بيروت ـ عمر حبنجر
الامن والانتخابات في دائرة المتابعة اليومية في لبنان، وقد اضيف اليهما اهتمام لبناني رسمي وسياسي بمعالجة المسائل التي ترتبت على توقيف احد عناصر حزب الله في مصر وآثارها على العلاقات بين البلدين.
الهم الانتخابي على حرارته لم يحجب القضيتين الشائكتين المرتبطتين باستحقاق السابع من يونيو وهما الازمة بين القاهرة وحزب الله، وتوقيف الجناة الذين قتلوا العسكريين الاربعة في البقاع الشمالي.
وكان اللافت في مسألة العلاقات بين القاهرة وحزب الله، زيارة رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد يرافقه عضوا الكتلة النائبان حسين الحاج حسن وعلي عمار الى بعبدا ولقاؤهم الرئيس ميشال سليمان الذي بدأ يتحرك على خط هذه العلاقة المتوترة، بما يفضي الى تهدئتها ومعالجتها بالتي هي أحسن.
أسس مشتركة
ويبدو ان تقدما حصل في اتجاه معالجة هذا الموضوع، على الاسس التالية:
-
وقف المساجلات الاعلامية والسياسية.
-
تأكيد حزب الله على احترام السيادة المصرية.
-
ابقاء ملف الموقوف سامي شهاب (اسمه الحقيقي محمد منصور) ضمن اطاره القضائي المحض ومحاكمته مع الآخرين بحسب القانون المصري.
-
التريث من جانب مصر، في اتخاذ اي قرار قضائي او اجراء اداري ينال من قيادة حزب الله لاسيما الامين العام السيد حسن نصرالله او نائبه الشيخ نعيم قاسم.
موفد رئاسي إلى القاهرة
وتقول مصادر بعبدا: ان وفد حزب الله لم يمانع في امكانية ايفاد ممثل عن الرئيس ميشال سليمان الى القاهرة للقاء الرئيس حسني مبارك، ناقلا تمنيات الرئيس اللبناني بمعالجة هذا الموضوع وفق مقتضيات الاخوة اللبنانية ـ المصرية، فضلا عن المصالح العربية المشتركة.
وتوقعت المصادر استجابة مصر لهذا التمني، خاصة ان كبار المسؤولين المصريين اكدوا في تصريحات رسمية حرصهم على العلاقات الجيدة مع لبنان.
لقاء بري ـ البديوي أحرز تقدماً
وكشف مصدر رفيع في حركة أمل لـ «الأنباء» ان اللقاء الذي انعقد بين رئيس المجلس النيابي نبيه بري والسفير المصري أحمد البديوي افضى الى معطيات ايجابية على مستوى السجال الدائر بين «حزب الله» ومصر.
واشار المصدر الى ان السفير المصري نقل اجواء مصرية تؤكد تقدم حركة الرئيس بري في اتجاه انهاء الأزمة، لاسيما ان الرئيس بري كان قد أعلن أثناء افتتاحه مشروع مياه «عين الزرقاء» الاسبوع الفائت وكذلك من قصر بعبدا عن توجيهه رسالة إلى الحكومة المصرية بالخصوص نفسه وهو بانتظار الاجوبة عليها. وردا على سؤال أعرب المصدر عن أمله بتوصل الرئيس بري إلى انهاء الازمة في وقت قريب مشيرا الى ان الاتصالات لاتزال في بداياتها وأن لقاء الرئيس بري مع السفير البديوي كان الخطوة الأولى في المسار المذكور، حيث أحرز فيه الطرفان تقدما ملموسا.
وتمنع المصدر عن الاجابة على بعض التفاصيل مكتفيا بالتساؤل عن سر توقيت اثارة الدولة المصرية الشقيقة للامر بعد مرور 7 اشهر على توقيفهم.
مصدر آخر قريب من «أمل» ايضا اشار لـ «الأنباء» الى ان التفاهم الاميركي ـ الايراني سيحصل عاجلا أو آجلا وكذلك الحال بالنسبة إلى سورية التي لن تتقدم باتجاه السلام المطروح الا اذا لمست تقدما حقيقيا على مستوى الملف الفلسطيني.
وفي موضوع المعالجات القائمة للمسألة الناشئة بين مصر وحزب الله قال المصدر: إن مصر لا تستطيع ان تعادي حزب الله طويلا بسبب الامتعاض العربي والإسلامي من مواقفها تجاه غزة، كما ان الحزب لا يستطيع ان يذهب بعيدا في المواجهة مع مصر.
اما بشأن الموقوف سامي شهاب، فقد اعتبر المصدر ان مصر قالت ما قالته، والأمل ان تتجاوب مع المساعي اللبنانية المسؤولة.
واضاف المصدر لـ «الأنباء»: من هنا فان كلا الطرفين يبحثان عن مخرج، على قاعدة «أزمة وعدت» وسيقوم الرئيس بري بالدور المطلوب.
المصدر حذر من لجوء رئيس الوزراء فؤاد السنيورة الى التصعيد تحت عنوان رفض التعرض للسيادة المصرية، غير ان ذلك لن يجدي نفعا.
غير ان رئيس حزب الكتائب امين الجميل وصف تدخل حزب الله في الشؤون المصرية بالأمر الخطير، مؤكدا انه ليس بوسع احد المزايدة على دور مصر العربي.
وأضاف الجميل في تصريح له امس: كفانا تصدير مشاكل ترتد علينا، فما لدينا من مشاكل يكفينا.
بيد ان الشيخ نعيم قاسم قال لتلفزيون «المنار» ان مصر تحاول ارباك حزب الله في الانتخابات النيابية من خلال إثارة قضية المقاوم سامي شهاب غير ان ذلك لن يؤثر على المعارضة، ورأى ان مصر تهدف الى الانتقام من موقف حزب الله من العدوان على غزة، ودعا الجانب المصري الى الاقتناع بأن ليس من مصلحة لمصر ولا للجميع بإثارة مثل هذه القضايا التي تخدم اسرائيل.
من جانب آخر وفي يوم الجلاء والتحرير السوري اقر الرئيس السوري بشار الاسد بـ «ارتكاب اخطاء» في العلاقات اللبنانية ـ السورية، مبديا استعداده لالغاء المجلس الاعلى اللبناني ـ السوري والاتفاقات الثنائية بين البلدين، «اذا اراد اللبنانيون»، بحسب ما نقلت عنه صحف صادرة امس. ونقلت صحيفتا «السفير» و«الاخبار» كلاما للرئيس الاسد خلال لقاء بينه وبين عدد من المشاركين في مؤتمر العلاقات السورية ـ اللبنانية المنعقد في دمشق منذ الثلاثاء، اعتبر فيه ان «القول بوجود اخطاء يعني اننا نجري مراجعة».
واشار الى ان الاقرار بوجود اخطاء «هو من باب رفض هذا الخطأ والعمل على تصحيحه لا من باب الشعور بالذنب».
من جهة ثانية، جدد الاسد رفضه ترسيم الحدود بين لبنان وسورية في منطقة مزارع شبعا الحدودية بين البلدين والمحتلة من اسرائيل.
وقال «هناك حل واحد للترسيم من مراحل ثلاث: انسحاب اسرائيل من مزارع شبعا، ترسيم لبنان وسورية حدودهما في مزارع شبعا، اعلام الامم المتحدة بالامر. اذن يجب زوال الاحتلال اولا».
وعن المطالبة بكشف مصير لبنانيين فقدوا في سورية منذ الحرب الاهلية (1975 ـ 1990)، قال «اللائحة التي قدمت لنا تضم حوالى 800 اسم ليس لدينا منها سوى 15 موقوفا باحكام قضائية بتهمة التعامل مع اسرائيل».
وتابع ان «طرح الموضوع غير منطقي. هناك اعداد كبيرة ممن يقال انهم في سورية قتلوا في لبنان. وهم اما في مقابر جماعية واما لم يدخلوا سورية ابدا»، معتبرا ان الموضوع يطرح «لغايات سياسية».