بيروت ـ داود رمال
تواصل الاجهزة الامنية اللبنانية ملاحقة الشبكات التي تعمل على الارض اللبنانية لصالح جهاز الموساد الاسرائيلي، في ظل اجواء عامة من الصدمة لحجم الاختراق الاسرائيلي المحقق للساحة اللبنانية، وصولا الى دخوله الطوق المقرب من حزب الله.
وتقول معلومات خاصة بالأنباء «ان مفتاح السقوط الدراماتيكي لهذه الشبكات كان القاء القبض على العميد المتقاعد في الامن العام اديب العلم من قبل فرع المعلومات التابع لقوى الامن الداخلي، اذ تبين ان العلم بحوزته 60 خطا دوليا للهاتف المحمول، وان هذه الخطوط وزعت على اشخاص، وتم العمل على هذه الخطوط واستخراج المعلومات من شبكات الهاتف الخلوي (الداتا)».
وتضيف المعلومات انه يتم العمل على هذه الخطوط وتم وضع احتمالات لعدد الاشخاص الذين قد يكون تم توزيع الخطوط عليهم وتحديد هوية هؤلاء الاشخاص، الا ان الاجهزة الامنية اصطدمت بعقبة تتمثل في الخطوط الهاتفية التي تم استخدامها والتي تفتح ليوم واحد وتحترق، اضافة الى ان اعضاء الشبكات لا يعرف بعضهم بعضا، وهذا تكتيك اسرائيلي يعتمد على ان تتألف الشبكة المتعاملة مع الموساد من شخص الى ثلاثة اشخاص كأقصى حد، وان يكونوا من دائرة قريبة جدا، أي إما اشقاء أو اقرباء أو ازواج لتقليل امكانية كشف هذه الشبكات في حال تجاوز عدد افرادها الشخص الواحد.
الا ان سقوط هذه الشبكات كان نتيجة متابعة هذه الخطوط وهذا ما يفسر سهولة توقيفها.
وتوضح المعلومات ان عناصر هذه الشبكات مدربون على عدم الاعتراف عبر اعتماد اسلوب يدلل على محدودية المعلومات التي بحوزتهم وضيق المهمة المكلفين بها، وذلك لتخفيف الجرم الجنائي بحقهم.
كما ان التقنيات التي يستخدمونها لا يمكن معرفة ما تم ارساله عبرها ولا استرجاع المعلومات التي كانت على هذه الاجهزة، ولا يمكن معرفة الجهة التي ارسلت اليها، فالمعلومات على انواعها تدخل الى هذه الاجهزة وترسل وتمسح تلقائيا عنها. وتبين المعلومات ان «القاء القبض على هذه الشبكات في منطقة الجنوب اللبناني وهي منطقة نفوذ حزب الله لا يعني ان الخرق الاسرائيلي يطول هذه المنطقة فقط، انما على العكس فإن المعطيات تشير الى ان هناك مناطق اخرى يتحرك فيها الموساد والمعلومات تقول ان هناك نحو عشرة آلاف ملف تعامل وأكثر يتم متابعتها في مختلف الاراضي اللبنانية، وهذا بحد ذاته أمر شديد الخطورة، فإذا كان الموساد الاسرائيلي يستخدم هذا العدد من العملاء في بلد بحجم لبنان الصغير وعدد سكانه القليل نسبيا، فهذا يعني ان اسرائيل تستطيع التصرف كيفما تشاء في لبنان.
وتكشف المعلومات ايضا «ان الذي سرّع بسقوط الشبكات المتعاملة مع الموساد هي عملية رصد دقيقة لمجموعة من الاتصالات الهاتفية بدولة أوروبية قد تكون اليونان، اذ ان عددا من الاتصالات يوازي عدد الخطوط الهاتفية الدولية التي اعترف عنها العميد العلم كانت تتصل دوريا بأحد الخطوط في هذه الدولة الاوروبية، وهو خط محدد تبين نتيجة الاستقصاءات ونتيجة رصد الاتصالات التي كان يجريها أفراد هذه الشبكات أثناء سفرهم الى دول مجاورة انه الرقم الوحيد الذي ترد اليه اتصالات افراد هذه الشبكات».
ولفتت المعلومات الى «ان التقنيات التي حصلت عليها قوى الامن الداخلي خلال السنوات الاخيرة، لاسيما تقنيات رصد الاتصالات والهواتف، خاصة الخليوية منها كانت أداة الحسم في كشف كل هذه الشبكات».