عواصم ـ هدى العبود ـ عاصم علي
عقد الرئيس السوري بشار الأسد والملك الأردني عبدالله الثاني اجتماعا بدمشق أمس بحثا فيه علاقات الإخوة التي تجمع سورية والأردن والتعاون القائم بين البلدين في مجالات متعددة.
وذكر بيان رئاسي أن الرئيس الأسد والعاهل الأردني «أعربا عن ارتياحهما للمستوى الذي وصلت إليه العلاقات الثنائية وعن الرغبة في فتح آفاق جديدة للتعاون تخدم مصالح الشعبين».
وتم خلال الزيارة التي استمرت لساعات، استعراض الأجواء الإيجابية السائدة على صعيد العلاقات العربية والدولية.
ووضع العاهل الأردني الرئيس الأسد في صورة المباحثات التي أجراها مع المسؤولين الأميركيين وعلى رأسهم الرئيس باراك اوباما في واشنطن الشهر الماضي.
وأضاف البيان «شدد الرئيس الأسد والملك عبدالله الثاني على أهمية دعوة الإدارة الأميركية لسلام شامل في المنطقة وضرورة استناد هذا السلام الى مرجعية مدريد ومبدأ الأرض مقابل السلام الأمر الذي يضمن الامن والاستقرار لشعوب المنطقة وينعكس إيجابا على السلام والأمن الدوليين».
كما جرى بحث آخر المستجدات في المنطقة لاسيما على الساحة الفلسطينية وتم التأكيد على ضرورة تحقيق المصالحة ووحدة الصف الفلسطيني بما يعزز الموقف الفلسطيني على الساحة الدولية لاسيما مع وصول حكومة إسرائيلية يمينية ترفض السلام وإعادة الحقوق لأصحابها.
وأكد الجانبان على استمرار التنسيق والتشاور بين البلدين حول مختلف القضايا بما يخدم شعبي البلدين والمصالح العربية المشتركة.
واستكمل الزعيمان مباحثاتهما خلال مأدبة غداء أقامها الرئيس الأسد على شرف الملك عبدالله الثاني حضرها من الجانب السوري وليد المعلم وزير الخارجية وبثينة شعبان المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية وبهجت سليمان سفير سورية في الأردن ومن الجانب الأردني ناصر اللوزي رئيس الديوان الملكي الهاشمي وأيمن الصفدي مستشار الملك وناصر جودة وزير الخارجية وعمر العمد سفير الأردن في سورية.
وقبل توجهه الى دمشق كشف العاهل الأردني عبدالله الثاني أن الولايات المتحدة تضع اللمسات الأخيرة على خطة سلام طموح للشرق الأوسط تهدف الى إنهاء ستة عقود من الصراع بين العرب والإسرائيليين، محذرا في الوقت ذاته من أن عدم الوصول الى اتفاق سيقود الى حرب جديدة في المنطقة.
وقال العاهل الأردني لصحيفة التايمز البريطانية إن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما تدفع باتجاه خطة سلام شاملة ستشمل تسوية الصراع الإسرائيلي ـ الفلسطيني و«النزاعات الحدودية» مع سورية ولبنان.
وقال «إذا أجلنا محادثاتنا السلمية، سيكون هناك نزاع آخر بين العرب أو المسلمين من جهة وإسرائيل من جهة ثانية في غضون الشهور الـ12 إلى الـ18 المقبلة».
وقالت الصحيفة ان الإدارة الأميركية ستكشف تفاصيل من خطتها في سلسلة تحركات ديبلوماسية هذا الشهر وعلى رأسها لقاء الرئيس أوباما مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بعد أسبوع في واشنطن.
ويرجح أن تكون المبادرة السلمية الأميركية المحور الرئيسي لخطاب أوباما في القاهرة في الرابع من يونيو المقبل، على أن يعقد مؤتمر للسلام في شهر يوليو أو اغسطس المقبل.
وأوضح العاهل الأردني الذي عمل على وضع هذه الخطة مع الرئيس أوباما في البيت الأبيض خلال زيارته واشنطن الشهر الماضي أن «ما نتحدث عنه ليس أن يجلس الاسرائيليون والفلسطينيون على الطاولة، إنما أن يجلس الاسرائيليون مع الفلسطينيين ومع السوريين ومع اللبنانيين».
وقال للصحيفة البريطانية إنه في حال لم يصدق الرئيس أوباما وعده بالتوصل الى سلام ستتبخر صدقيته في ليلة واحدة وأضاف أن المطروح على الطاولة أمام الاسرائيليين خطة سلام مع 57 دولة (اسلامية)، إذ ستعترف كل هذه الدول بالدولة العبرية في اطار أي اتفاق.
وشدد على «أننا نعرض عليهم لقاء ثلث العالم بأذرع مفتوحة. والمستقبل ليس نهر الأردن أو هضبة الجولان أو سيناء، إنما المستقبل في المغرب في المحيط الأطلسي واندونيسيا في المحيط الهادئ. هذه هي الجائزة».
وذكرت الصحيفة البريطانية أن «الأطراف العربية قد تقدم حوافز لتوقف اسرائيل بناء المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية، وهي خطوة أساسية في أي عملية سلام مثل منح شركة طيران العال الاسرائيلية حق الطيران في الأجواء العربية، وتقديم تأشيرات الى سياح اسرائيليين لزيارة دول عربية».