- الدول الغربية تواصل إجلاء رعاياها من ليبيا
تجددت الاشتباكات امس بين الكتائب المسلحة في العاصمة الليبية طرابلس على الرغم من موافقة جميع الاطراف على هدنة مؤقتة للسماح لرجال الاطفاء بالسيطرة على الحريق في خزانات الوقود القريبة من المطار.
وقال ناصر الكربوي، رئيس لجنة الأزمة في المجلس المحلي لطرابلس، لوكالة الأناضول «عادت الاشتباكات بصورة متقطعة إلى المدينة بعد أن سادت هدنة خلال الـ 24 ساعة الماضية جراء محاولات اخماد الحريق (في مستودعين لتخزين المشتقات النفطية تم قصفه الأحد الماضي)».
وتابع الكربوي: ان «عدم السيطرة على الحريق ترجع لعدم توافر الظروف الأمنية المناسبة لتدخل الحماية المدنية وكل المتطوعين (لم يحدد عددهم) من أهالي طرابلس الذين لبوا النداء للمشاركة في اطفاء الحريق».
بدورها، حملت رئاسة الأركان العامة للجيش الليبي وكتائب الثوار، كتائب «القعقاع» و«الصواعق»، مسؤولية قصف مستودعين لتخزين المشتقات النفطية، ما أدى إلى اندلاع حريق كبير فيه.
وقال بيان صادر عن رئاسة الأركان وكتائب الثوار، إن «من قام بعملية قصف خزانات النفط، هي مجموعة من مسلحة من كتائب الصواعق والقعقاع»، مشيرة إلى أن ذلك تم بصورة مباشرة ومتعمدة.
ولفت البيان إلى أن مواقع الخزان كانت تحت سيطرة رئاسة الأركان أثناء القصف، مشددا على أن «التحقيقات ستثبت هذا الأمر».
وفي السياق ذاته، حمل البيان الحكومة المؤقتة، مسؤولية أزمة البنزين التي تعيشها العاصمة الليبية طرابلس، متهما إياها بافتعال الأزمات لـ «التضييق على المواطن في حياته وسبل عيشه».
ورفض عدد من قيادات كتائب «الصواعق» و«القعقاع» التعليق للأناضول على هذا الاتهام.
اما في بنغازي، فقد أعلن محمد الزهاوي، المسؤول الشرعي ل«أنصار الشريعة»، عبر «راديو التوحيد» التابع للتنظيم «ان بنغازي إمارة إسلامية من الآن».
وفي سياق الوضع الامني في بنغازي، سيطر محتجون غاضبون، مساء امس الاول، على مستشفى الجلاء للحوادث في المدينة، بعد طرد عناصر تنظيم أنصار الشريعة الذين كانوا يسيطرون على المكان منذ نحو شهر بدعوى تأمينه، حسب مراسل الأناضول وشهود عيان.
تلك الواقعة أعقبت مظاهرة نظمها المحتجون بشارع الاستقلال بمدينة بنغازي لدعم الجيش والشرطة ورفض ما وصفوه بـ «الإرهاب».
وبحسب مراسل الأناضول، فإن عددا من متظاهري شارع الاستقلال غادروا التظاهرة إلى مستشفى الجلاء (حكومية) واستطاعوا طرد عناصر أنصار الشريعة، وسيطروا على المستشفى بشكل كامل.
وفي الوقت نفسه، طالبت إدارة مستشفى الجلاء في بيان حصلت الأناضول على نسخة منه العناصر الطبية والطبية المساعدة والعناصر التسييرية من الذكور بالتواجد بالمستشفى لـ«تأمينه بعد انسحاب أنصار الشريعة وذلك بعد توجه شباب بنغازي لإخراجهم».
ومنذ أكثر من شهر أعلن مسلحون تابعون لتنظيم أنصار الشريعة ومجلس شوري ثوار بنغازي (كتائب ثوار مسلحين) المتحالف معه، سيطرتهم على مستشفى الجلاء الحكومي وميناء المدينة البحري بدعوى تأمينها رافضين تعليمات من الغرفة الأمنية المشتركة لتأمين بنغازي (وحدات من الجيش والشرطة) بإخلائها وتسليمها الأمر الذي دعا الغرفة أكثر من مرة للتهديد بإخلاء المستشفى بقوة السلاح.
ومنذ ذلك الوقت يخلو المستشفى من أي عناصر عاملة به كما أنه خال من المرضى بشكل كامل بعد رسالة وجهتها الغرفة لإدارة المستشفى لإخلائه من العاملين والمرضى استعدادا لاستخدام القوة.
وفي سياق متواصل، اقتحم محتجون مسلحون أحد مقرات تنظيم «أنصار الشريعة» في مدينة إجدابيا، شرقي ليبيا، وقاموا بطرد عناصر التنظيم من المقر.
سياسيا، قرر البرلمان الليبي الجديد عقد جلسة طارئة لبحث الوضع الخطير في البلاد، بينما وافقت الأطراف المتناحرة في العاصمة طرابلس على هدنة مؤقتة للسماح لرجال الإطفاء بالسيطرة على الحريق في خزانات الوقود القريبة من المطار.
كما تم انتشال عشرات الجثث في معسكر تابع لقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر استولت عليه مليشيا مسلحة معارضة له في المدينة.
وقال أبو بكر بعيرة نائب البرلمان الجديد المنبثق عن انتخابات 25 يونيو الماضي والذي سيترأس الجلسة الافتتاحية، إنه يفترض أصلا أن يبدأ البرلمان مهامه يوم 4 أغسطس المقبل في بنغازي، لكن نظرا إلى الوضع الخطير في البلاد تقرر عقد جلسة عاجلة في طبرق.
وفي هذا الوقت، واصلت عدة بلدان إجلاء رعاياها من ليبيا.
وقال رئيس جهاز الخدمة المدنية في مالطا ماريو كوتاجار إن الصين أجلت بضع مئات من العمال عبر نقلهم بحرا إلى مالطا، وأضاف أن حكومة مالطا ترتب لإيواء مؤقت للعمال، وتستعد لعملية إجلاء أكبر من ليبيا إذا استمر تفاقم الاضطرابات هناك.