدا لم يصب بأذى ونجا الطاقم وكذلك السفينة» مهنئة الطاقم «لمهنيته ودمه البارد وهو يتعرض للنيران».
بدوره أحد أفراد طاقم السفينة، قال في رسالة بعث بها لوالدته عبر البريد الإلكتروني بعد الحادث، إن طاقم السفينة بخير وأن سفنا تابعة لقوات التحالف رافقت السفينة «ليبرتي صن.
ونقل عن مسؤولين بارزين بوزارة الدفاع الأميركية قولهم إن المدمرة الأميركية يو إس إس بينبريدج التي تحمل صواريخ موجهة، رافقت السفينة ليبرتي صن إلى وجهتها.
وكانت المدمرة الأميركية تقل على متنها أيضا القبطان ريتشارد فيليبس، ربان السفينة «ميرسك ألاباما» التي كان القراصنة اختطفوها الأسبوع الماضي.
ومنذ يوم الاثنين الماضي اختطف القراصنة السفينة اليونانية (ام في ايرين اي ام) واللبنانية (ام في سي هورس) وقاربي صيد مصريين.
وتصاعدت أنشطة القراصنة خلال الاسابيع الاخيرة بعد فترة هدوء بسبب سوء الاحوال الجوية.
وتعرضت اكثر من 20 سفينة للهجوم على مدار الثلاثة اسابيع الماضية. وقعت تسعة منها في ايدي القراصنة ليرتفع بذلك عدد السفن الواقعة تحت ايديهم الى 17 سفينة وقرابة 300 رهينة.
ويقول الخبراء في شؤون القرصنة انهم لا يتوقعون أن تردع الهجمات القراصنة عن سعيهم للحصول على ملايين الدولارات مقابل الافراج عن السفن والرهائن. وعلى العكس، هناك حاليا مخاوف من أن يتخذ القراصنة اجراءات متطرفة مما يزيد امكانية مقتل الرهائن وهو ما هددت به مجموعة منهم بعد مقتل ثلاثة من رفاقهم واحتجاز رابع خلال تحرير القبطــان فيليبس.