بيروت – عمر حبنجر
تفاعلات اطلاق الضباط الاربعة، المحتجزين بملف اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، مازالت تحتكر الحراك السياسي في لبنان، رغم المناخ الانتخابي الطاغي، وتتصدر هذه التفاعلات الحملة على القضاة الذين نفذوا توصية لجنة التحقيق الدولية بتوقيف هؤلاء الضباط، من جانب المعارضة وفي الطليعة حزب الله، والحملة المضادة دفاعا عنهم من جانب الحكومة وقوى 14 آذار.
وينتظر ان يقول مجلس القضاء الأعلى كلمته يوم الثلاثاء المقبل، ليبقى هذا الموضوع في دائرة التجاذب ففي حين تؤكد قيادات 14 آذار ان اطلاق الضباط يبعد تهمة التسييس عن المحكمة، اعتبر الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ان اطلاق الضباط بقرار دولي يؤكد على تسييس التحقيق.
ولوحظ ان السيد نصر الله لم يتناول القضاة اللبنانيين مباشرة، خلافا لقوى المعارضة الأخرى، مكتفيا بالتركيز على القضاء الدولي، الذي بات عليه ان يفصح عن حيثيات كل دعوة يوجهها إلى أي شخص يطلبه إليه.
قنديل والمحكمة الدولية
وفي وقت دعا فيه رئيس الحكومة فؤاد السنيورة لجعل اطلاق الضباط نقطة تحول سياسية، مع ترك المحكمة الدولية تقوم بعملها، قال النائب السابق ناصر قنديل المحسوب على المعارضة: على الموالاة ان «تبل المحكمة بعد الآن وتشرب زومها» (اي ماءها) واضاف: اياكم ان تطلبوا ثقتنا بهذه المحكمة.
صحيفة «الأخبار» القريبة من حزب الله، قالت: العين على الرئيس ميشال سليمان، ودعته الى ان يطلب من القضاة المعنيين الاستقالة، أو أن يطلب من رئيس مجلس القضاء الأعلى الذي سينعقد الثلاثاء اقالتهم، والمقصود هنا مدعي عام التمييز سعيد ميرزا وقاضي التحقيق العدلي الذي صار مدعيا عاما لدى المحكمة العسكرية صقر صقر.
وفي هذا السياق أكد وزير العدل ابراهيم نجار من جهته ان مجلس القضاء الاعلى سيرد على الحملة التي استهدفت القضاء اللبناني الثلاثاء المقبل.
وردا على سؤال حول استقالات مطروحة قال نجار: لا استقالات بحسب علمي والمعطيات المتوافرة.
من جهته، رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع، وصف ما حصل في استقبال الضباط المفرج عنهم بأنه نوع من «الهوبرة الانتخابية».
جعجع انتقد الحملة على القضاء، وقال ان من سجن الضباط الاربعة هو القاضي الدولي ديتليف ميليس.
نائب طرابلس مصباح الأحدب استغرب كيف تثور المعارضة وحزب الله لتوقيف الضباط 4 سنوات دون اتهام او محاكمة متجاهلين وجود 27 مواطنا من الاسلاميين الشماليين في السجن منذ 15 سنة دون محاكمة، ودون ادلة، سوى بعض الاهداف السياسية الرامية الى اقناع بعض الدول بأن في لبنان اصوليين من نمط «القاعدة» وان الدولة اللبنانية تواجه الارهاب!
بدوره نقيب المحامين السابق بطرس ضومط اعلن رفض الحملة على القضاء، الذي اصدر احكاما قضائية جريئة لمصلحة العماد ميشال عون ونائبه عصام أبوجمرا، والنائب ادغار معلوف بارجاع حقوقهم التعويضية لهم بعد مارس 2005.
برنامج الكتائب
أما على صعيد المعركة الانتخابية فاعلن حزب الكتائب بعد ظهر ام برنامجه الانتخابي في حضور رئيسه أمين الجميل ومرشحي الكتائب، في مهرجان في ملعب غزير ـ جونية.
وقال الجميل خلال اعلان برنامج الحزب الانتخابي، أن «مشروعنا وهدفنا الاستقرار والطمأنينة من أجل ان يعود لبنان وطن الانسان ووطن الحرية وواحة استقرار ومحبة».
واعتبر ان ذلك لا يمكن ان يتحقق الا في اطار دولة مسؤولة عن انجاز السيادة الوطنية، مؤكدا اننا نريد الدولة المعنية بالعدالة الاجتماعية لان لا استقرار وطني دون عدالة اجتماعية.
وانتقد الكلام عن الديموقراطية فيما هناك مناطق خارجة عن سلطة الدولة والمواطن مغلوب على امره وهناك «كاتم صوت»، وكيف ندعي ممارسة الديموقراطية بوجود هذا الكم من الضغوطات والتهديدات.
وقال: «الدولة التي نريدها هي دولة المساءلة والمحاسبة»، مشددا على ضرورة ان تكون دولة الناس ومن الناس واليهم.
وأكد ان مرشحينا سيصبحون نوابا في 7 يونيو وسنحقق هذه النقلة النوعية على الصعيد اللبناني لان الشعب اليوم بانتظار قوة قادرة على تحقيق هذه النقلة النوعية، واعتبر ان معركتنا معركة وطنية لا انتخابية لفريق وطني قدم ما قدمه من تضحيات. واشار الى اننا نريد اللائحة «مثل ما هي» لأن «لدينا هدف وطني ونريد اكثرية نيابية متكاملة متضامنة».
وفي اطار التحريض الانتخابي جرى ليلا احراق صورة كبيرة للرئيس الشهيد رفيق الحريري في محلة «القياعة» في صيدا، كما احرقت صور اخرى للرئيس فؤاد السنيورة ولرئيس كتلة المستقبل سعد الحريري في المدينة.
وفي الجنوب ايضا اعلن المرشح المستقل عن المقعد الشيعي احمد كامل الاسعد، ان عناصر من امل وحزب الله هاجمت موكبه في بلدة «الطيبة» بالعصي والحجارة ما ادى الى جرح اربعة اشخاص.
واعرب المرشح المنافس علي فياض (حزب الله) عن اسفه لما حصل. وكشف الاسعد عن احراق 26 سيارة لمناصريه «حزب الانتماء اللبناني» الذي يرأس في مختلف مناطق الجنوب من قبل جهات معروفة. وقد اطلق حزب الانتماء مسيرة احتجاج من مقره في بيروت (محلة الطيونة) الى وزارة الداخلية.
153 مخالفة إعلامية انتخابية
في سياق متصل هيئة الاشراف على الحملة الانتخابية سجلت 153 مخالفة اعلامية حتى الآن، وفي اجتماع للهيئة مع مجلس نقابة الصحافة جرى البحث في الاعلام والاعلان الانتخابيين، وتحدث رئيس الهيئة القاضي عصام ابوعلوان عن المخالفات المسجلة عبر الصحافة المكتوبة أكان بالتغطيات او ببيانات القدح والذم والتحريض واثار النعرات والتخوين، وقد اكد النقيب محمد البعلبكي التزام الصحافة بالقوانين.
لائحتا عاليه المتنافستان
في هذا الوقت، اعلنت قوى 14 آذار لائحتها في دائرة عاليه التي ضمت كلا من المرشحين: اكرم شهيب، هنري حلو، فادي الهبر وفؤاد السعد. والقى المرشحون كلمات بالمناسبة دعوا فيها الناخبين لصالحهم، منتقدين المعارضة.
النائب شهيب قال ان فريق 14 آذار يريد الدولة العادلة والحرية والمصالحة، نحن من توحد في 14 آذار وطردنا الوصي الأصيل، ورفضنا منطق البديل في 8 آذار، ونحن من دفع الدم ومشينا في جنازات رفاقنا، حتى لا نمشي في جنازة الوطن.
بدوره الوزير طلال ارسلان اعلن لائحة المعارضة في دائرة عاليه، التي ضمت اليه من المرشحين: مروان ابوفاضل، انطوان الزغبي وسيزار ابوخليل، وترك مقعدا درزيا شاغرا.
وفي احتفال شعبي حاشد في الشويفات اشار ارسلان الى ان اللائحة منسجمة بالكامل مع روحية 11 مايو التي قطعت دابر الفتنة وشرعت الابواب امام التفاهمات الفعلية.
تغطية خاصة في ملف ( pdf )