بيروت ـ عمر حبنجر
تستمر حملة الجيش على «الطفار» في جرود بعلبك والهرمل في مقدمة الاهتمامات السياسية، وتليها الأزمة المصرية مع حزب الله، وتأتي الانتخابات النيابية في المرتبة الثالثة في ضوء تأخر إعلان اللوائح الى ما بعد انتهاء مهل سحب الترشيحات الاثنين المقبل.
وتلقى الجيش سلسلة شحنات دعم سياسية اضافية أمس، تمحورت حول حثه على متابعة عملياته في جرود بعلبك - الهرمل حتى القبض على الجناة الذين قتلوا 4 من جنوده وجرحوا ضابطا برتبة رائد.
وتحدث رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد بعد لقاء الرئيس ميشال سليمان عن تعاون ايجابي بين الجيش وحزب الله لمعالجة هذا الموضوع، واضاف: نحن لن نقبل بأي اعتداء على المؤسسة الوطنية الأم.
النائب بطرس حرب رأى ان قضية الجيش اللبناني أصبحت خطيرة جدا بعد ان طالت العمليات ضده هيبته، وشدد حرب في تصريح إذاعي لـ «صوت لبنان» على ضرورة وقوف الدولة الى جانب الجيش وألا تقبل بأي تسوية، كما انه من واجب كل القوى ان تكون متضامنة مع الجيش وان ترفع الغطاء عن اي جهة التي تتعرض له.
النائب ايلي عون عضو اللقاء النيابي الديموقراطي رأى بدوره ان الاعتداء على الجيش اللبناني يرتقي الى مستوى الجريمة الارهابية المنظمة، وهو الأخطر والأصعب منذ أزمة مخيم النهر البارد.
حصيلة العمليات
في غضون ذلك، ارتفع امس عدد الموقوفين الى 69 شخصا وتوصل الجيش الى معمل ضخم لتوضيب المخدرات في حوش بردى و13 سيارة مسروقة وضبط أسلحة وذخائر مختلفة و1500 كلغ من المخدرات وعملات مزورة.
وبين الموقوفين مرتكب جريمة «علي النهري» التي ذهب ضحيتها احد رجال الأمن ووالدته ثأرا لمقتل أحد المطلوبين برصاص قوى الأمن.
بدورها قوى الأمن الداخلي تمكنت من القبض على 49 شخصا لارتكابهم أفعالا جرمية على جميع الاراضي اللبنانية.
في هذا الوقت تجري الحكومة اللبنانية معالجة هادئة للأزمة بين القاهرة وحزب الله ومن ابرز عناصر المعالجة ابعاد الأزمة عن الأضواء الإعلامية، وابقاؤها خارج المدار اللبناني الداخلي.
وفي هذا السياق عممت دار الفتوى في لبنان على خطباء المساجد عدم مقاربة هذا الموضوع في خطب الجمعة اليوم وبعد اليوم، وشمل التعميم البعثة الأزهرية المصرية في لبنان التي تضم 40 إماما من خطباء المساجد.
وفاة مصري في ظروف غامضة
واهتمت السفارة المصرية في بيروت بوفاة المواطن المصري صابر مرزوق في مخيم شاتيلا بضاحية بيروت الجنوبية في ظروف غامضة.
واستبقت النيابة العامة في جبيل جثة المتوفى في ثلاجة مستشفى الهلال الاحمر الفلسطيني للتثبت من أسباب الوفاة علما ان الشخص المعني دخل لبنان خلسة ويقيم في المخيم الفلسطيني بصورة غير مشروعة.
وردا على سؤال حول الأزمة مع مصر قال نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم: انها اثارة سياسية انتقامية بسبب موقف حزب الله من العدوان على غزة ولمطالبته مصر بفتح معبر رفح.
الشيخ قاسم قال ان الحزب حصل على طمأنات من سفراء دول أوروبية حول التعامل مع حكومة تتغير فيها الأكثرية، وقال ان احد سفراء هذه الدول وأحد المعنيين في صندوق النقد الدولي ابلغونا بشكل مباشر ان اي حكومة تتشكل من المعارضة سيتعاملون معها كما يتعاملون مع الحكومة الحالية، وان هذا ما سيعمل به الأميركيون ايضا.
وعلى الصعيد الانتخابي، بات معروفا انه لا لوائح انتخابية ثابتة قبل اقفال مهلة سحب الترشيحات مطلع الاسبوع المقبل.
والجديد في الأمر احتدام الصراع على المقاعد الأرثوذكسية، بين فريق الأكثرية الذي يدعم النائب ميشال المر، وفريق المعارضة الذي يدعم العمال ميشال عون الموجود حاليا في موسكو، في زيارة لبطريرك روسيا الأرثوذكسي، والذي قصد به الرد على مقاطعة البطريرك الأرثوذكسي اغناطيوس الرابع هزيم له عند زيارته الشهيرة لدمشق.
وقد رد البطريرك هزيم باطلاق تصريح اعلن فيه دعمه للزعيم الأرثوذكسي ميشال المر، فيما بادر هذا الأخير امس الى زيارة البطريرك الماروني نصرالله صفير، حيث وصف البطريرك هزيم ببطريرك «النهضة الأرثوذكسية»، واشار الى غبطته وعندما شعر بالتطفل على الطائفة اضطر الى التدخل.
وفي رد على حملات العماد ميشال عون ضد الموقعين المسيحيين الكبيرين قال المر ان الاشعاع الروحي الأرثوذكسي سيظهر في المتن وبيروت، وان الاشعاع الروحي الماروني ظهر، ومن يسئ الى بكركي فسيعاقبه الله.
المر توقع ان تبصر اللوائح الانتخابية في المتن النور بعد عشرة ايام، رافضا في تعليق على الاعتداء الذي استهدف الجيش ان يكون الأخير مكسر عصا لأحد.
وكان الوزير السابق فؤاد بطرس، والقطب الأرثوذكسي المعروف زار متروبوليت بيروت الأرثوذكس المطران الياس عودة، واطلق تصريحا اكد فيه على وجود العصب الأرثوذكسي في الأشرفية، ردا على قول للعماد ينفي ذلك.
ومن بكركي ايضا اشاد د.سمير جعجع رئيس القوات اللبنانية بالدور الذي يقوم به الجيش واصفا الاعتداء الذي تعرض له في بعلبك بالجريمة الكبيرة.