بيروت ـ عمر حبنجر
علقت التعيينات القضائية والإدارية العليا على لائحة الانتظار لـ 10 ايام، بحسب ما انتهت اليه جلسة مجلس الوزراء مساء امس الاول، حينما عرض الرئيس ميشال سليمان الاسماء المقترحة من قبل وزير الداخلية لعدد من المراكز الشاغرة في الادارة، مقترحا التصويت، بعد غياب التوافق، فاستخدم وزراء المعارضة «الثلث المعطل»، مطالبين بسلة تعيينات متكاملة مرفقة بإقرار الموازنة العامة للدولة، وهو ما كان عبر عنه الرئيس بري، بعد لقائه الرئيس سليمان في قصر بعبدا، قبل الجلسة والذي ترجم بانسحاب الوزير غازي زعيتر (امل) من جلسة مجلس الوزراء احتجاجا.
الرئيس سليمان اكد للوزراء على ضرورة انجاز تعيين اعضاء الحكومة في المجلس الدستوري والمحافظين الجدد قبل موعد الانتخابات في السابع من يونيو، لأنه من غير الجائز تأجيل تعيين اعضاء المجلس الدستوري، الذي عليه النظر في الطعون النيابية لاحقا، وان يعين اعضاؤه من قبل حكومة منبثقة عن المجلس الذي يستهدف الطعن في احد اعضائه.
وحول هذه النقطة قال وزير الدولة خالد قباني أمس، هناك اجماع في مجلس الوزراء حول ضرورة انجاز التعيينات، لافتا الى ان ما أعاق هذه التعيينات هو ربطها بقانون الموازنة، رافضا اعتبار ما جرى في مجلس وزراء الاربعاء الماضي انتكاسة.
وقال: لقد ألح الرئيس سليمان على إجراء التعيينات المرتبطة بالانتخابات ومنها تعيين المحافظين والمجلس الدستوري، وقال في اكثر من مرة انه اذا لم نتوصل الى التوافق فسنلجأ الى التصويت وفق احكام الدستور، لكن فريقا من الوزراء كان يرغب في تأجيل البحث في مختلف التعيينات وفريقا آخر يقول قول الرئيس باستعجال التعيينات، وكان اللجوء الى التصويت.
مبادرة سليمان
وكان الرئيس سليمان بادر في جلسة امس الاول الى طرح التعيينات على التصويت للمرة الأولى في عهده، الا ان المرشحين لم يحصلوا على ثلثي اعضاء مجلس الوزراء، كما هو مفروض، بسبب اصرار وزراء المعارضة على حصول التعيينات ضمن سلة متكاملة تكون الموازنة العامة من ضمنها.
رئيس حزب الكتائب امين الجميل اعتبر ان طرح العماد ميشال عون للجمهورية الثالثة طرح انقلابي ولا يحترم الثوابت الوطنية، وقال ان الرئيس سليمان حاول ان يخرج الوزراء بطرح التعيينات الضرورية لحسن سير الانتخابات وحتى هذا منعوه عنه ورجعنا الى التعطيل ثم التعطيل ثم التعطيل، وهذا ما نشهده منذ بضع سنوات.
الجميل قال بعد استقباله مرشحي لائحة عاليه الانتخابية ان هذه الانتخابات ستحدد مصير لبنان وهويته، لافتا الى خطورة الوضع والعودة بلبنان الى وطن تابع لمحاور إقليمية.
وزير العدل ابراهيم نجار قال من جهته ان الاصرار على سلة متكاملة من التعيينات التي طرحتها المعارضة، وان كان من الصعب تحقيقها، يعطي معنى واحدا وهو تأجيل هذه التعيينات الى ما بعد الانتخابات.
عون لثقافة التفاهم لا الصدام
بدوره العماد ميشال عون دعا امس وبلهجة مختلفة، إلى الخروج من ثقافة التصادم الى ثقافة التفاهم، فضلا عن ضرورة انفتاح المناطق بعضها على بعض، مشيرا الى انه على الذي يخسر في الانتخابات ألا يشعر بأننا سننزع حقوقه منه.
عون كان يتحدث امام وفود شعبية في الرابية، وقال: ممنوع الانفصال لا بالتفكير ولا بالسلوك، علام نختلف؟ لماذا اصابنا الخوت في بعض المراحل؟ لماذا اصابنا الجنون ما الذي يفرقنا عن بعضنا البعض، هل وقفنا امام المرآة، كما خلقنا ربنا، لا اجسادنا تختلف ولا عقولنا، كل حياتنا هي من إدارة الاختلاف. واتمنى من هذا اللقاء ان يكون رسالة محبة الى اهلنا بالجبل على امتداده من المتن الاعلى الى الشوف وعاليه وصولا الى جزين.
الانتخابات والأمن
وفي الشأن الانتخابي ايضا وردا على سؤال حول مقايضات يحكى عنها على مستوى «القوات اللبنانية» بين مرشح القوات في بيروت الأولى ريتشارد قيومجيان ومرشحها في زحلة شانت جنجنيان قال النائب انطوان زهرا ان هذه المقايضات يمكن ان تتم ضمن الافكار المطروحة، لكن هناك نية للوصول الى اعلان لوائح نهائية، وبشكل خاص قبل نهاية هذا الاسبوع.
وعن الأمن الانتخابي، حيث سجلت اكثر من حادثة في اكثر من منطقة، قال اظن ان المناخ العام لا يوحي بامكانية وقوع احداث امنية كبرى يمكن ان تؤدي الى تعطيل الانتخابات في اي منطقة، رغم الاحداث المتفرقة واعمال الضغط على الناخبين الجارية في المناطق الحدودية الشمالية والشرقية المجاورة لسورية.
حرق مكتب وسيارة في مزبود
وفي السياق الامني، اضرمت النار مجددا بمكتب انتخابي للتيار الوطني الحر في بلدة مزبود (اقليم الخروب ـ الشوف) فجر امس، واطلق مضرمو النار بالمكتب للمرة الثانية الرصاص على حارس المكتب أحمد ربابي من «شحيم» بقصد ترويعه وقد ادعى المسؤول عن المكتب انور احمد شحادة على مجهولين، واذاع التيار الحر بيانا دعا الى وضع حد للمربعات الامنية. وفي الليلة ذاتها وفي البلدة ذاتها اضرم مجهولون النار بسيارة فادي منير قولاغاسي المعروف «بفادي الألماني» بسبب انتمائه إلى جماعة فتحي يكن وعبدالناصر جبري الاصولية.
في سياق آخر، قال الرئيس فؤاد السنيورة في وضع حجر الاساس لإكمال مشروع الاوتستراد العربي في منطقة المديرج، ان هذه الطريق هي طريق التاريخ والجغرافيا، طريق بيروت ـ دمشق التي لطالما اردناها خالية من العوائق والمطبات، وما زلنا نريدها اليوم، كذلك نريدها مبنية على اسس صلبة واضحة المعالم والحدود، سالكة على خطين في كل الايام. وتوقف السنيورة عند القروض والهبات التي قدمتها المملكة العربية السعودية ممولة هذا المشروع، وآخرها ثلاثة مشاريع: واحد في صيدا يتناول ما يعرف بجبل النفايات وسوق خضار ومدرسة في طرابلس. وقال ان حاجزا حجريا وردم المساحات المائية بين الحاجز والشاطئ من أتربة هذا المكب، وقد خصص للمشروع 20 مليون دولار.