رحبت الحكومة العراقية أمس بشن القوات الاميركية أول ضربة جوية لها بالقرب من بغداد في اطار توسيع عملياتها القتالية ضد «داعش» تنظيم (الدولة الاسلامية)، بعد يوم واحد على مؤتمر باريس الذي افضى الى اتفاق القوى الكبرى على تقديم كل الدعم اللازم للعراق.
وأعلن مسؤول عسكري عراقي رفيع المستوى ان الغارة الاولى التي نفذتها القوات الجوية الاميركية ضد «داعش» قرب بغداد اصابت هدفا لهذا التنظيم المتطرف في منطقة صدر اليوسفية (جنوب غرب العاصمة)، واصفا الضربة بأنها «مهمة» ومشيرا الى تنسيق مع الاميركيين لتحديد الاهداف.
وقال الفريق قاسم عطا المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية لوكالة فرانس برس: «نفذ الطيران الاميركي ضربات مهمة لاهداف معادية في صدر اليوسفية بالتنسيق مع قيادة عمليات بغداد».
وتقع منطقة صدر اليوسفية على بعد 25 كلم من وسط مدينة بغداد وهي أحد أقرب معاقل التنظيم إلى العاصمة العراقية. وتشهد عمليات قتل متواصلة، حيث تكافح قوات الجيش العراقي من اجل الدفاع عن الخطوط الامامية لحماية بغداد.
وأضاف عطا «هناك تنسيق مع الاميركيين لتحديد الاهداف المعادية واستطلاعها وقرار ضربها من قبل الطيران الاميركي». واعتبر عطا ان «توسيع نطاق العمليات مهم لتدمير تلك الاهداف والقضاء عليها».
وكان مسؤول في وزارة الدفاع الاميركية رفض الكشف عن هويته اعلن في وقت سابق لوكالة فرانس برس ان مقاتلات اميركية نفذت غارة بالقرب من بغداد وأخرى بالقرب من سنجار في شمال العراق في الساعات الماضية.
واعلنت القيادة الاميركية الوسطى في بيان ان «القوات العسكرية الاميركية تواصل مهاجمة ارهابيي تنظيم الدولة الاسلامية في العراق وشنت غارتين يومي الاحد والاثنين لدعم القوات العراقية بالقرب من سنجار وجنوب غرب بغداد».
وتابع البيان ان «الغارة جنوب غرب بغداد كانت الضربة الجوية الاولى ضمن توسيع نطاق الحملة بحيث لا تقتصر على حماية عناصرنا والمهمات الانسانية بل تشمل ضرب مواقع لتنظيم الدولة مع انتقال القوات العراقية الى الهجوم وعملا بما نص عليه خطاب الرئيس (باراك اوباما) الاربعاء الماضي».
وأدت الغارتان الى تدمير ست عربات تابعة للتنظيم بالقرب من سنجار بالاضافة الى موقع قتالي جنوب غرب بغداد كان يستخدم لقصف القوات العراقية.
واضاف البيان ان «جميع المقاتلات عادت الى مواقعها سالمة بعد شن الغارتين».
وتابع ان «الغارتين نفذتا لحماية عاملين ومنشآت للولايات المتحدة ودعم الجهود الانسانية ومساعدة القوات العراقية في هجومها» على داعش.
وبذلك يرتفع عدد الغارات الاميركية في مختلف انحاء العراق الى 162 غارة.
وتأتي الغارتان بعدما تعهد الديبلوماسيون المشاركون في مؤتمر باريس حول السلام والامن في العراق دعم الحكومة العراقية ضد التنظيم بـ «كل السبل الممكنة» بما في ذلك «المساعدة العسكرية الملائمة».
من جهة أخرى، استعادت قوات البشمركة الكردية أمس السيطرة على اربع قرى بعد طرد مسلحي داعش منها.
وقال ضابط بارز في البشمركة لوكالة فرانس برس ان «قواتنا تمكنت.. من طرد مسلحي داعش من اربع قرى غرب اربيل واستعادة السيطرة عليها».
وأوضح ان «الاشتباكات تخللها قصف مكثف بالصواريخ وقذائف الهاون تمكنت قوات البشمركة بعدها من استعادة السيطرة على قرى حسن الشام وسيوديان وبحرة وجسر الخازر».
واشار الى ان هذه القرى تقع في منطقة الحمدانية الواقعة شرق مدينة الموصل (350 كلم شمال بغداد).