عواصم ـ احمد عبدالله
على وقع الانباء المتواترة من اسلام اباد عن التقدم الذي يحرزه الجيش الباكستاني ضد مقاتلي طلبان، شكك مجلس العلاقات الخارجية الاميركية في التأكيدات الباكستانية حول تقدمها في منطقة وادي سوات.
وقالت ورقة اصدرها المجلس اول من امس ان بيان وزارة الداخلية في اسلام آباد الذي اشار الى مقتل 700 من المسلحين في تلك المواجهات يتناقض مع بيان آخر اصدرته قيادة الجيش الباكستاني يشير الى ان عدد القتلى من المسلحين يبلغ 140 مسلحا فقط.
وقالت الورقة ان نقاشات مع مسؤولين عسكريين اميركيين اكدت ان مستوى القلق في الپنتاغون لايزال مرتفعا بشأن اوضاع باكستان.
واضافت «يقول القادة العسكريون ان طالبان ترمي الى خلق عدد من المناطق الافغانية ـ اي التي تشبه افغانستان ـ في باكستان وان عمليات المسلحين توضح عند دراسة المنطق الذي ينظمها انها تحدث بصورة منهجية لتحقيق هذا الهدف. وقال اولئك العسكريون ان الحكومة الباكستانية لاتزال تتبع اسلوب رد الفعل بدلا من الامساك بزمام المبادرة».
الا ان الجيش الباكستاني عاد وأكد ان قواته أطبقت أمس على مقر قيادة طالبان في وادي سوات في الوقت الذي طلبت فيه الامم المتحدة مساعدة مئات الآلاف من النازحين بسبب القتال.
وقال متحدث باسم الجيش الباكستاني في بيان ان طائرات الهليكوبتر نقلت جنودا الى وادي بيوشار النائي حيث يوجد مقر لقيادة طالبان.
ونقلت محطة «جيو» الباكستانة عن مسؤولين عسكريين ان قوات من الجيش الباكستاني نفذت إنزالا بالمروحيات في منطقة بيوشار وهي منطقة جبلية غير كثيفة السكان في شمال سوات كانت تحت سيطرة حركة طالبان.
وقال مسؤول عسكري انها المرة الأولى التي تنفذ فيها القوات الباكستانية إنزالا بالمروحيات في سوات منذ بدء الهجوم الاسبوع الماضي، مضيفا ان العملية متواصلة ضد المتشددين في شمال غرب المنطقة.
وفي سوات ايضا قتلت القوات الباكستانية أمس ثمانية من عناصر طالبان في منطقة تهسيل مايدن وأفادت مصادر مطلعة بأن القوات الأمنية الباكستانية واصلت دك مخابئ مشتبهة لعناصر طالبان طوال الليلة الماضية.
وتسبب القصف في مقتل ثمانية من عناصر طالبان وتدمير العديد من المخابئ.
وفي جبهة اخرى من جبهات النزال قتل ثمانية أشخاص على الأقل في غارة أميركية في جنوب إقليم وزيرستان الباكستاني في حين قالت القوات الباكستانية انها قتلت ثمانية مسلحين من حركة طالبان.
ونقلت محطة «جيو» الباكستانية عن مصادر لم تكشف عن طبيعتها ان الغارة التي نفذتها طائرة استطلاع أميركية من دون طيار استهدفت مخابئ لطالبان في منطقة ساراخورا الحدودية في إقليم وزيرستان. وتم انتشال ثمانية جثث من تحت الأنقاض فيما أصيب عدة أشخاص آخرين بجروح.
وأضافت المصادر ان عناصر طالبان طوقوا المنطقة المستهدفة بعد الغارة. وغادر 360 الفا على الاقل منازلهم في الايام الأخيرة، ومن المتوقع ان يصل العدد الاجمالي للفارين الى حوالي 500 الف.
وينضم هؤلاء الى زهاء 600 الف شخص نزحوا في وقت سابق من سوات ومناطق اخرى بسبب القتال منذ شهر اغسطس مما اثار المخاوف بشأن إمكان أن يسبب ذلك مشكلة طويلة الأمد في البلاد التي احتاجت بالفعل الى دعم على شكل قرض قيمته 7.6 مليارات دولار من صندوق النقد الدولي.
وقد قام زعيم المعارضة ورئيس الوزراء السابق نواز شريف الذي ابدى تأييده لهجوم الحكومة على المتشددين بزيارة مخيم للنازحين وقال ان المسؤولية عن مساعدتهم تقع على عاتق الجميع.
وحذرت الامم المتحدة من أزمة طويلة الامد وقال امس مانويل بيسلر رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية لرويترز «لن تنتهي المشكلة في الاسبوع القادم او في غضون اسبوعين.
اننا نشهد أزمة نزوح طويلة الامد». وطالب انتونيو جوتيريس مفوض الامم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين بمساندة دولية للجهود الانسانية.
وقال في بيان «هذه حالة طوارئ هائلة آخذة في التكشف سريعا ستتطلب موارد كبيرة تفوق تلك الموجودة حاليا في المنطقة».