ترأس الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اجتماعا أمنيا بقصر (تشانيكايا) الرئاسي في العاصمة أنقرة بمشاركة رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو ورئيس الأركان أحمد نجدت أوزال لبحث التطورات التي تشهدها المنطقة وخاصة الحلف الدولي الذي أعلنت الولايات المتحدة تشكيله لمواجهة داعش (تنظيم الدولة الإسلامية). وذكرت وكالة (إخلاص) للأنباء التركية ان «الاجتماع الطارئ بحث العديد من الموضوعات والقضايا الأمنية المتعلقة بتركيا وفي مقدمتها تهديد داعش».
واعتبر أردوغان: «أن إظهار تركيا كما لو أنها دولة تدعم الإرهاب وتغض الطرف عن الممارسات الإرهابية، ما هو إلا وقاحة وسفاهة. إنهم يتهمون تركيا باستيراد النفط تارة، وتقديم السلاح والخدمات الطبية تارة أخرى، ونحن أكدنا ونؤكد أن هذا غير ممكن على الإطلاق».
وقال: إن مواطنينا الـ 49 المحتجزين ـ من قبل داعش ـ في الموصل أهم من كل شيء. علينا التكلم بحذر عندما نتحدث، لأننا في موقع المسؤولية، وينبغي علينا الحديث والتحرك مع مراعاة حساسية وضع المحتجزين، ونتمنى أن يتحلى إعلام هذه البلاد وأحزابها السياسية بنفس الحساسية.
وأكد صواب موقف بلاده من المستجدات في المنطقة، فقال إن «من لم يأخذوا بتحذيرات تركيا في الشرق الأوسط والعراق وسورية وفلسطين، وكذلك في أوكرانيا، يسلمون اليوم بصواب الموقف التركي عندما يرون النتائج التي آلت إليها المستجدات».
واستنكر «أردوغان» نشر صحيفة أجنبية، أمس، صورة له برفقة رئيس الوزراء، «أحمد داود أوغلو»، عند خروجهما من الصلاة في مسجد الحاج بايرام، وكتابتها تحت الصورة ان تنظيما إرهابيا ينشط في المنطقة التي يوجد فيها المسجد لاستقطاب إرهابيين، مضيفا: «أقولها بصراحة، ما فعلته الصحيفة إساءة ونذالة وخسة، وهذا أخف وصف».
وتطرق إلى مسيرة السلام الداخلي الرامية إلى إنهاء مشكلة الإرهاب وحل القضية الكردية فقال إنه «لا داعي لأحد أن يخدع بالاستفزازات الرامية لتخريب وتقويض مسيرة السلام الداخلي، والتشويش على الشعب. فلا يوجد خيار آخر أمام تركيا سوى حل هذه المسألة، وإن شاء الله فإنها ستعزز هذه المسيرة التي أطلقتها من أجل الحل وتكملها. ولا داعي لليأس».
وفي سياق متصل، علق نائب رئيس الوزراء التركي نعمان قورتلموش خلال لقاء له مع إحدى القنوات التركية على موقف بلاده من تنظيم (داعش) ومسألة إقامة منطقة عازلة بالقول ان «يمكن اعتبار المنطقة العازلة تدبيرا يحمي تركيا» وسيتم اتخاذ جميع التدابير من أجل حماية أمنها.
وأعرب قورتلموش عن اعتقاده ان «حل الأزمة في المنطقة يكمن في إزالة الأسباب التي أدت إلى ظهور (داعش)»، مشيرا إلى أنه «من الصعب تحقيق السلام الدائم في المنطقة دون إصلاح الوضع في سورية والعراق على وجه الخصوص».
وشدد على ضرورة إقدام بلاده على «خطوات حذرة وصحيحة لأن أي خطوة خاطئة لا يمكن تلافي تبعاتها»، مشيرا إلى مخاوف من ان «تتخذ التطورات مسارا ربما يصبح مع التنظيم بعد فترة قصيرة قوة متمركزة على حدود تركيا».
وأعلنت نحو 30 دولة دعمها للقضاء بكل الوسائل على التنظيم من بينها دول عربية عرضت المشاركة في القصف الجوي على عناصر التنظيم في العراق إلا أن تركيا أكدت أنها لن تشارك في العمليات العسكرية كما حظرت استخدام إحدى قواعدها الجوية لشن مثل تلك الضربات وستسمح باستخدام قاعدتها الجوية لأغراض إنسانية ولوجستية.