بيروت ـ عمر حبنجر وأحمد عزالدين
ماتزال المفاجآت الانتخابية تتوالى بموازاة السجالات السياسية التي ترجمت امس بانفضاض مجلس النواب عقب جلسة قصيرة انتهت لفقدان النصاب وفيما تعثرت إمكانية التفاهم بين تنظيم المستقبل والجماعة الاسلامية على التحالف في الانتخابات حصلت اعمال شغب وقطع طرق في طرابلس وعكار من جانب انصار مرشحين لم يأخذهم الحريري على لوائحه.
وكان الحريري زار طرابلس امس، قبل وصوله الى عكار والتقى الرئيس نجيب ميقاتي، وتزامن مع وصوله حصول اطلاق نار وقطع طريق في شوارع المنية وبعل محسن والتبانة وفي بعض مناطق عكار من جانب انصار المرشح محمد سليمان الذي لم يظهر اسمه على لائحة التحالف، وانصار علي العيد في بعل محسن، لاختيار «المستقبل» بدر ونوس كمرشح عن العلويين في المدينة.
وقد تدخلت القوى الامنية وسيطرت على الوضع، واذاع سعد الحريري بيانا، اكد فيه على احترامه للمرشح محمد عبدالله سليمان ولعشائر عكار ووادي خالد التي ينتمي اليها مبديا استعداده للتعاون في المستقبل، معتبرا ان مثيري اعمال الشغب هم مندسون يحاولون تلطيخ الصورة المشرقة والمشرفة لعشائر العرب في عكار ووادي خالد.
جلسة نيابية مختصرة
اصداء ما جرى في الشمال وصلت الى مجلس النواب، الذي انعقد لنحو نصف ساعة، وانفرط عقد الجلسة نتيجة فقدان النصاب، ولكن الرئيس نبيه بري اعلن تأجيلها الى السابع من مايو، اي قبل شهر من الانتخابات النيابية، مصرا على تمرير مشروع قانون خفض اسعار البنزين، وفيما اكد رئيس الحكومة فؤاد السنيورة ان الضريبة على البنزين اقرت في مجلس الوزراء اعتبر نائب القوات اللبنانية انطوان زهرا ان دعوات رئيس المجلس للنواب هي للاحراج السياسي وليست للتشريع.
وحصل سجال بين بري والسنيورة على خلفية اقفال مجلس النواب عندما قالت النائبة نايلة معوض ان المجلس لا يستطيع محاسبة الوزراء وهو الذي غاب نحو سنتين، فأجابها بري: لقد غاب بسبب حكومتك، هنا تدخل الرئيس السنيورة قائلا: اذا كنت ستفتح هذا الملف فسنرد، ورد بري: وزيرتك السابقة هي التي اثارت الامر، وانا حاضر اذا شئت، ثم رفع الجلسة قائلا: لا جدوى من استمرار النقاش، وحدد يوم 7 مايو موعدا جديدا، لكن بعض النواب تحفظوا على هذا الموعد لأنه يصادف ذكرى احداث السابع من مايو في بيروت والجبل.
لوائح طرابلس والشمال
وكانت لوائح الفريقين في كل من البقاع الغربي وراشيا وصيدا والكورة والبترون قد اعلنت على التوالي في غضون الساعات القليلة الماضية، وآخرها لائحة تنظيم المستقبل وحلفائه في عكار، التي اعلنها سعد الحريري عصر امس الثلاثاء في بلدة «خريبة الجندي».
وضمت اللائحة كلا من خالد زهرمان وخالد ضاهر ومعين مرعبي الذي حل محل محمد سليمان عن السنة، وهادي حبيش عن الموارنة ورياض رحال ونضال طعمة عن الروم الارثوذكس، وخضر حبيب عن العلويين.
وبعد ظهر اليوم الاربعاء يعلن الرئيس نجيب ميقاتي والوزير محمد الصفدي والنائب سعد الحريري تحالفهم في طرابلس، خلال مهرجان في فندق «كوالتي ان» بعد تذليل آخر العقد، من حيث المبدأ، بحيث باتت اللائحة تضم كلا من: ميقاتي والصفدي واحمد كرامي ومحمد كبارة وسمير الجسر عن السنة. وروبير فاضل عن الارثوذكس وبدر ونوس عن العلويين وسامر سعادة عن الموارنة. التفاهم شمل ايضا لائحة الضنية ـ المنية بحيث تضم النائبين احمد فتفت وقاسم عبدالعزيز عن الضنية وغسان رملاوي عن المنية، وبهذا غاب اسم مرشح الجماعة الاسلامية اسعد هرموش، ما يعني ان التفاهم بين تنظيم المستقبل والجماعة الاسلامية اصبح بعيد المنال، اذا اضفنا الى استبعاد هرموش في الضنية وسامي الخطيب في دائرة البقاع الغربي ـ راشيا ود.علي الشيخ عمار في دائرة صيدا، وهذا ما بدأ يطرح علامة استفهام حول مصير عماد الحوت في بيروت، الذي وزع صوره في العاصمة كجزء من التحالف مع «المستقبل» الا ان عدم التزام رفاقه في الجماعة بالانسحاب من الدوائر الاخرى يعزز حظوظ النائبة غنوة جلول، أو اي مرشح آخر قريب من تيار المستقبل او المجلس الاسلامي الشرعي الاعلى الذي يرأسه مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني.
وكانت النائبة جلول التقت المفتي قباني في دار الفتوى امس، وامتنعت عن الادلاء بتصريح حول استمرارية ترشيحها، لكن مصادر مطلعة ابلغت «الأنباء» ان جلول لن تسحب ترشيحها في نهاية مهلة سحب الترشيحات التي يغلق بابها منتصف ليل اليوم الاربعاء، وانها قررت الاستمرار حتى آخر لحظة من فتح صناديق الاقتراع من قبيل التحسب للمتغيرات.
مخاوف من التطرف
وفي معلومات لـ «الأنباء» انه من بين معوقات التحالف بين المستقبل والجماعة الاسلامية تحفظات جهات نافذة على وجود تطرق اسلامي سني في البرلمان اللبناني، يمكن ان تزاوج بين السياسي والديني، على غرار حزب الله لدى الطائفة الشيعية، فضلا عن ان تجربة الداعية فتحي يكن لم تكن مشجعة.