في وقت لاتزال الآلة العسكرية الباكستانية مستمرة في هجومها الواسع في وادي سوات اعترف الجيش الباكستاني بمقتل عشرة اشخاص على الاقل امس في هجوم انتحاري بسيارة مفخخة استهدف مركزا لقوات الامن في شمال غرب باكستان غير بعيد من المناطق التي تتم فيها المعارك غربي اسلام اباد.
واندفع الانتحاري بسيارته المليئة بالمتفجرات باتجاه مركز مراقبة على الطريق تتولاه قوات شبه عسكرية في منطقة سبينا تانا قرب مدينة دارا ادام خيل على بعد 25 كلم جنوبي بيشاور، على ما افاد به مسؤولان امنيان طلبا عدم كشف هويتيهما.
واضافت المصادر ذاتها ان اثنين من القتلى عسكريان اضافة الى طفلة صغيرة وسبعة من المارة. ونقل سبعة اشخاص مصابين بينهم ثلاثة اطفال الى المستشفى.
هذا التفجير لم يثني وزير الداخلية الفيدرالي الباكستاني رحمن مالك من تجديده على ان الجيش سيستمر في العمليات العسكرية في وادي سوات ضد مقاتلي حركة طالبان المحلية حتى يتم القضاء على آخر ارهابي.
وقال مالك خلال حديثه للصحافيين فور عودته من الولايات المتحدة الأميركية امس الاول ان 700 مسلح و20 رجلا امن قتلوا حتى الان في العمليات العسكرية فيما اصيب 20 آخرون بجروح. واضاف ان باكستان طلبت من المجتمع الدولي مساعدة النازحين من مناطق ملاكاند التي تشمل كلا من سوات ودير ومينغورا وملاكاند مؤكدا «ان أولويتنا القصوى هي اعادة تأهيل النازحين». وتأتي تصريحات مالك في الوقت الذي حذرت وكالات الغوث الدولية من ان قرابة نصف مليون شخص يفرون من المناطق التي تجري فيها العملية العسكرية.
من جانبه نفى الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري ان تكون بلاده التي تملك ترسانة نووية على حافة الانهيار بينما رحب مسؤولون اميركيون بالهجوم الذي يشنه الجيش الباكستاني على طالبان.
وقال زرداري في مقابلة مع شبكة التلفزيون الاميركية «ان بي سي» ليل امس الاول «هل ستنهار دولة باكستان؟ لا. نحن 180 مليون نسمة. عددنا اكبر بكثير من عدد المتمردين». مؤكدا «ان الترسانة النووية الباكستانية آمنة لأنها في أيد أمينة ولأنه يوجد نظام قيادة وسيطرة يقوده رئيس باكستان».
بدورها نقلت صحيفة نيويورك تايمز الاميركية على موقعها على الانترنت مساء امس الاول عن مسؤولين في الاستخبارات اميركيين وباكستانيين قولهم ان تنظيم القاعدة يعزز وجوده في باكستان.وكدليل على ذلك، اشارت هذه المصادر الى الانفجار الهائل الذي وقع في 19 ابريل لشاحنة كانت متوقفة قرب معسكر للقاعدة في منطقة جنوب وزيرستان القبلية، بعدما قصفته وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه) بصاروخ.
وقال المسؤولون الاميركيون ان الشاحنة كانت تحوي متفجرات شديدة القوة تهدف الى صنع قنبلة ويمكن ان تسبب اضرارا مثل تلك التي الحقت بفندق ماريوت في اسلام اباد في سبتمبر الماضي.
واضاف المسؤولون الاميركيون ان التقدم الاخير لمقاتلي طالبان في سوات وبونر الاقرب الى اسلام اباد من المناطق القبلية، سهل تجنيد شبان مقاتلين من قبل القاعدة.