قال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد امس إن شعب بلاده سيقوم بإصلاح النظام «الظالم» الذي يحكم العالم وإن «الانتصار» النووي الذي حققه هو انتصار لجميع الشعوب المظلومة التي تكافح ضد الهيمنة. ونقلت وكالة الأنباء الايرانية الرسمية (ارنا) عن نجاد قوله ـ أمام حشود من أهالي مدينة غرج الايرانية التي زارها امس ـ إن «الشعب الايراني سيحرر بفضل صموده وشجاعته وسيره على نهج الولاية (ولاية الفقيه) وسيقوم بإصلاح النظام الظالم الذي يحكم العالم».
وأضاف أن «الأعداء يقفون اليوم موقفا دفاعيا، وانهم يدافعون عن النظام الجائر الذي يحكم العالم المتمثل بنظام مجلس الامن الدولي المبني على أساس التمييز والظلم». وتابع نجاد «لقد خيل لهم أن الشعب الايراني سيخشى ويتراجع فور إصدار القرارات والتهديدات ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية وسيتسنى لهم شن هجوم عسكري ضد ايران»، مؤكدا ان «الشجاعة هي من سمات الحكومة الاسلامية الايرانية وان طهران لا تخشى ولن تهاب القوى الكبرى».
وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، خاطب نجاد القوى الغبية قائلا «لقد كذبتم على مدى 60 عاما وحاولتم خداع الشعوب وخلقتم جرثومة باسم الكيان الصهيوني العدواني والاجرامي الذي شغله الشاغل هو التهديد دوما».
واضاف «يطلقون صفة الارهابيين على ابناء الشعب الفلسطيني الذين لا ذنب لهم سوى المقاومة والدفاع عن ارضهم وديارهم»، مؤكدا ان زمن الغطرسة قد ولى ووصل الكيان الصهيوني الغاصب الى نهاية المطاف ولا طريق امامه سوى الاذعان للحقيقة.
وفي سياق الحملات الانتخابية، وجه المرشح الايراني المحافظ الى انتخابات يونيو الرئاسية محسن رضائي انتقادات حادة امس الى نجاد، متهما اياه بأخذ الجمهورية الاسلامية الى شفير «الهاوية».
وقال رضائي في مؤتمر صحافي ان «الطريق التي يتبعها احمدي نجاد تقود الى الهاوية»، مؤكدا انه «لطالما انتقد» الرئيس. وحتى الآن لم يعلن احمدي نجاد ترشحه لولاية ثانية، فيما يبدو رضائي القائد السابق للحرس الثوري الايراني المرشح الوحيد حتى الساعة من معسكر المحافظين.
وعلق رضائي على مواقف نجاد حيال الملف النووي الايراني «اعتقد ان كلام احمدي نجاد ينطوي على المجازفة». كما انتقد رضائي السياسة الاقتصادية التي ينتهجها الرئيس متهما اياه «ببعثرة المال في انحاء البلاد»، وشكك اقتصاديون في سياسة النفقات العامة التي تعتمدها الحكومة والتي ساهمت بشكل كبير في تفاقم التضخم.
وعلى صعيد السياسات الخارجية، اعتبر رضائي ان «الغرب والولايات المتحدة بحاجة الينا اليوم»، بالتالي دعا الى الاستجابة لمبادرات الادارة الاميركية المنفتحة حيال ايران معتبرا ان على طهران «استغلال حاجاتهم هذه لخدمة مصالحنا الوطنية»، رافضا «السلبية وكذلك المجازفة».