ڤيينا ـ هدى العبود
اليوم يقول شيئا وغدا يقول شيئا آخر، نريد أن نعرف ما هي سياسة حكومة نتنياهو وفي ضوء ذلك سنحدد الموقف المناسب، هذا ما بدأ به وزير الخارجية السوري وليد المعلم حواره مع «الأنباء» على هامش زيارة الرئيس السوري بشار الاسد الى العاصمة النمساوية ڤيينا وفيما يلي نص الحوار:
يقول المستشار النمساوي هانز فيشر إن استعادة سورية للجولان المحتل عنصر مهم لإحلال السلام، هل هذا تعبير عن قناعة كونتها أوروبا مؤخرا حول أهمية الدور السوري في عملية السلام؟
بدون شك لمسنا دعما أوروبيا لحق سورية في استعادة أراضيها المحتلة وكذلك هناك حشد دولي يدعم حقوق الشعب الفلسطيني.
من خلال تصريحات الرئيس فيشر لمسنا أن هناك مساعي سلمية، من يقوم بهذه المساعي غير الأتراك؟
الآن لا توجد مساع للسلام، الجميع ينتظر ماذا تريد إسرائيل، هل هي متجهة حقيقة نحو السلام؟ هذا أمر أستبعده شخصيا في ظل هذه الحكومة.
ما تعليقكم على تصريحات وزير خارجية إسرائيل افيغدور ليبرمان عندما قال يجب إيقاف المفاوضات غير المباشرة مع سورية؟
أنا لا أعلق على تصريح في حكومة إسرائيل، اليوم يقول شيئا وغدا يقول شيئا آخر، نريد أن نعرف ما هي سياسة حكومة نتنياهو وفي ضوء ذلك سنتخذ الموقف المناسب.
على الصعيد الإقليمي هل يمكن للنمسا أن تقوم بدور أكثر فاعلية مما قامت به بعض الدول الأوروبية كفرنسا مثلا لإحلال سلام عادل وشامل؟ وماذا عن تصوراتكم لهذا الدور؟
نحن ننتظر دول الاتحاد الأوروبي، وخلال ترأس فرنسا لهذا الاتحاد كانت الديبلوماسية الفرنسية نشطة ليس فقط على ساحة الشرق الأوسط، بل وفي القوقاز ونأمل أن نلمس نشاطا أوروبيا مماثلا.
هل تتوقعون أن تكون الإدارة الأميركية الجديــدة وراء تفعيــل العلاقــات الأوروبية ـ السورية أخيرا تمهيدا لعلاقات أكثر استقرارا بين سورية والولايات المتحدة؟
العلاقات الأوروبية ـ السورية انفرجت قبل وصول أوباما إلى البيت الأبيض بعد إدراك أوروبيين أخطاء إدارة بوش.
بحكم العوامل الجديدة في العلاقة السورية ـ الأميركية، هل هناك مساع نمساوية أو أوروبية ترفد المساعي التركية لتطوير وتسريع قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالجولان؟
نحن في سورية نقدر كل دعم دولي للموقف السوري الذي يسعى لتحرير الجولان في إطار عملية سلام شاملة.
بعض الدول الأوروبية شهدت مطالبات قضائية بمحاكمة عدد كبير من قادة إسرائيل كمجرمي حرب، هل تنتظرون أن يحذ القضاء النمساوي حذو عدد كبير من تلك الدول كالنرويج؟
لا أعرف ما الوضع القانوني في النمسا لكن أقدر عاليا النظام القضائي في النرويج.
برزت مواقف لوزيرة خارجية الولايات المتحدة تتحدث عن رفض إدارة أوباما لأي علاقة يمكن أن تقوم مع حماس؟ هل يمكن أن تمتنع أوروبا عن مثل هذه العلاقات وما مؤشرات التباين بين الموقفين؟
هناك اتصالات أوروبية مع قيادة حماس وهو شيء نقدره، أما الولايات المتحدة فلديها موقف آخر، هكذا كان حالها بالنسبة لمنظمة التحرير الفلسطينية إلى أن اعترفت بها، وكذلك الحال بالنسبة للجيش الجمهوري الإيرلندي، وأعتقد أن المسألة مسألة وقت.
لوحظ اهتمام نمساوي رسمي وإعلامي بالزيارة التي يقوم بها الأسد والسيدة عقيلته للنمسا، ووفق ما أدلى به الرئيس النمساوي هانز فيشر لوسائل الإعلام يتضح مدى عمق هذا الاهتمام، هل تنتظرون من النمسا دورا كبيرا في تحقيق عملية السلام، أو في اتفاق الشراكة السورية ـ الأوروبية؟
أولا، من دون شك زيارة الرئيس بشار الأسد إلى النمسا زيارة هامة تندرج في إطار العلاقة التاريخية التي كانت قائمة بين سورية والنمسا منذ عهد المستشار برونوايكسي، هذه الزيارة ستؤسس لعلاقات ثنائية في مختلف المجالات وسيتم خلالها توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، ومن الطبيعي أن نلمس اهتماما نمساويا بهذه الزيارة في ضوء الموقع الهام الذي تحتله سورية في أمن واستقرار المنطقة، إننا نعول على دعم النمسا لجهود إحلال السلام العادل والشامل خاصة أنها عضو في الاتحاد الأوروبي.
اتفاقية الشراكة هي الآن لدى الجانب الأوروبي بمعنى أن الكرة في الملعب الأوروبي، عندما يحزم الأوروبيون أمرهم بشأن توقيع اهم سوف يعلموننا.