استهل البابا بنديكتوس السادس عشر اول زيارة له لاسرائيل والاراضي الفلسطينية أمس بإعلانه تبجيل من قيل انهم قتلوا فيما يسمى بالمحرقة النازية «الهولوكوست» وتعهد بأنه سيتصدى لمعاداة السامية في كل أنحاء العالم واصفا إياها بالـ «المقيتة».
وقال في كلمة خلال حفل استقبال في مطار بن غوريون قرب تل ابيب «ادعو مع كل المسؤولين الى دراسة كل طريق ممكن باتجاه تسوية عادلة للصعوبات الكبيرة ليتمكن الشعبان من العيش بسلام كل في بلده، داخل حدود آمنة ومعترف بها دوليا».
واضاف «واضح جدا انه منذ عقود وسكان هذه الارض المقدسة يفتقرون بشكل مأساوي الى السلام. عيون العالم تنظر لشعوب هذه المنطقة وهي تحاول ايجاد حل عادل ودائم للنزاعات التي تسببت في كل تلك الآلام».
وتابع «جئت مثل عديدين قبلي للصلاة في هذه الأماكن المقدسة، لأصلي خاصة للسلام، السلام هنا في الارض المقدسة والسلام في العالم».
وأدان معاداة السامية التي «مع الأسف مازالت تكشف وجهها المقيت في عدد كبير من دول العالم. ان ذلك مرفوض تماما».
واضاف بنديكتوس السادس عشر القادم من الاردن ان «الشعب اليهودي اختبر بشكل مأساوي الانعكاسات الايديولوجية الرهيبة التي تنكر الكرامة الأساسية عن كل كائن بشري. ومن المنصف والمناسب ان تتاح لي خلال زيارتي الى اسرائيل، امكانية تكريم ذكرى ستة ملايين يهودي راحوا ضحية المحرقة وان اصلي كي لا تشهد البشرية أبدا جريمة بهذا الحجم».
وكان في استقبال البابا لدى نزوله من الطائرة أكبر مسؤولي الدولة العبرية وعلى رأسهم الرئيس شيمون بيريز ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. واستقبله بيريز بعبارات ترحيب لاتينية مفادها «سلام عليك أيها المؤمن بين المؤمنين الذي يبدأ اليوم زيارة الى الارض المقدسة».
وقال بيريز بعد ذلك باللغة الإنجليزية «باسم دولة اسرائيل استقبلكم لدى وصولكم بخير وسلام».
وتابع رئيس الدولة العبرية «اعتبر زيارتكم هنا في الارض المقدسة كمهمة سلام. انها مهمة روحية بالغة الاهمية مهمة تتمثل في زرع بذور التسامح واستئصال بذور التعصب». وتعتبر اسرائيل المحطة الثانية في زيارة البابا حيث يمضي 5 ايام في اسرائيل والضفة الغربية.
وتحاط الزيارة بإجراءات أمنية مشددة على خلفية جدل وتوتر بين البابا واسرائيل حول رفع الحرم عن الاسقف الذي انكر المحرقة ريتشارد وليامسن في نهاية ديسمبر.
كذلك تعارض الدولة العبرية تطويب البابا بي الثاني عشر كما يرغب بنديكتوس السادس عشر لأن اليهود يتهمونه بالصمت خلال الإبادة النازية.
وسيزور البابا خلال زيارته الى القدس، حائط البراق ونصب ضحايا المحرقة المزعومة (ياد فاشيم) وباحة المسجد الاقصى.
كما سيمضي يوما في الاراضي الفلسطينية وتحديدا في بيت لحم حيث سيصلي في كنيسة المهد ويزور مخيم عايدة للاجئين الفلسطينيين المجاور للمدينة.