واشنطن ـ أحمد عبدالله
عقد في واشنطن أول من أمس مؤتمر «العلاقات الاميركية ـ السعودية في عالم بلا توازن» بحضور عدد كبير من المسؤولين الحاليين والسابقين من الجانبين تصدرهم الأمير تركي الفيصل سفير المملكة السابق في واشنطن وزبيغنيو بريزنسكي مستشار الأمن القومي الأسبق ووزير التجارة السعودي عبدالله علي رضا ومساعد وزيرة الخارجية الأميركية والمسؤول عن ملف ايران في الخارجية وليام بيرنز ورئيسة معهد السلام الدولي آن ماري سلوتر وعدد آخر من الأكاديميين والديبلوماسيين من البلدين.
وقال الأمير تركي الفيصل ان مبادرات السلام في الشرق الأوسط تزاحمت واحدة بعد الأخرى وان الأمر لا يحتاج الى مبادرة جديدة، وأضاف: «ما نحتاجه الآن هو تطبيق المبادرات السابقة بسرعة ودون ابطاء لان هامش الوقت المتاح امام العالم والمنطقة بات محدودا».
وتابع: «فيما يتعلق بلبنان فانني أرى ان تطلب الولايات المتحدة من الحكومة الإسرائيلية الانسحاب فورا من مزارع شبعا والأرض المجاورة لها التي احتلت عام 1967، وإذا كان هناك خلاف بين سورية ولبنان فانه خلاف يحل بين الدولتين دون تدخل إسرائيلي». ودعا الولايات المتحدة الى تركيز مهمتها في افغانستان على تعقب الإرهابيين وطردهم وان القضايا الاخرى التي أقحمت على الاستراتيجية الاميركية السابقة في افغانستان مثل بناء البلاد واقامة نظام ديموقراطي يجب ان تترك للشعب الافغاني.
اما مستشار الأمن القومي الأسبق بريزنسكي فقد اقترح بدء العمل من اجل شراكة استراتيجية اميركية ـ سعودية من اجل السلام.
وأعرب بربزنسكي عن معارضته الشديدة لشن حرب ضد ايران قائلا: «مثل هذه الحرب بصرف النظر عن الطرف الذي سيشنها ستجلب نتائج كارثية لنا وللمنطقة فضلا عن انها لن تحل مشكلة البرنامج النووي الايراني».
بدوره ويليام بيرنز: ان الولايات المتحدة تعتقد ان ايران لا تلعب دورا بناء في المنطقة، واضاف «وسنحاول ان نواجه ذلك عبر الديبلوماسية المكثفة». وأضاف «ولكن الولايات المتحدة لن تقبل في اي ظرف من الظروف ان تمتلك ايران سلاحا نوويا».
وبعد انتهاء المؤتمر قال السيناتور تشك هاغل لـ «الأنباء» انه يعتقد ان على الرئيس اوباما ان ينصت الى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال لقائهما المقبل الذي سيعقد في واشنطن. غير انه اضاف «رغم ذلك فانني اعتقد ان على الرئيس ان يكون حازما تماما مع رئيس الوزراء الإسرائيلي لان احلال سلام عادل في الشرق الأوسط بات أولوية ملحة للولايات المتحدة من الزاوية الاستراتيجية».
وقال هاغل ان «المعادلة القائلة بان الولايات المتحدة كانت منحازة لاسرائيل على حساب العرب وان عليها ان تنحاز ضد اسرائيل لارضاء العرب هي معادلة مضللة اذ ان على الولايات المتحدة ان تنحاز الى استقرار الشرق الاوسط وامنه بصرف النظر عن الجانب الذي سيقودها هذا اليه او ضده».
وقال الباحث في معهد «نيو اميركا فاونديشن» الذي نظم المؤتمر لـ «الأنباء» ان المؤتمر في ذاته شاهد على عمق التبدل الذي طرأ على الوضع في واشنطن. وأضاف «ندرك الآن مدى اهمية توثيق علاقاتنا بالعالم العربي والمملكة العربية السعودية لها دور مهم في المنطقة وفيما قيل اليوم دليل على اصرارنا على تحقيق فهم أفضل لما يقوله العرب».