دخلت الأزمة السياسية في باكستان مرحلة جديدة حاسمة، حيث اجتمع قائد الجيش راحيل شريف مع رئيس الوزراء نواز شريف لتدارس سبل تهدئة الأوضاع الأمنية والحد من حالة الاحتقان السياسي، في حين اقتحم متظاهرون مبنى التلفزيون الرسمي، وحاصر آخرون مقر الحكومة مطالبين باستقالة رئيس الوزراء.
وكان قائد الجيش ـ الذي لا تربطه صلة قرابة برئيس الوزراء ـ قد حث الحكومة وزعماء المعارضة على حل الأزمة بالحوار وحذر من اللجوء للقوة لإنهاء المظاهرات.
وحذر وزير الدفاع خواجة محمد آصف من أن المحتجين الذين اقتحموا مبنى التلفزيون الرسمي وقطعوا الإرسال واحتجزوا الموظفين كرهائن، سيواجهون تهما جنائية بذلك.
وكان قادة الجيش قد عقدوا أمس الأول، اجتماعا في مقر قيادة الجيش في مدينة روالبندي القريبة من إسلام اباد، أصدروا في ختامه بيانا قالوا فيه إنهم «إذ يجددون تأكيدهم على دعمهم للديموقراطية» فإنهم تباحثوا خلال الاجتماع «بكثير من القلق في الأزمة السياسية الراهنة والمنحى العنيف الذي اتخذته».
وأضاف قادة الجيش في بيانهم «لقد تم التأكيد مجددا على أن الوضع يجب أن يحل سياسيا من دون هدر للوقت أو اللجوء إلى العنف»، مؤكدين أن «الجيش سيستمر في أداء دوره المتمثل في حفظ أمن الدولة ولن يتوانى أبدا عن تلبية التطلعات الوطنية».
وقال مسؤول كبير في الحكومة إن النبرة التي اختتم بها البيان توحي باختلاف وجهات النظر في القيادة العليا للجيش، وذلك مع أن البيان قد بدأ بتأييد للحكومة.
وميدانيا، أعلن متظاهرون باكستانيون مناهضون للحكومة، إنهم سيطروا على مقر رئيس الوزراء نواز شريف، وذلك في أعقاب إخراجهم من مكاتب التلفزيون الرسمي، كما اقتحم متظاهرون مبنى يضم وزارات الحكومة في العاصمة إسلام آباد.
واستأنف التلفزيون الرسمي البث بعد أن دخل جنود وقوات أمن إلى المبنى بالعاصمة إسلام آباد عقب اقتحام محتجين له ما أدى لانقطاع البث «مؤقتا».
وكانت لقطات بثتها قناة «جيو» التلفزيونية الخاصة، قد أظهرت أنصار طاهر القادري زعيم حزب الحركة الشعبية، وأحد قادة الاحتجاجات في مبنى التلفزيون، فيما دعا القادري أنصاره إلى الامتثال إلى مطالب الجيش لهم بإخلاء المبنى.
من جانبه، استنكر عمران خان، لاعب الكريكيت السابق الشهير وزعيم حركة العدالة الباكستانية، الهجوم على مكاتب التلفزيون الحكومي، وكتب في تغريدة على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي تويتر: «حركة» العدالة الباكستانية لم تهاجم التلفزيون الوطني ونحن نتبرأ تماما من هذا العمل، الذي يضر بقضيتنا، لقد كنا دائما سلميين وغير مسلحين».
وكان مئات المتظاهرين المعارضين للحكومة قد اقتحموا مقر التلفزيون الرسمي امس وأوقفوا الإرسال قبل أن يطردهم الجيش، في تطور جديد للأزمة السياسية التي تزداد تدهورا في البلاد.
وحطم المتظاهرون منشآت المبنى وأزالوا صورا لرئيس الوزراء نواز شريف، وبعد نصف ساعة قام الجيش بإخراج المتظاهرين دون مواجهات من المقر حيث استؤنف البث بشكل طبيعي.