بيروت ـ عمر حبنجر
تمخضت جولة الحوار الوطني السادسة امس، عن جولة سابعة تعقد في الاول من يونيو اسهاما في تبريد الاجواء عشية الانتخابات المقررة في السابع منه.
واتسمت هذه الجولة بالسرعة والهدوء وعرض فيها ممثل حزب الله النائب محمد رعد على المتحاورين تقريرا حول أكبر مناورة عسكرية في تاريخ اسرائيل و المقررة بين 31 مايو و4 يونيو، وهو ما فاجأ بعض الحاضرين ومن ثم قام بتوزيع التقرير على الاعلاميين بعد الجلسة داعيا الحكومة الى اتخاذ الاحتياطات المناسبة.
وعكست جولة الامس استمرارية ميثاق الشرف بين اقطاب الحوار رغم التراشقات الانتخابية المتخطية للاخلاق والقيم الاجتماعية احيانا.
الرئيس ميشال سليمان الذي تبنى ادارة الحوار والتشجيع عليه يؤمن بسياسة النوافذ المفتوحة كقنوات للتواصل مع الاطراف المتصارعة عند الضرورة، ومن هنا كان الاتفاق على جولة الحوار السابعة في الاول من يونيو تسبق الانتخابات التشريعية في السابع منه، راغبا بذلك في المحافظة على شعرة معاوية مع الجميع وبين الجميع، ومحولا مؤتمر الحوار هذا الى مرجعية سياسية عليا مهمتها التدخل لمعالجة الامور السياسية والامنية عندما ترتبك الامور الى ما يتخطى طاقة الحكومة على التدخل والحسم، خصوصا ان اللجنة المكلفة ببحث الاستراتيجية الدفاعية لم تجتمع بعد.
جلسة الحوار استغرقت ساعة و45 دقيقة، وابرز مقرراتها، او قرارها الوحيد كان تعيين الجلسة السابعة التي ستكون مخصصة لتبريد الاجواء الانتخابية، وفي هذا السياق قال رئيس كتلة المستقبل، بعد الجلسة ان جلسة اول يونيو هي للتهدئة، وان قوى الاكثرية مستمرة في تفويضها للرئيس ميشال سليمان من اجل الانتهاء من التعيينات الإدارية المرتبطة بالانتخابات النيابية.
النائب اغوب بقرادونيان، ممثل الأحزاب الأرمنية، لاحظ ان الأجواء كانت هادئة داخل الجلسة، وان الرئيس سليمان مستمر بالعمل على التوافق حول التعيينات الادارية المرتبطة بالانتخابات.
المعلومات الرسمية
وفي المعلومات الرسمية ان الرئيس سليمان افتتح الجلسة بعرض لأبرز التطورات على المستويين الداخلي والخارجي، مشيرا بشكل خاص الى التوجهات الدولية الجديدة في مقاربة ازمة الشرق الاوسط، والى مقررات القمة العربية التي انعقدت في الدوحة بتاريخ 30 مارس الماضي، لاسيما ما يتعلق منها بالمبادرة العربية للسلام وضرورة الضغط على اسرائيل لتطبيقها ضمن مهل محددة، ودعا الى التوافق ووحدة الصف لضمان الحفاظ على مصالح لبنان العليا في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ المنطقة.
وناقش المجتمعون موضوع متابعة اجتماعات طاولة الحوار على ابواب المرحلة المقبلة، وبنتيجة المداولات توافق المجتمعون على الآتي:
الاتفاق على استمرار طاولة الحوار لاستكمال البحث في موضوع الاستراتيجية الوطنية الدفاعية، بما يضمن حماية لبنان في مواجهة تهديدات اسرائيل المتمادية ومناوراتها وخروقاتها، خصوصا من خلال شبكات التجسس التي تم اكتشافها اخيرا والتي تشكل انتهاكا لسيادة لبنان وللقرار 1701، وبما يضمن متابعة تنفيذ القرارات التي تم اتخاذها سابقا.
مواكبة مسيرة الانتخابات النيابية المقبلة بما يكفل إجراءها بصورة متوازنة في أجواء من الديموقراطية والاستقرار والهدوء.
العمل على إجراء الانتخابات النيابية المقبلة في اجواء من الديموقراطية والأمن بما يؤمّن صحتها ونزاهتها، والتأكيد على أهمية الالتزام بما تم التوافق عليه في الجلسات السابقة لجهة الابتعاد عما يوتر الأجواء.
تحديد الساعة الـ 11 من الأول من يونيو المقبل موعدا للجلسة السابعة لاجتماع طاولة الحوار.
وكان النائب ميشال المر آخر الواصلين، وقد غلب الجو الضاحك على لقاءات الأقطاب امام الكاميرات، ولوحظ في لقاء الرئيس السنيورة والنائب رعد ان الاول كان يتحدث والثاني مصغيا له.
وقد لوحظ ان الأقطاب المسيحيين في الموالاة تنحوا جانبا، الى جانب بعضهم بعضا، وهم امين الجميل وسمير جعجع وغسان تويني وبطرس حرب، بعيدين عن وليد جنبلاط خصوصا.
انتخابيات
انتخابيا وعشية جولة الحوار السادسة، لوح العماد عون بالاستعداد لمواجهة الرئيس نبيه بري في دائرة جزين بسبب رفض بري التخلي عن حليفه المسيحي سمير عازار رغم الاغراءات، وقد ابلغ رئيس التيار الوطني الحر انه اذا اعتبر نفسه معنيا بالمرشحين المسيحيين في دوائر سيطرة حلفائه في المعارضة فعليه ان يترك للرئيس بري حرية اختيار المرشحين الشيعة في الدوائر التي يعتبرها تحت جناحه.
واعتبر عون ان افضل حل لمسألة جزين يكون بالاحتكام الى اهالي جزين.
وابدى عون انزعاجه من زيارة وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الى ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وقد نبه الحكومات الاجنبية الى عدم اختصار شهداء لبنان في شخص واحد مهما كبر حجمه، داعيا الى وضع الاكاليل على ضريح الجندي المجهول.
وقال عون: عندما يكون عندنا زائر اجنبي رسمي يضع اكليلا على ضريح رئيس الحكومة (الحريري) ونحن لا مانع لدينا ونتشرف بذلك، لكن بما انهم رسميون فإنهم لا يستطيعون اختصار شهداء لبنان في ضريح الرئيس الحريري، هناك آلاف الشهداء ولهم نصب تذكاري اسمه نصب الجندي المجهول، ونبه السفراء الى ان يبلغوا حكوماتهم بذلك.
غانم: الضريح للرمز
رئيس لجنة الادارة والعدل النائب روبير غانم رفض الرد على حديث العماد عون امس عن زيارة الوفود الاجنبية لضريح الرئيس رفيق الحريري، لكنه اشار في الوقت عينه الى ان زيارة ضريح الحريري هي لرمز وليس لشخص.
غانم اعتبر ان شبكات التجسس الاسرائيلية التي كشفتها الاجهزة الامنية تشكل خرقا للسيادة اللبنانية، لافتا الى محاولات اسرائيل لضرب اللبنانيين فيما بينهم ودعا الى مراجعة الامم المتحدة في هذا الشأن.
تماسك المعارضة
بدوره، اعلن نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم ان الحزب راعى في خياراته الانتخابية بالتفاهم مع حلفائه ما يحافظ على المشهد العام لتماسك المعارضة وقدرتها على مواجهة التحديات.
ووجه قاسم التحية الى الاجهزة الامنية التي اعتقلت شبكات التجسس، لافتا الى الخطر الاسرائيلي الخفي والمعلن.
وعن الانتخابات ايضا، قال قاسم: نحن واضحون لأننا نريد بناء لبنان المقاوم الذي يشارك فيه جميع ابنائه.
الرئيس عمر كرامي نبه شعب طرابلس الى ان هناك مؤامرة من اجل «تهميش» المدينة، وفي لقاء شعبي قال كرامي: نحن الذين حملنا لواء العروبة لا يمكن ان نسمح للقوى الانعزالية المتآمرة ان تفرض على لبنان ان يكون منعزلا عن محيطه العربي.
وفي صيدا، انتقد النائب اسامة سعد المرشح عن دائرة صيدا كلام الرئيس فؤاد السنيورة خلال حملته في صيدا عن احداث 7 مايو وما تلاها من احداث في صيدا وبيروت، معتبرا ان هذا الامر يؤدي الى اثارة النعرات وتسميم الاجواء في المدينة.