بيروت ـ عمر حبنجر
حركة اتصالات واسعة واكبت حملة المعارضة اللبنانية على الرداء الأسود، الذي سيقول كلمته اليوم من خلال مجلس القضاء الأعلى الذي تحدث رئيسه القاضي غالب غانم عن مواقف مناسبة ستصدر عنه، هذه الحركة تهدف الى تجنب تحريك الشارع على صورة تظاهرات او اعتصامات امام قصر العدل، ضغطا من اجل حمل بعض القضاة على الاستقالة، لكن المراجع القضائية رفضت هذا التوجه، وقال مدعي عام التمييز سعيد ميرزا قبل مغادرته الى «تشيكيا» في رحلة للعلاج الطبيعي مقررة سابقا، اننا في دولة يحكمها القانون، في حين أكد القاضي العدلي صقر صقر أنه تصرف في موضوع القضاة وفق مقتضيات القانون.
وضمن اطار هذه الحملة اعتبر نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم ان الافراج عن الضباط الاربعة هزيمة لقوى 14 آذار وفشل لمهنية ومصداقية بعض القضاة.
واعتبر اللواء جميل السيد احد الضباط المفرج عنهم ان سفر القاضي ميرزا يشكل نوعا من الهرب، مكررا عرضه حضور جلسة مجلس القضاء الأعلى اليوم، في حين قال العميد ريمون عازار بعد لقائه البطريرك صفير لابد ان يتحمل احد مسؤولية التوقيف الاحتياطي لنا.
بري يرفض التصعيد
وذكرت مصادر متابعة لـ «الأنباء» ان رئيس مجلس النواب نبيه بري رفض التصعيد الحاصل في موضوع القضاة، وأبدى عدم رضاه على طريقة تعاطي المعارضة مع مسألة اطلاق الضباط والحملة على القضاة، معتبرا انه خروج على مسار التهدئة، مما قد يشكل خطرا على الاستحقاق الانتخابي.
بدوره رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية د.سمير جعجع عقد مؤتمرا صحافيا امس، تطرق فيه الى اطلاق الضباط الاربعة والحملة على القضاة محذرا من الاهداف البعيدة لهذه الحملة.
صفير متخوف من تأجيل الانتخابات
على الصعيد الانتخابي، وصف البطريرك الماروني نصرالله صفير الاجواء الانتخابية بالملبدة، وتوقف امام التشنج الذي يرافق تأليف اللوائح. وتخوف البطريرك صفير من الحديث المتكرر عن ارجاء الانتخابات النيابية، وقد جاء كلامه هذا امام اعضاء لائحة التغيير والاصلاح في دائرة جبيل التي تضم النائب وليد خوري والنائب عباس هاشم وسيمون ابي رميا.
من جهة أخرى عقد رئيس تكتل الاصلاح والتغيير العماد ميشال عون مؤتمراً صحفياً بعد إجتماع كتلته أوضح فيه ان «بعض رؤساء البلديات يعملون كرؤساء ماكينات انتخابية»، معربا عن أمله في ان يتصرف وزير الداخلية في هذا الموضوع، «لأن البلديات بتصرفه ولأننا لن نسكت عن أي مخالفة، داعيا رؤساء البلديات في المتن لأن «يحرروا أنفسهم، لأن هذه مناسبة لتتخلصوا من خوفكم، وأي رئيس بلدية سيهدد بالتلفون أو أي موظف عادي فليسجل ويعطني المكالمة ويترك الباقي علي»، لافتا الى انه «نريد أن نتخلص من موضوع التهديد».
وأوضح في موضوع الضباط الـ 4 وإطلاق سراحهم بقرار من المحكمة الدولية، ان «الحديث عن القضاء بدأ قبل إطلاق الضباط الـ 4، واللواء السيد أعلن سابقا كلاما شديد اللهجة في هذا الاطار»، لافتا الى انه «بالنسبة الى الضباط خرجوا ويتداولون هذا الموضوع ويطلقون التهم»، موضحا ان «الذين يدافعون اليوم عن القضاء هم الذين كانوا يهاجمونه سابقا والعكس صحيح».
ورأى ان «هذا السجال لا ينفع، وعلى النائب العام ان يفتح قضية في الموضوع بدل أن يذهب فرصة الى سلوڤاكيا».
وأشار الى ان «السياسيين هم المتهمون وهم الذين أفسدوا القضاء، وهذا الموضوع يجب أن نعالجه، ونريد أن يحقق مع الوزراء الذين ارتكبوا الجرائم والمخالفات، وإلا في حال العكس فالعوض بسلامة القضاء، والآن نقول عوض بسلامة قضاة».
وأشار الى أنهم «يتهمون سورية سياسيا، وهل الموضوع تسلية ليتهموا دولة جارة سياسيا؟»، موضحا ان «رئيس أكبر تكتل نيابي يتهم سورية سياسيا، ما يدل على عدم الاستقرار الفكري».
اتصالات بلا تواصل
وفي بيروت قرر تيار المستقبل اعلان لائحته في بيروت الثالثة يوم الخميس المقبل والذي يصادف الذكرى السنوية الأولى لاحداث السابع من مايو في بيروت والجبل.
وفي معلومات لـ «الأنباء» ان التواصل بين تيار المستقبل والجماعة الاسلامية مستمر انما بلا طائل، بسبب اصرار الجماعة على ان يشمل التحالف اضافة الى مقعد نيابي في بيروت، مقعدا آخر في الشمال مقابل سحب مرشحيها من صيدا والبقاع، الامر الذي لم يلق قبول المستقبل، وهذا ما عزز احتمال عودة النائبة غنوة جلول الى موقعها على اللائحة المستقبلية.
وستعلن لائحة بيروت الثالثة، من «بيت الوسط» وهو المقر الجديد للنائب سعد الحريري.
وبالنسبة لدائرة بيروت الأولى، مازال الخلاف قائما بين قوى 14 آذار على المرشحين الأرمن، بسبب اصرار سمير جعجع على مرشح القوات ريتشارد قيومجيان وربط سحب ترشيحه بسحب ترشيح غطاس خوري من دائرة الشوف حيث يهدد القواتي جورج عدوان.