- بان كي مون: «لا حل عسكرياً» للأزمة الأوكرانية
حذرت روسيا من أنها سترد على التهديد الناجم عن التعزيز المرتقب لوجود الحلف الأطلسي «الناتو» قرب حدودها، متهمة الغرب بالتصعيد في الأزمة الأوكرانية.
وبينما تتوالى التحذيرات من امتداد النزاع على نطاق واسع في أوروبا، اعلن ميخائيل بوبوف نائب رئيس مجلس الأمن الروسي تعديلا للعقيدة العسكرية الروسية بحلول نهاية العام الحالي مع الأخذ في الاعتبار ظهور تهديدات جديدة. وأشار بوبوف الى ثورات الربيع العربي والنزاع في سورية والوضع في أوكرانيا ورد الفعل الغربي.
وقال في مقابلة مع وكالة ريا نوفوستي «لا شك لدي في ان اقتراب البنية التحتية العسكرية لدول الحلف الاطلسي من حدود بلادنا، بما في ذلك عبر توسيع الكتلة، سيدرج بين التهديدات العسكرية الخارجية «التي تواجهها روسيا».
وأشار الى ان موسكو ستعتبر أي اعتداء على منطقة القرم التي ضمتها مؤخرا «اعتداء على روسيا».
ولم يوضح بوبوف ما سيكون عليه إطار العقيدة الروسية الجديدة، إلا انه شدد على أنها ستأخذ في الاعتبار استخدام مجموعات متطرفة وشركات أمنية خاصة الى جانب القوات النظامية بالاضافة الى دور الاستخبارات المتزايد في النزاعات مثل نشر الانظمة المضادة للصواريخ.
وتأتي هذه التصريحات ردا على «خطة الرد السريع» التي يتوقع ان يقرها الحلف خلال قمته الجمعة المقبلة، اثر الموقف الروسي من الأزمة الأوكرانية الذي تعتبره الدول الحليفة المحاذية لروسيا (دول البلطيق وبولندا ورومانيا وبلغاريا) بمنزلة تهديد مباشر.
من جهتها، أعلنت المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة في جنيف ان النزاع في أوكرانيا ارغم اكثر من نصف مليون شخص على مغادرة منازلهم بينهم 260 الفا على الاقل نزحوا داخل أوكرانيا وعدد مماثل لجأوا الى روسيا.
وأوضح المتحدث باسم المفوضية ادريان ادواردز انه إضافة الى 260 ألف نازح في أوكرانيا فإن 260 الف أوكراني طلبوا اللجوء أو منحهم وضع اللاجئين في روسيا، وفق تقرير للسلطات الروسية.
الى ذلك، أعلنت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي الايطالية فيديريكا موغيريني، ان الاتحاد الأوروبي سيتخذ قبل يوم الجمعة المقبل قرارا حول مجموعة من العقوبات ضد روسيا، ردا على «عدوانها» على أوكرانيا.
وأضافت موغيريني في مؤتمر صحافي عقدته في البرلمان الأوروبي ان العمل بدأ على مستوى سفراء البلدان الـ 28. وقالت ان السفراء «سيعقدون اجتماعا جديدا غدا والخميس والجمعة، وسيتخذ قرار قبل الجمعة». وأعلن الامين العام للحلف الاطلسي اندرس فوغ راسموسن ان الحلف الاطلسي الذي يعتبر ان روسيا نشرت أكثر من ألف من عناصرها في الأراضي الأوكرانية بات يعتزم نشر آلاف الجنود من قوات الجو والبر والبحر بدعم من القوات الخاصة «في غضون بضعة أيام».
وفي غضون ذلك، أكد الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون أنه «لا حل عسكريا» للازمة الأوكرانية، وذلك في معرض تحذيره الغرب من مخاطر حصول تصعيد مسلح للنزاع في الوقت الذي يستعد فيه حلف شمال الاطلسي لتعزيز وجوده في شرق أوروبا.
وقال الأمين العام خلال زيارة الى نيوزيلندا امس ان «الاتحاد الأوروبي والأميركيين وغالبية الدول الغربية يبحثون جديا فيما بينهم في الطريق الواجب اتباعها» للتعامل مع التدخل الروسي في الأزمة الأوكرانية. وأضاف «عليهم ان يعوا أنه لا حل عسكريا. وان حوارا سياسيا من اجل التوصل لحل سياسي هو الطريق الأكثر أمانا»، معربا عن اسفه «للوضع الفوضوي والخطر» وتداعياته الإقليمية والعالمية.
ميدانيا، اكد المتحدث باسم الجيش الأوكراني اندري ليسنكو ان 15 جنديا أوكرانيا قتلوا في النزاع في شرق البلاد خلال اربع وعشرين ساعة. وقال خلال مؤتمر صحافي امس «قتل 15 عسكريا وأصيب 49 بجروح خلال 24 ساعة».
وتدور معارك ضارية في جنوب شرق منطقة دونيتسك قرب بلدات كومسومولسكي وفاسيليفكا وروزدولني «حيث يشاهد مقاتلون متمردون وقوات من الجيش الروسي»، على ما أفاد مكتب الاعلام التابع للعملية العسكرية الأوكرانية.
وأفاد مراسلون لوكالة فرانس برس بأن القوات الأوكرانية لاتزال متمركزة في مدرج مطار دونيتسك وذلك غداة انسحابها من لوغانسك، إلا أن ضغط الانفصاليين يتعزز.