واصل مؤتمر الأمم المتحدة لمكافحة العنصرية «ديربان 2» اعماله في جنيڤ امس على وقع التنديد بخطاب الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر.
وقالت الرئاسة التشيكية للاتحاد الاوروبي في بيان ان «الاتحاد يرفض بأشد العبارات تصريحات الرئيس نجاد التي وصفت اسرائيل بالنظام العنصري».
وأكدت براغ ان جميع دول الاتحاد الاوروبي التي اختارت المشاركة في المؤتمر باستثناء تشيكيا قررت البقاء بالرغم من خطاب الرئيس الايراني، اي ما مجموعه 22 دولة من اصل 27 في الاتحاد.
لكن بين الدول التي جاءت الى جنيڤ، وحدها جمهورية تشيكيا الحليف التقليدي لاسرائيل قررت الانسحاب نهائيا من المؤتمر.
وكانت 4 دول أوروبية اخرى عزفت عن المشاركة في المؤتمر منذ البداية خشية اي تجاوزات ايرانية وهي ايطاليا وپولندا والمانيا وهولندا.
أوروبا تدعم الوثيقة النهائية
واعتبرت الرئاسة التشيكية ان الدول الاوروبية التي قررت البقاء ليس لديها «اي مشكلة جوهرية» مع مشروع الوثيقة النهائية للمؤتمر حول مكافحة التمييز والعنصرية وهي «مستعدة لدعمها» التي كان يفترض توقيعها بعد غد.
واضافت «لكننا نطالب بأن ينعقد المؤتمر ضمن روحية الاحترام المتبادل والكرامة».
وقد أثار الرئيس نجاد امس الاول موجة من الاستنكار في اليوم الاول لمؤتمر الامم المتحدة المعروف بـ «دوربان الثاني» من خلال إلقائه خطابا عنيفا ضد اسرائيل حمل الدول الاوروبية لمغادرة القاعة.
كوشنير: الحوار مع إيران ضرورة
من جانبه أكد وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير أن فرنسا ستظل مشاركة في المؤتمر الدولي كما أنها تعتزم التوقيع على البيان الختامي.
وقال كوشنير في حديث لإذاعة «يوروب 1» «لقد غادرنا جميعا القاعة إلا أننا لن نغادر المؤتمر»، في إشارة إلى خروج السفراء الأوروبيين احتجاجا على تعليقات الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بشأن إسرائيل. وأضاف أن بقاء فرنسا في الاجتماع يرجع إلى أنه «بداية نجاح، فلدينا بيان يتضمن كل ما نريد».
وأوضح كوشنير ان البيان «سيغير الكثير، فالإعلان يشير إلى الإبادة الجماعية وضحايا الهولوكوست ومرضى الإيدز».
واعتبر كوشنير أن مقاطعة الولايات المتحدة للمؤتمر بسبب مشاركة أحمدي نجاد ربما تكون خطأ قائلا «سنضطر في يوم من الأيام إلى الحوار مع إيران».
استعجال بتبني البيان الختامي
هذا وتبنى المشاركون في المؤتمر البيان الختامي أمس قبل يومين من الموعد المقرر للتصويت عليه بعد مخاوف من مزيد من الانشقاقات اثر الانسحابات والاستنكار الشديد لخطاب نجاد.
وقال رئيس المؤتمر اموس واكو مخاطبا نحو 100 ممثل للدول المشاركة في المؤتمر «ايها السادة لقد اتخذتم القرار الرئيسي لتبني الوثيقة بالاجماع».
نجاد: أنصار الليبرالية أقلية
في غضون ذلك استقبل الرئيس نجاد بحفاوة في طهران لدى عودته امس من جنيڤ.
ونقلت وكالة «مهر» للأنباء شبه الرسمية عن نجاد قوله إن المؤتمر «أثبت للجميع أن أنصار الليبرالية يشكلون الأقلية».
وقال ان «الذين فرضوا أنفسهم على الشعوب لأكثر من 50 عاما برفعهم الشعارات الكاذبة في تحمل الرأي الآخر وحرية الرأي والتي أساءوا من خلالها الى الدين والقيم الإلهية هم أنفسهم أثبتوا في المؤتمر الذي أعدوا له أنهم غير مستعدين لتحمل جزء من آراء معارضيهم».
وأضاف أن «مثل هذه الصفة تفضح هوية نظام الرأسمالية الغربية والأفكار الليبرالية اللاإنسانية».
وتابع «إنهم خططوا للإخلال بالمؤتمر وأعدوا مسبقا لكل شيء من أجل ذلك. وقد رأينا جميعا كيف أن الله فضحهم بأفعالهم وأثبت أن هؤلاء الادعياء الكاذبين يشكلون مجرد أقلية وما هم الا ديكتاتوريون ارتدوا مسوح الحرية».
الڤاتيكان يدافع عن حرية التعبير
بموازاة ذلك قال مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى مقر الأمم المتحدة في جنيڤ المونسنيور سيلفانو توماسي لإذاعة الڤاتيكان امس أن «طبيعة الأمم المتحدة تفسح المجال لجميع الأصوات بما في ذلك تلك المتطرفة التي غالبا ما تختلف معها».
واضاف «بفضل حرية التعبير هذه فإن وثيقة مؤتمر دوربان 2 تم تعديلها ولهذه الأسباب مجتمعة فإن وفد الڤاتيكان لم يغادر القاعة أثناء خطاب الرئيس الإيراني».
الأردن: وفدنا لم ينسحب
بدوره قال وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال الأردني نبيل الشريف في تصريح له ان الوفد الأردني المشارك في المؤتمر دوربان 2 لم ينسحب أبدا من الجلسات أثناء إلقاء الكلمات والخطابات، موضحا أن الوفد واصل مع الوفود العربية والإسلامية المشاركة في جميع أعمال المؤتمر. وتقاطع إسرائيل، التي أحيت امس ذكرى ضحايا محرقة اليهود في الحرب العالمية الثانية، وعدد من الدول الغربية على رأسها الولايات المتحدة مؤتمر دوربان.
نتنياهو: لن نسمح بمحرقة ثانية
ووقف الإسرائيليون امس دقيقتي صمت في الشوارع إحياء لذكرى ضحايا محرقة اليهود في الحرب العالمية الثانية.
وأثار خطاب نجاد في مؤتمر دوربان استياء في الصحافة الاسرائيلية التي نقلت عن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو قوله «لن نسمح لمن ينكرون محرقة اليهود بارتكاب محرقة ثانية».