بيروت ـ اتحاد درويش
مع انتهاء مهلة سحب الترشيحات للانتخابات النيابية، وحدهم المرشحون المنفردون يغردون خارج سرب التحالفات بعد ان تخلت عنهم مرجعياتهم السياسية او رؤساء الكتل «لضرورات انتخابية»، بعض هؤلاء من التزم بقرار مرجعيته السياسية والنيابية، وآخرون قرروا المواجهة مهما كلف الامر من ثمن، وهو حال نائب بعبدا عن المقعد الماروني عبدالله فرحات الذي اراد الاستمرار بترشحه بعد ان استبعد عن لائحة قوى 14 آذار نتيجة «ضغوطات سياسية» كما يقول، وهو العضو في كتلة «اللقاء الديموقراطي» الذي يرأسه النائب وليد جنبلاط الذي أبدى اسفه لاستبعاد النائب فرحات من لائحة الاكثرية في دائرة بعبدا في جبل لبنان.
«الأنباء» التقت النائب فرحات داخل مكتبه في المجلس النيابي وحاورته في مجمل الامور المرتبطة بالشأن الانتخابي فأكد انه لم يسحب ترشحه لأنه مصمم على اكمال المعركة مهما كانت النتيجة، آملا ان يكون النجاح حليف المرشحين المنفردين لانهم خارج الاصطفافات وغير معلبين، وسألناه بداية لماذا هذا الاصرار على الترشح امام اللوائح الكبرى، وما حظوظه؟ فأكد ان هذا الاصرار هو لقطع الطريق على المرشحين على منطقة المتن الاعلى حفاظا على طابع الجبل في التنوع والتواصل والانفتاح بعد المصالحة التاريخية التي جرت في الجبل.
وقال: قد لا يحالفني الحظ في الفوز بالانتخابات، لكنني مرشح مستقل ومرجعيتي هي ارادة الناخبين في منطقتي.
قرار همايوني
تقول انك مستقل، أما زلت عضوا في اللقاء الديموقراطي الذي يرأسه النائب وليد جنبلاط؟
لم أعد في اللقاء الديموقراطي، ولقد فصلت بقرار همايوني من الاحزاب المسيحية بعد ان استبعدت عن لائحة 14 آذار، وبما ان اللقاء الديموقراطي جزء من قوى 14 آذار فلا يمكن ان اكون رغما عنهم، لكن هذا القرار لم يفاجئني وكنت على علم بحصول الكثير من التجاذبات في هذا الموضوع، وقد جرى ان عرض علي الانضمام الى احد الاحزاب والى كتلتها النيابية ووقفت ضد هذا التوجه، وشعرت في حينه ان حظوظي في البقاء ضمن لائحة قوى 14 آذار في بعبدا تتضاءل، وبالتالي فإن جزءا من القرار كنت قد اتخذته، بعد رفضي القبول بالانضمام الى هذا الحزب أو كتلته، وهذا يعني انني ساهمت في اقصاء نفسي عن اللائحة.
مواجهة عون
ما كان دور النائب جنبلاط في فرضك على لائحة قوى الاكثرية؟
لقد ساعدني الاستاذ وليد جنبلاط قدر الامكان وحاول ان يفرضني على اللائحة ولم ينجح بسبب الضغط من الاحزاب المسيحية، وكي لا يتهم بأنه تسبب في فرط عقد 14 آذار وبالتالي لا يمكنه أن يتحمل مثل هذا الامر، لكن لابد من قول كلمة الحق انه دافع عني في الاجتماعات التي جرت عند الاعداد لتشكيل اللائحة، انما التجاذبات داخل فريق 14 آذار، والتي هي موجودة منذ فترة، وخصوصا عند الاحزاب المسيحية التي تريد فرض نفسها في المناطق، حيث الصوت غير المسيحي مرجح والابتعاد عن المعارك في المناطق المسيحية، باعتبار ان المناطق المسيحية ليست لديها القدرة على مواجهة العماد ميشال عون ويعتبرون انفسهم ضعفاء في هذه المناطق ويذهبون باتجاه المستقلين وهو امر غير مقبول، ويفعلون عكس ذلك في المناطق التي المرجعية فيها للصوت غير المسيحي لفرض مرشحيهم. اذن الموضوع عندي هو مبدئي ولا يجوز ان تستأثر هذه الاحزاب بالمقاعد المسيحية في المناطق المختلطة، واذا أرادت معركة فعلية فلتكن في المناطق المسيحية الصرف.
ما تصورك للمعركة في دائرة بعبدا، هل تتوقع تنافسا حادا أم ان الصورة لم تتضح بعد لديك؟
أتوقع الفوز للمعارضة، والسقوط للفريق المتطرف الذي يدعي الوسطية. كانت هناك طروحات لبلورة كتلة وسطية (مقاطعا) الكتلة الوسطية يجب ان تكون فعلا وسطية ومستقلة، لا أن تكون وسطية مقنعة، وما يدل على الوسطية هو عدم الركون الى مرجعية سياسية غير وسطية وهو اداء سياسي قديم، ثم من يعتبر نفسه انه وسطي، انا اسأله ما هو ارشيفه السياسي؟ وهو مرشح في دائرة بعبدا، هل من يدافع عن القرار 1559 هو وسطي؟ فلماذا يلبسون لباس الوسطية أليس لتسويق انفسهم انتخابيا.
عدم التجانس
أين تقف اليوم امام الاصطفافات السياسية وانت محسوب على قوى 14 آذار طوال السنوات الاربع الماضية؟
ما هذا الفريق الذي لم يتمكن من حمل رجل مثل نسيب لحود مع حفظ الالقاب؟ ان ما جرى معه يعبر عن الاجواء السائدة داخل صفوف فريق 14 آذار، هناك تفسخ هائل وآراء متباينة في السياسة بصورة تظهر عدم التجانس سياسيا، والمؤسف ان هذا الفريق الذي سمى نفسه ثورة الأرز وطرح شعارات كبيرة وقدم شهداء انتهى الى الحصص «اعطى مقعدا وخذ أنت مقعدا» وهو بذلك انهى نفسه وضرب مصداقيته.
النظام المرصوص
ما العنوان الذي تعطيه لهذه الانتخابات التي يسجل فيها اعلى نسبة مرشحين منسحبين وعلام يدل هذا الأمر؟
من المؤسف ان الانتخابات تشهد حالة من الرقابة، هناك فريقان كبيران يتصارعان في المعركة الانتخابية، وتحت لواء هذين الفريقين تظهر الامور وكأن لبنان محكوم دائما بالنظام المرصوص، لم يكن لبنان طوال عهوده السابقة محكوما بذلك، لبنان بلد التنوع وبلد تعددي يقوم على المشاركة، والديموقراطية فيه هي ديموقراطية مجموعات لا ديموقراطية اشخاص، ثم ان طبيعة المعركة لا تقاس بعدد المرشحين بل بامكانية الربح، فمن عنده امكانية الربح؟ أليس من هم على لوائح 8 و14 آذار وباقي المرشحين قد لا يحالفهم الحظ.