تواصل حكومة اليمين الاسرائيلي المتطرفة برئاسة بنيامين نتنياهو مساعيها لتهويد القدس المحتلة بالتعاون مع منظمات المستوطنين حيث تعمل حاليا على خطة لتطويق المدينة القديمة في القدس المحتلة بتسع «منتزهات توراتية» وممرات للمشاة وغيرها من المواقع بهدف إجراء تغيير جذري في الوضع القائم في المدينة وذلك بهدف تعزيز القدس كعاصمة لإسرائيل.
وكشفت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية ان الخطة رفعتها هيئة تنمية القدس إلى رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت في 11 سبتمبر من العام الماضي ووصفت الهيئة هدف المشروع بأنه «إنشاء سلسلة من الحدائق العامة حول المدينة القديمة» بهدف «تعزيز القدس عاصمة لدولة إسرائيل».
وأوضح تحليل لمنظمة «إر أميم» وهي منظمة غير ربحية مكرّسة لقضايا القدس التي تؤثر على الإسرائيليين والفلسطينيين التي كشفت الخطة السرية للحكومة ان الدافع من وراء الخطة «المستوحاة من ايديولوجية اليمين المتطرف «هو فرض هيمنة إسرائيل على المنطقة الواقعة حول المدينة القديمة.
وقالت المنظمة ان الكشف عن هذه الخطة يسمح للجمهور للمرة الأولى بأن يرى كيف ان الحكومة والمستوطنين الذين يعملون كهيئة واحدة يفرضون هيمنة توراتية على القدس من خلال ربط مستوطنة أرمون هاناتزيف المتاخم لجبل المكبر وحي السلوان جنوب القدس ورأس العمود وجبل الزيتون في الشرق والشيخ جره في الشمال.
وقال المحامي داني سايدمان من منظمة «إر أميم» انه إذا تم تغيير المنطقة التاريخية المحيطة بالمدينة القديمة وفقا لخطط المنظمات اليمينية المتطرفة فهناك خطر من أن يتداخل البرنامج مع المشاريع الاستيطانية بما يؤدي إلى منع التوصل إلى حل سياسي في المستقبل.
واضاف سايدمان «الهدف هو انشاء تسعة منتزهات توراتية بالتنسيق مع مجموعات قومية متطرفة للمستوطنين، للتركيز حصرا على الماضي اليهودي» للمدينة.
ومضى موضحا «هذه الخطة تنص على هدم منازل فلسطينية غير مرخص لها فيما تتجاهل جميع المواقع الاثرية الاسلامية» في القدس الشرقية.
وقال متحدث باسم مكتب رئيس الوزراء ردا على اسئلة وكالة فرانس برس ان «الحكومة ستواصل تطوير القدس الذي سيعود بالفائدة على جميع سكان القدس مع احترام مختلف الطوائف والمجموعات».
واضاف ان القدس «عاصمة الشعب اليهودي الابدية على مدى ثلاثة الاف سنة، ستبقى العاصمة الموحدة لدولة اسرائيل»، معتبرا انه في ظل السيادة الاسرائيلية «نعمت مختلف المجموعات الدينية للمرة الاولى في تاريخ القدس بحرية المعتقد وتمت حماية المواقع المقدسة لجميع الاديان».
في سياق آخر، صادق مجلس الوزراء الإسرائيلي خلال جلسته الأسبوعية أمس على تعيين وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان مسؤولا عن الحوار الإستراتيجي مع الولايات المتحدة.
وذكرت الإذاعة الإسرائيلية انه من بين المهام التي سيتولاها ليبرمان في إطار الحوار الاستراتيجي الملف النووي الايراني والمساعدات الأمنية الأميركية لإسرائيل.
وكانت الحكومة الإسرائيلية ناقشت خلال جلستها الأسبوعية الإصلاحات الهيكلية التي تقترح وزارة المالية تطبيقها في المرافق الاقتصادية ضمن مشروع ميزانية الدولة.