عبر البابا بنديكتوس السادس عشر امس عن احترامه «العميق للمجتمع الاسلامي»، لدى وصوله الاردن في مستهل زيارته للاراضي المقدسة التي ستقوده الى اسرائيل والاراضي الفلسطينية.
وقال بابا الڤاتيكان في كلمة القى بها لدى وصوله مطار الملكة علياء الدولي حيث استقبله العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني إن «حرية المعتقد حق إنساني أساسي، وكلي امل ان تتعزز وتصان الحقوق الثابتة لكل رجل وامراة ليس في الشرق الاوسط فحسب، بل في جميع انحاء العالم».
وبعيد وصوله توجه البابا الى مركز سيدة السلام التابع للبطركية اللاتينية في عمان واقام صلاة بحضور حاشد من آلاف الأشخاص الذين جاءوا من دول العراق ولبنان وسورية ومناطق مختلفة في الأردن وأعلن البابا بعد الصلاة انه جاء الى المنطقة حاجا من أجل السلام.
واضاف البابا «أيها الأصدقاء لم آت حاملا الهدايا مثلما فعل الحجاج في الماضي أتيت حاملا أمنية ونية واحدة الصلاة من أجل عطية السلام والوحدة الغالية وتحديدا من أجل الشرق الأوسط، سلام للأفراد والجماعات سلام للقدس وللأرض المقدسة سلام دائم يدفعه ويحركه العدل والاستقامة والرأفة».
من جانبه، دعا العاهل الاردني البابا بنديكتوس السادس عشر الى بدء حوار جديد بين المسيحيين والمسلمين والعمل «معا من اجل تجديد الالتزام بقيم الاحترام المتبادل»، مستشهدا بقول الرسول الكريم ژ «لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه».
واضاف «قبل تسع سنوات، في سنة يوبيل السلام، وقفت في هذا المكان لأحيي سلفكم قداسة البابا يوحنا بولس الثاني. واكدنا معا اهمية التعايش والتناغم بين المسلمين والمسيحيين».
وتابع «ومنذ ذلك الوقت، كشفت الاحداث التي جرت في العالم ضرورة تلك الدعوة واهميتها»، محذرا من ان «اصوات التحريض، والايديولوجيات الطامحة الى التقسيم اصبحت تهدد بالتسبب في معاناة أكبر لذا، ينبغي ان نتصدى لهذه الاصوات لنحمي مستقبل عالمنا».
وقال «اننا نرحب بالتزامكم بازالة سوء الفهم والانقسامات التي الحقت الضرر بالعلاقات بين المسيحيين والمسلمين وان زيارتكم التاريخية لمسجد الملك الحسين هذا الاسبوع ولقاءكم علماء الاسلام، يحظيان بترحيب كل الاردنيين». وأعرب الملك عبدالله عن أمله في أن «نستطيع معا توسيع الحوار الذي بدأناه، حوارا يقبل بخصوصية هوياتنا الدينية، ولايخاف من نور الحقيقة، حوارا يعظم قيمنا وروابطنا المشتركة والعميقة».
وأوضح ان «ثمة أسس قوية للتناغم بيننا. فهناك على أحد المستويات، انسانيتنا المشتركة التي تجمعنا في عالم مترابط. لكن هناك بيننا أيضا... أساسا اكثر عمقا للتفاهم يتمثل في الوصايا التي نصت عليها الكتب المقدسة، الاسلامية والمسيحية واليهودية».
برنامج الزيارة
وتتضمن زيارة البابا 30 لقاء خاصا وعاما، تبدو منهكة لرجل احتفل للتو بعيد ميلاده الـ 82.
وسيسير بنديكتوس السادس عشر على خطى سلفه يوحنا بولس الثاني بالذهاب إلى الأماكن الأكثر رمزية في العهدين القديم والحديث من الكتاب المقدس، وهي جبل نبو الذي شاهد منه موسى أرض الميعاد بحسب العهد القديم، والقدس وبيت لحم والناصرة.
كما سيرأس 3 قداسات، إلى جانب قداس عمان، أولها القدس في 12 مايو، وبيت لحم والناصرة في 13 و14 على التوالي.
ولن يغيب الطابع الإنساني عن الرحلة، ولاسيما بزياراته المقررة إلى كل من مركز ريجينا باجيس الخيري في عمان ومستشفى كاريتاس للأطفال، ومخيم عايدة للاجئين وكلاهما في بيت لحم.
غير أن اللقاءات المقررة للبابا مع المسلمين في زيارته هذه ترتدي أهمية كبرى من تلك التي كانت للقاءات يوحنا بولس الثاني في العام 2000، ولاسيما في الأردن، حيث سيمضي بنديكتوس السادس عشر وقتا أطول من سلفه.
وفي القدس سيكون بنديكتوس السادس عشر أول بابا يزور مسجد قبة الصخرة.
مطالبة بالاعتذار
وقبيل الزيارة، طالب سياسيون وكتاب ومثقفون ورجال دين أردنيون، أمس الاول، بابا الڤاتيكان بالاعتذار عن تصريحات أدلى بها عام 2006 اعتبرت مسيئة للإسلام وبعدم زيارة إسرائيل إنصافا للشعب الفلسطيني. واعتبر هؤلاء، وبينهم مسلمون ومسيحيون في وثيقة سلموها لسفارة الڤاتيكان في عمان، أن البابا «تجنى على الإسلام وتطاول على خير البشرية جمعاء سيدنا محمد».