فيما أكد وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك إنه لا توجد أي دولة في العالم، تجرؤ على مهاجمة الدولة العبرية والقضاء عليها، وان الدولة العبرية هي أقوى وأعظم دولة في الشرق الأوسط، قال الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز إنه سيؤكد للرئيس الأميركي باراك أوباما خلال لقائهما المقرر الأسبوع المقبل أن التحاور مع إيران ليس بديلا لطرق عمل أخرى.
معضلة
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية امس عن بيريز القول إنه سيؤكد للرئيس الأميركي أن «إيران تشكل معضلة عالمية وأن التحاور معها ليس بديلا لطرق عمل أخرى».
ولم يسهب الرئيس الإسرائيلي في توضيح تصريحاته حول ما إذا كان ذلك يعني اللجوء إلى قناة أخرى مثل العمل العسكري لدفع إيران باتجاه وقف برنامجها النووي المثير للجدل.
وأشارت الإذاعة إلى أنه يتوقع أن يبلغ بيريز الرئيس الأميركي باراك بأن إسرائيل تنوي التوصل إلى تفاهم مع إدارته في جميع المجالات وتنسيق أنشطتها معها.
من جانبه قال وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، في حديث لصحيفة «هآرتس» تنشره كاملا اليوم إن إسرائيل ليست في وضع يسمح لها بأن تقرر لأميركيين أن يتفاوضوا مع الإيرانيين أو لا، وأكد أنه في هذه الفترة بالذات لا يوجد تهديد وجودي على الدولة العبرية، على الرغم من أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تواصل تطوير برنامجها النووي.
وأضاف باراك ان الدولة العبرية هي أقوى وأعظم دولة في الشرق الأوسط وفي محيط 1500 كيلومتر من القدس الغربية، وقد أثبتت ذلك في السنتين الأخيرتين، في الشمال والجنوب وفي مناطق أخرى، على حد تعبيره.
وفي معرض رده على سؤال قال باراك إنه لا توجد أوجه شبه بالمرة بين قصف المفاعل النووي العراقي في العام 1981 وقصف المفاعل النووي الإيراني، لأن المفاعل العراقي كان يعمل بشكل منتظم، واعتقدنا أن الضربة التي وجهناها للمفاعل في العراق ستؤدي إلى إعاقة المشروع النووي العراقي لمدة 3 أو 4 سنوات، ولكن تبين لنا فيما بعد أننا دمرنا البرنامج النووي العراقي بالكامل.
وقال باراك عن الإيرانيين إنهم يلعبون الشطرنج، ويجيدون اللعب بطريقة محكمة للغاية وممنهجة.
وزاد قائلا إنه في حال مواصلة إيران برنامجها النووي، فإن الأمر سيؤدي لاختراق جميع الحواجز الدولية، على حد تعبيره، إذ ان مصر وتركيا لن تقفا مكتوفتي الأيدي، وأيضا المملكة العربية السعودية، وبالتالي بعد 10 أو 15 سنة سنجد الأسلحة النووية بأيدي التنظيمات الإرهابية الإسلامية، التي ستقوم بتنفيذ العمليات الإرهابية في نيويورك وواشنطن وأسدود، على حد تعبيره.
بعض أجزاء
إلى ذلك كشفت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية ان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يعتزم إبلاغ الرئيس الأميركي باراك أوباما ان إسرائيل ستقبل «أجزاء» من مبادرة السلام العربية.
ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة على المراجعة التي تجريها الحكومة الإسرائيلية الجديدة لسياستها ان إسرائيل ستقدم تنازلات بشأن القضية الفلسطينية للحصول على المزيد من المساعدات الأميركية المباشرة على الجبهة الإيرانية.
ولكن الصحيفة أشارت إلى انه من غير المعروف ما إذا كان ذلك يشمل دعما لوجستيا للهجمات الإسرائيلية في حال حدوث مواجهة عسكرية مع طهران.
ولكن مسؤولا إسرائيليا رفيع المستوى مطلعا على القضية قال للصحيفة ان هذه الخطوة ستكون شكلية أكثر منها معنوية لأن إسرائيل توافق منذ سنوات على «بعض أجزاء» هذه المبادرة.
وقال ان «المشكلة الرئيسية هي مطلب عودة اللاجئين. فالخطة تدعو إلى حل عادل وفقا لقرار الأمم المتحدة رقم 194 الصادر عام 1948 الذي يدعو إلى السماح للاجئين الراغبين في العودة إلى ديارهم والعيش في سلام بأن يعودوا في أقرب وقت ممكن من الناحية العملية».
وذكر المسؤول ان «لدى إسرائيل مشكلة مع مصطلح «عادل» لأنه يمكن بسهولة أن يكون إشارة بين الديبلوماسيين العرب إلى إزالة إسرائيل وفي الوقت نفسه قد يعني مجرد الدعوة إلى تسوية».
في سياق آخر، مررت إسرائيل مؤخرا رسائل شديدة اللهجة إلى دول أوروبية هددت فيها بعدم إشراك الاتحاد الأوروبي في العملية السياسية إذا استمرت الدول الأوروبية بتوجيه انتقادات ضدها على خلفية الجمود السياسي الحاصل في عملية السلام ورفض حكومة إسرائيل الاعتراف بحل الدولتين.