تقدم الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد رسميا امس في وزارة الداخلية بترشحه لولاية ثانية للانتخابات الرئاسية المقررة في 12 يونيو.
وقالت وكالة الانباء الطالبية الايرانية ان «محمود احمدي نجاد وصل الى وزارة الداخلية وتقدم رسميا بترشحه للانتخابات الرئاسية».
ويترشح احمدي نجاد الذي انتخب العام 2005 لولاية ثانية من 4 اعوام.
وكان القائد السابق للحرس الثوري في ايران محسن رضائي قدم امس ترشيحه رسميا للانتخابات الرئاسية.
اول محافظ
ورضائي الذي قاد الحرس الثوري طيلة 16 عاما حتى العام 1997، نجده اول محافظ يترشح الى الانتخابات ضد الرئيس المنتهية ولايته محمود احمدي نجاد.
وعرف رضائي بانتقاداته لسياسة احمدي نجاد وقد وعد بمكافحة الفقر وغلاء الاسعار والبطالة، والتي تعتبر ابرز المشاكل الاجتماعية التي يعاني منها الايرانيون.
وكان رضائي (54 عاما) قد رشح نفسه للانتخابات الرئاسية عام 2005 الا انه انسحب قبل يومين من موعد الاقتراع.
ويعد رضائي من المنتقدين لاحمدي نجاد فقد اتهمه بدفع ايران الى حافة «الهاوية». ولم تعلن اي شخصية دينية او جماعة سياسية بعد دعمها لرضائي الذي يقول انه يرشح نفسه كمستقل.
وسجل اكثر من 170 شخصا اسماءهم كمرشحين للرئاسة منذ بدء مهلة تقديم الترشيحات في 5 مايو والتي تستمر خمسة ايام.
وبعد انتهاء مهلة تسجيل الترشيحات ستحال لائحة المرشحين الى مجلس صيانة الدستور لدرسها.
والمجلس الذي يهيمن عليه المحافظون سيعلن اللائحة النهائية للمرشحين المؤهلين لخوض الانتخابات في 20 و21 مايو على ان تبدأ الحملة الانتخابية في 22 مايو.
وبحسب فقرات من الدستور نشرتها وزارة الداخلية الايرانية على موقعها الالكتروني، فان المرشحين «يجب ان يكونوا شخصيات دينية وسياسية» وان «يكونوا حاملين الجنسية الايرانية ومن اصل ايراني».
كما يجب ان يكونوا «أوفياء لمبادئ الجمهورية الاسلامية ويدينون بالديانة الرسمية في البلاد» اي الاسلام الشيعي.
ولا يمكن الترشح لافراد الاقليات السنية والمسيحية واليهودية والزردشتية المعترف بها رسميا.
ولم تعلن الوزارة ما اذا كان هناك حد اقصى لعمر المرشحين.
الثمن غال
الى ذلك قال مير حسين موسوي احد المتنافسين الاساسيين في الانتخابات إن الشعب الإيراني يدفع الثمن غاليا بسبب تصريحات الرئيس الحالي محمود احمدي نجاد التي انتقد فيها من سماهم أعداء الدولة الإسلامية.
ونقلت وكالة أنباء العمال الإيرانية (إيلنا) امس عن مير حسين موسوي القول في كلمة ألقاها بمدينة كرمان جنوب شرقي البلاد: «لا ينبغي أن يدفع الشعب ثمنا غاليا للغاية بسبب مجرد شعارات لا طائل منها».
وأضاف موسوي: «أعتقد أن بإمكاننا الحفاظ على مبادئنا ولكن مع قيادة سياسية قائمة على إحداث انفراجة في العلاقات في نفس الوقت ليس هناك ما يدعو على الإطلاق إلى تحويل جميع دول العالم إلى أعداء».
وانتقد موسوي أيضا إعلان احمدي نجاد أن لديه حلولا للمشكلات العالمية وقال: «يجب أن تحل الحكومة أولا المشكلات في الداخل قبل الانتقال إلى المشكلات العالمية وإظهار نفسها مديرا للعالم».
ونقلت وكالة أنباء «فارس» الإيرانية للأنباء عن مدير الحملة الانتخابية للرئيس الإيراني القول إن احمدي نجاد مستعد لإجراء مناظرة مع موسوي ومرشحي الرئاسة الآخرين من أجل الرد على الانتقادات الموجهة إلى سياساته.
ويؤيد موسوي (68 عاما) التيار المعارض في البلاد بإلقاء اللوم على احمدي نجاد لدفعه بإيران تجاه العزلة الدولية من خلال تبنيه سياسات متصلبة في الخلاف القائم بشأن البرنامج النووي الإيراني المثير للجدل وتصريحاته المناوئة لإسرائيل وتشكيكه في البعد التاريخي للمحرقة النازية ضد اليهود (هولوكوست) إبان الحرب العالمية الثانية.