أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند امس عدم نجاة اي من ركاب طائرة الخطوط الجوية الجزائرية التي تحطمت اول من امس في شمال مالي وكان على متنها 116 شخصا، مؤكدا العثور على احد الصندوقين الاسودين.
وقال هولاند في تصريح متلفز مقتضب «ليس هناك للاسف اي ناج»، واضاف انه عثر على صندوق اسود نقله الى غاو في شمال مالي العسكريون الفرنسيون الذين تولوا تأمين المنطقة، موضحا انه «سيتم تحليل مضمون الصندوق الاسود في اقرب فرصة».
واضاف هولاند «ما نعرفه هو ان القسم الاكبر من حطام الطائرة في موقع محدد لكن من السابق لاوانه الاستنتاج. هناك فرضيات وخصوصا الاحوال الجوية لكننا لا نستبعد ايا منها لاننا نريد ان نعرف كل ما حصل».
واوضح هولاند ان طاقم الطائرة ابلغ عن تغيير مساره «بسبب احوال جوية صعبة جدا».
وتابع «ارسلنا خبراء من مكتب التحقيق في الحوادث التابع لوزارة النقل الى المكان وسيقومون هناك بإجراء كل التحقيقات اللازمة».
وكانت الطائرة التابعة لشركة الطيران الجزائرية أقلعت من واغادوغو وعلى متنها ركاب من جنسيات عربية واوروبية (50 فرنسيا و20 لبنانيا و6 جزائريين، ونيجيري، ومالي، ومصري، وأوكراني، و4 المانيين، و5 كنديين، وسويسري، وروماني، وكاميروني، وبلجيكي، واثنان من لوكسمبورغ، وأيضا 24 من بوركينافاسو إضافة إلى 6 من طاقم الطائرة وهم من إسبانيا) ولكنها ما لبثت بعد حوالي 50 دقيقة من إقلاعها أن اختفت عن شاشات الرادار.
في سياق متصل، قال مسؤولان فرنسيان امس إن سوء الاحوال الجوية هو السبب المرجح لتحطم طائرة الخطوط الجوية الجزائرية.
وخلص المحققون في موقع الحادث الى ان الطائرة انشطرت لدى ارتطامها بالارض وأن هذا على الارجح يستبعد تعرضها لهجوم.
وقال وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف لراديو «آر.تي.إل» عن الطائرة التي تحطمت في مالي قرب حدود بوركينا فاسو «تفتت الطائرة لحظة تحطمها».
وأضاف كازنوف «نعتقد أن الطائرة تحطمت لاسباب متعلقة بالاحوال الجوية وان كان لا يمكن استبعاد أي نظرية في الوقت الراهن».
من جانبه، صرح وزير النقل الفرنسي فريدريك كوفيلييه بأن رائحة وقود الطائرة التي كانت قوية للغاية في موقع التحطم وتناثر الحطام في مساحة صغيرة نسبيا تشير الى ان سبب تحطم الطائرة مرتبط بالاحوال الجوية او مشكلة فنية أو كل هذا مجتمعا.
وقال كوفيلييه لتلفزيون «فرانس 2»: «استبعدنا من البداية أي ضربة أرضية».
وصرح بأن مائة جندي من القوة الفرنسية المتمركزة في المنطقة امنوا موقع تحطم الطائرة قرب بلدة جوسي الشمالية.
في هذا الوقت، اشار وزير الخارجية جبران باسيل الى اننا «نقف وقفة حزن امام فاجعة الطائرة الجزائرية التي تحمل 19 لبنانيا، وكوزارة خارجية اوفدنا القائم بالاعمال والسفير، وحضرنا الوفد القائم من وزارة الخارجية والامن العام وهيئة الاغاثة بانتظار معرفة مكان الطائرة»، وتابع «نتعاون بشكل مباشر مع السلطات الفرنسية التي تساعدنا بكل الأمور اللوجيستية في منطقة تشهد حربا ونزاعا كبيرا»، ولفت الى ان «كل الظروف المحيطة بالحادثة صعبة، والمصيبة تستوجب حدادا وحزنا حتى تتكشف المعطيات».