وصف امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله يوم 7 مايو الماضي بانه يوم مجيد تمكنت خلاله المقاومة من احباط محاولة لإثارة الفتنة المذهبية في لبنان بعد اتخاذ الحكومة قرارا بنزع شبكة الاتصالات التابعة لحزب الله.
وقال نصرالله في حفل تخرج طلبة جامعيين نظمه حزب الله في مجمع سيد الشهداء في الضاحية الجنوبية لبيروت امس «ان مشهد تخريج الطلاب اليوم يقدم مشهدا قويا ورسالة واضحة لكل أولئك الذين يشككون في قدرة قوى المعارضة على ادارة لبنان» في حال فوزها بالانتخابات النيابية المقررة في 7 يونيو المقبل.
وأضاف قاصدا قوى 14 اذار التي أعلن معظم أقطابها رفضهم المشاركة في الحكومة اذا خسروا الانتخابات: «نحب ان تشاركونا لاننا دعاة شراكة لكن لو أردتم الا تشاركونا فلن نتوسل اليكم».
تعديل النظام بالتوافق
ورد نصرالله على اتهام موجه الى حزب الله وحلفائه بانهم يدعون للمثالثة بالقول «ان بعض من يكلموننا عن المثالثة يدعون هم الى الفيدرالية».
والمثالثة هي صيغة تعارضها 14 اذار وتقول انها تناقض اتفاق الطائف الذي وزع المناصب الحكومية والنيابية مناصفة بين المسلمين والمسيحيين في حين تتوزع هذه المناصب وفقا لصيغة المثالثة على السنة والشيعة والمسيحيين.
وأوضح السيد قائلا: «ان اي تعديل جوهري في النظام يجب ان يقوم على اساس توافق وطني جدي» مشددا على التروي في موضوع الغاء الطائفية السياسية الذي ينص عليه اتفاق الطائف.
طلة أخرى الإثنين
وحصر نصرالله خطابه امس بالشأن الانتخابي واعدا بالتحدث عن موضوعي الشبكات والمناورة الإسرائيلية في حديث سيبثه تلفزيون المنار مساء الاثنين المقبل بمناسبة ذكرى نكبة فلسطين.
وقال في مستهل حديثه «اننا في مرحلة مهمة جدا فيما يرتبط بالانتخابات» وانه سينهي الحديث في وقفة لابد منها عند يومي 7 و17 مايو التاريخيين.
ويشير يوم 17 مايو الى مسودة اتفاق بين لبنان واسرائيل في عهد الرئيس السابق امين الجميل تم اسقاطها من قبل القوى التقدمية انذاك.
7 و17 مايو
وقال ان «تاريخ السابع عشر من مايو أسقط اتفاقية الذل مع إسرائيل» مستغربا «كيف أن الذين أرادوا إلحاق لبنان بإسرائيل أصبحوا رمزا للاستقلال والسيادة فيما أصبح من أسقطوه رمزا للتبعية». كما تطرق نصرالله مطولا الى احداث 7 مايو الماضي معتبرها يوما مجيدا من تاريخ المقاومة.
وكان النائب سعد الحريري قال خلال اعلان لوائح تيار المستقبل في بيروت «لن ننسى والسما زرقا» قاصدا أحداث 7 مايو التي شهدت اشتباكات شنها مقاتلو حزب الله على انصار النائبين الحريري ووليد جنبلاط في بيروت الغربية والجبل راح ضحيتها اكثر من 65 شخصا.
وقال الأمين العام لحزب الله: «أمام ما سمعته في اليومين الأخيرين أعلن 7 مايو يوما مجيدا من أيام المقاومة في لبنان».
وأعقـــب تـــلك الأحداث اتــفاق قــوى 14 و8 اذار فـي الدوحة، برعاية عربية، على عدم استخدام العــنف لتحقيق مكاسب سياسية وتشكيل حكومة وحدة وطنية حازت فيها المعارضة الثلث المعطل.
ودعا نصرالله الذين يتكلمون عن الســـابع من مايو ان يــتذكروا ما قاموا به في 5 مايو «وفــــــي تقرير فــــينوغراد الذي أكد ان نقطة قوة حزب الله هو شبــكة الاتصالات السرية التي أقامها».
ووصف اجتماع الحكومة في 5 مايو 2008 وقرارها فيما يخص نزع شبكة المقاومة بانه وصمة عار لها حيث انها حاولت أن تقوم بما عجزت إسرائيل عن القيام به.
إحباط الفتنة
وقال ان احداث 7 مايو أحبطت خطة أعدت لإحداث فتنة مذهبية ولضرب الجيش بالمقاومة.
وكشف ان الخطة كانت مدعومة من دول إقليمية وانها كانت ستنتهي بنزع السلاح من المقاومة بعد نزع شبكة اتصالاتها السلكية.
كما كشف عن احضار مقاتلين من البقاع وعكار الى بيروت وعن التخطيط لاستقدام قوات من الخارج على أساس مساعدة لبنان على إنهاء الفتنة المذهبية. وأشار الى ان هؤلاء المقاتلين «الأقوياء» غرر بهم فبدلا من إرسالهم لمقاتلة إسرائيل أرسلوا إلى المعركة الخطأ مع المقاومة مما افقدهم الحافز.
الخروج من المأزق
وقال ان احداث 7 مايو وضعت لبنان على طريق الحل وأخرجت لبنان من المأزق الذي وضعوه فيه، وانها فرضت عليهم العودة إلى طاولة الحوار وأدت إلى انتخاب رئيس توافقي للجمهورية.
وقال في هذا الإطار: «سمعت في الإعلام أنهم قالوا انهم لن ينسوا 7 مايو وهذا ما نريده وهذا هو المطلوب فالمطلوب ألا ننسى 7 مايو كي لا يكرر أحد حماقة 5 مايو».
وختم الأمين العام لحزب الله بالقول: «نحن نقرأ الماضي لنعتبر منه للمستقبل وعلى الرغم من كل ما حصل ندعو للتعاون وتضافر الجهود لبناء وطننا وإخراجه من الأزمات وأيا تكن نتيجة الانتخابات فنحن بحاجة للتعاون لنحمي لبنان ونرفع اسمه عاليا».