فيما أعلنت القوات الباكستانية سيطرتها على كبرى بلدات منطقة بونر التي كانت حركة طالبان احتلتها مؤخرا وادعت لاحقا الانسحاب منها، توعدت الحركة بحشد مقاومة شديدة لخوض حرب مريرة ضد أي تقدم عسكري يستهدف طرد مقاتليها من بونر.
وقام آلاف من المتشددين مدعومين بأنصار محليين ببناء المخابئ في المرتفعات الخضراء الواسعة التي تطوق المنطقة، بينما وضعت القنابل على الطرق الرئيسية، كما أقيمت مراكز تدريب للمقاتلين الجدد في بعض القرى.
وقال استاذ رائيس قائد طالبان في مقابلة بأحد مساجد قرية بير بابا «إننا سنقاتل هنا حتى آخر رمق»، واضاف مبتمسا وهو يسوي ذقنه السوداء بأصابعه «سترون كيف سنقاتل».
وعلى صعيد سيطرة الجيش الباكستاني على داغار كبرى مدن بوير، نقلت محطة «جيو» التلفزيونية الباكستانية عن بيان للجيش الباكستاني أنه نفذ إنزالا جويا في بلدة داغار التي تعتبر مركز منطقة بونر في إقليم الحدود الشمالية الغربية والمناطق المحيطة وأن قواته نجحت في السيطرة عليها.
ونفذ الجيش الباكستاني إنزالا بالمروحيات في مناطق جبلية محيطة ببلدة داغار قرب وادي سوات على بعد أقل من 100 كيلومتر من إسلام آباد.
وكانت القوات الباكستانية شنت عملية عسكرية اول من امس في منطقة بونر التي أعلنت «طالبان» احتلالها أخيرا وادعت لاحقا الانسحاب منها مع تأكيد وزير الداخلية رحمن مالك استمرار وجود حوالي 450 عنصرا من الحركة فيها.
وأنهت القوات الباكستانية اول من امس عمليتها في منطقة دير السفلى، وقال وزير الداخلية ان العملية استهدفت «الكفار» الذين أرادوا تخريب عملية السلام في المنطقة، وقال ان القوات الباكستانية قتلت حوالي 70 عنصرا من «طالبان».
ومع اول هجوم مضاد الاحد الماضي في منطقة دير السفلى المجاورة، بدأ الجيش هجوما على عدة جبهات لصد عناصر طالبان من وادي سوات، للمرة الاولى منذ توقيع الاتفاق المثير للجدل منتصف فبراير والذي وافقت بموجبه عناصر طالبان على وقف اطلاق النار مقابل قيام محاكم اسلامية في منطقة ملكند التي تضم خصصا سوات وبونر ودير السفلى.
من جانبها، عبرت واشنطن التي تعتبر اسلام اباد حليفها الاساسي في «الحرب على الارهاب» عن ارتياحها لهذا الهجوم.
وقال المتحدث باسم الپنتاغون جيف نوريل اول من امس «ان العمليات العسكرية في منطقتي بونر ودير هي رد مناسب تماما على الهجمات التي قام بها الطالبان وناشطون آخرون في الاسابيع الاخيرة».