حذر الرئيس المصري حسنى مبارك من تدخلات قوى إقليمية «تعادى السلام وتدفع المنطقة إلى حافة الهاوية»، وقال «لن نسمح بتدخلات قوى إقليمية تسعى لبسط نفوذها واجندتها على عالمنا العربي».
وقال مبارك امس ـ في كلمة أمام افراد الجيش الثاني الميداني بمحافظة الإسماعيلية بمناسبة ذكرى تحرير سيناء التي توافق 25 الجاري ـ إن هناك قوى «تغذي الخلافات على الساحتين العربية والفلسطينية وتدفع بعملائها الى المنطقة لتهديد أمن مصر القومي، واستباحة حدودها وزعزعة استقرارها»، مشددا: «إننا واعون تماما لمخططاتكم، سنكشف تآمركم ونرد كيدكم في نحوركم، كفاكم تمسحا بالقضية الفلسطينية، واحذروا غضب مصر وشعبها».
درع السلام
ونبه الرئيس المصري الى أن السلام في حاجة مستمرة إلى «درع تحميه»، لافتا إلى ارتباط أمن مصر القومي بأمن واستقرار الشرق الأوسط وأمن الخليج والبحر الأحمر ومنطقة المتوسط والوضع في السودان ودول حوض النيل وأفريقيا.
وشدد مبارك على أن قضية فلسطين ستبقى على «رأس الأولويات العربية»، وعلى مواصلة جهود مصر من اجل تحقيق المصالحة الفلسطينية والوفاق الوطني لاستعادة التأييد الدولي للقضية الفلسطينية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
وأضاف: «لم نفقد الأمل في السلام العادل والشامل، نعارض محاولات تكريس الانقسام بين الأراضي المحتلة في (الضفة الغربية وغزة)، نرفض محاولات الترويج لأفكار تبادل الأراضي ونقول لمروجيها إن سيناء أرض مصرية ولا مساس بشبر واحد من حدودها».
وأدان مبارك الاستيطان والإجراءات الإسرائيلية لتهويد القدس، وقال: «تلك الإجراءات لن تضفي الشرعية على الاحتلال ولن تغير من حقيقة أن المستوطنات تقوم على أراض فلسطينية محتلة»، مؤكدا على ان مصر ستواصل جهود السلام وفق حل الدولتين دون انطباعات مسبقة عن الحكومة الإسرائيلية الجديدة.
نتنياهو وليبرمان
واشار الى ان نتنياهو سيأتي الى مصر «بمفرده» ولن يصطحب معه وزير خارجيته افيغدور ليبرمان مشيرا الى ان جميع رؤساء الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة حضروا بمفردهم الى مصر وبدون اصطحاب أي وزير.
وطالب الرئيس مبارك في الوقت نفسه الفلسطينيين بلم الشمل والاتفاق فيما بينهم «لأن الانقسام لن يؤدي ابدا الى حل الدولتين مهما كانت الظروف».
وفيما يتعلق بالعلاقات المصرية ـ الأميركية، قال مبارك إنه لم يزر الولايات المتحدة منذ عام 2004 بسبب سياسات الإدارة السابقة، إلا أنه يتطلع الآن لصفحة جديدة للعلاقات المصرية والأميركية.
واعاد الى الاذهان ان الرئيس الأميركى الجديد اتصل به فور توليه مهام منصبة وابلغه بتطلع واشنطن الى «صفحة جديدة» للعلاقات المصرية والأميركية سواء فيما يتعلق بالقضايا الاقليمية او التعاون الثنائي.
الموقف الحقيقي
واشار الى انه سيعمل بقدر الاستطاعة لشرح الموقف الحقيقي لأوباما والادارة الأميركية الجديدة مضيفا «سأقول لهم انه باستمرار بناء المستوطنات وبناء المساكن على الارض الفلسطينية لن يكون هناك استقرار ابدا».
واضاف الرئيس مبارك ان اوباما وجه مؤخرا الدعوة له وايضا الى كل من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي لزيارة الولايات المتحدة «كل على حدة» لإيجاد حل للقضية الفلسطينية.
واوضح انه سيشرح لأوباما ونتنياهو حقيقة الموقف في المنطقة وعدم امكان ان تعيش اسرائيل على المدى الطويل دون ان يستعيد الفلسطينيون حقهم، مجددا التأكيد على ضرورة وحدة الصف الفلسطيني ولم شملهم.