دمشق ـ هدى العبود
بحث الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد خلال زيارة قصيرة له الى دمشق أمس مع نظيره السوري بشار الأسد جملة من القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وشملت المباحثات ملف العلاقات الثنائية بين البلدين وعملية السلام حيث أكد الرئيسان في مؤتمرهما الصحافي أمس على ضرورة اخلاء المنطقة من القوات الأجنبية.
وكانت مصادر إيرانية قالت ان نجاد سيبحث رحيل مكاتب حماس من سورية.
وقالت المصادر ذاتها، في تصريحات لصحيفة «عكاظ» السعودية في عددها امس، «أعلنت طهران استعدادها لاستضافة مسؤولي حماس». ولم تكشف الصحيفة هوية تلك المصادر.
وفي هذا السياق، التقى الرئيس الايراني قادة الفصائل الفلسطينية التي تتخذ من العاصمة السورية مقرا لها.
وقال أمين سر لجنة المتابعة العليا لفصائل المقاومة الفلسطينية خالد عبدالمجيد عبدالمجيد ان البحث تطرق الى آخر تطورات القضية الفلسطينية وخطوات المواجهة للسياسة الصهيونية العنصرية وسبل تعزيز دور المقاومة في التصدي لعمليات التهويد والاستيطان الاسرائيلي.
وتطرق المجتمعون الى الاوضاع في المنطقة وخطوات تعزيز تحالف قوى الممانعة في المنطقة والتصدي للحملات التي تستهدفها.
ومن ابرز الشخصيات التي شاركت في اللقاء رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل والامين العام لحركة الجهاد الاسلامي في فلسطين رمضان شلح والامين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة احمد جبريل. وقبيل زيارة نجاد رفضت واشنطن فتح حوار مع حماس وحزب الله ردا على نداء وجهه الرئيس بشار الاسد بهذا المعنى، ودعت دمشق في المقابل الى استخدام نفوذها لدفع الحركتين الى تغيير خطابهما وجعلهما تلعبان دورا بناء في المنطقة.
وقال روبرت وود المتحدث باسم الخارجية الاميركية لدى سؤاله عن تصريح الاسد «ما نرغب فيه هو ان تدفع سورية المجموعتين الى تغيير سلوكهما» في اشارة الى اعلان الاسد الاستعداد لتسهيل حوار «مباشر او غير مباشر» بين واشنطن وكل من حماس وحزب الله من اجل التوصل الى السلام في الشرق الاوسط.
وجدد وود شرط الولايات المتحدة للانفتاح على حماس وحزب الله وهو نبذ العنف والاعتراف بحق اسرائيل في الوجود وبالاتفاقات الموقعة معها.
من جهته، أكد مشعل ان حماس تؤيد قيام دولة فلسطينية في الأراضي التي احتلتها إسرائيل عام 1967 وأن ناشطي الحركة أوقفوا إطلاق الصواريخ من قطاع غزة ضمن عملية تقييم تجريها حركته. وقال خالد مشعل في مقابلة مع صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية أجريت في العاصمة السورية، لقد وعدت الإدارة الأميركية والمجتمع الدولي بأن نكون جزءا من الحل.
وفيما يتعلق بحل الدولتين، قال مشعل نحن مع دولة ضمن حدود عام 1967 تقوم على أساس هدنة طويلة الأمد قدرها بعشر سنوات.
وتشمل تلك التسوية القدس الشرقية وتفكيك المستوطنات وضمان حق عودة اللاجئين الفلسطينيين، وكرر مشعل أنه لن يعترف بإسرائيل.
وقال مشعل إن الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات والرئيس الحالي محمود عباس اعترفا بها ولكن دون جدوى.
متسائلا «هل أدى هذا الاعتراف إلى وضع حد للاحتلال؟ إنه مجرد ذريعة من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل للتهرب من التعامل مع القضية الحقيقية ورمي الكرة في ملعب الفلسطينيين والعرب».