- «الصحة» اليمنية: 247 قتيلاً خلال المواجهات في صنعاء
دخلت مشاورات اختيار رئيس جديد للوزراء في اليمن مراحلها النهائية والحاسمة بعد اختصار قائمة مرشحي المكونات السياسية إلى اثنين هما: محمد أحمد لقمان مدير منظمة العمل العربية، ومحمد محمد مطهر نائب وزير التعليم العالي المستقيل، ما لم تحدث مفاجأة في اللحظات الأخيرة ويتم اختيار شخصية من قبل الرئيس عبدربه منصور هادي.
ومن المقرر ان يعقد الرئيس اليمنى اجتماعا ثانيا مع هيئة مستشاريه للإعلان عن اسم رئيس الحكومة الجديد الذي لاقى إجماع كل الأطراف السياسية ولن يستغرق تشكيل الحكومة الجديدة وقتا طويلا إذ ان المشاورات الجارية تتضمن حصص كل مكون سياسي مع احتفاظ الرئيس بالحق في اختيار 4 وزارات سيادية هي: الدفاع والداخلية والخارجية والمالية.
وتشير أنباء إلى أن الرئيس سيقوم بتغيير وزيري الدفاع والداخلية لدورهما السلبي في الأحداث الاخيرة ـ حسب آراء بعض المراقبين لتطورات الأوضاع على الساحة ـ وهي التي أدت الى سقوط العاصمة صنعاء في أيدي جماعة أنصار الله الحوثيين، الأمر الذي أصاب المواطنين في صنعاء بصدمة، ولن يكون في مقدور الرئيس أن يدافع عن الوزيرين.
ولعل أخطر المهام الموكلة للوزراء في الحكومة اليمنية الجديدة ستكون لوزيري الدفاع والداخلية لما يطالب به أبناء العاصمة صنعاء من بسط هيبة الدولة وظهورها في الشوارع بعد اختفاء تام منذ 21 سبتمبر الماضي وتكثيف الانتشار الأمني لحماية المواطنين وممتلكاتهم.
ومنذ دخول الحوثيين صنعاء والأمن مختف ولا وجود لشرطي أو عسكري مرور، الأمر الذي دفع بجماعة أنصار الله الحوثيين إلى ملء الفراغ الأمني والقيام بدوريات في جميع أنحاء العاصمة لحفظ الأمن والتواجد أمام المنشآت الحكومية المدنية أو العسكرية بدعوى حمايتها، بل ذهب الأمر إلى قول قيادتها انه لولا قيام «اللجان الشعبية» بحماية هذه المؤسسات لقام أصحاب الأغراض السيئة بنهب هذه المنشآت خاصة البنوك.
في سياق متصل، نظم عشرات الشباب المستقلين في العاصمة اليمنية امس مظاهرة ووقفة احتجاجية، للمرة الثانية خلال أسبوع للمطالبة بإخراج المسلحين المنتشرين في شوارع وأحياء العاصمة.
وردد المشاركون في الوقفة التي نظموها بجوار وزارة الشباب والرياضة في شارع الزبيري وسط صنعاء، شعارات تطالب من وصفوهم بـ «الميليشيات المسلحة» بالخروج من العاصمة، في إشارة لمسلحي جماعة الحوثي التي سيطرت على صنعاء مطلع الأسبوع الماضي.
كما انطلق المتظاهرون في مسيرة عبر شارع «هائل»، رافعين الأعلام الوطنية، ورددوا أغاني وأناشيد وطنية تمجد الثورة اليمنية التي أزاحت حكم الإمامة في العام 1962، مطالبين الأجهزة الأمنية بالعودة لممارسة مهامها وتأمين شوارع وأحياء العاصمة، ورفعوا لافتات «لا للميليشيات، نعم للعاصمة بلا سلاح»، و«أخرجوا ميليشياتكم من عاصمتنا».
الى ذلك، أعلن وزير الصحة العامة والسكان في اليمن الطبيب أحمد العنسي امس أن حصيلة المواجهات الأخيرة في صنعاء بلغت 274 قتيلا، و470 جريحا، بينهم أطفال ونساء، رصدتهم الأجهزة التابعة لوزارة الصحة.
وفي تصريحات نشرها موقع «26 سبتمبر» الإلكتروني التابع للجيش اليمني، قال العنسي ان «أعمال الفرق الطبية المكلفة بانتشال جثث القتلى والجرحى من المناطق التي شهدت مواجهات شمال غرب العاصمة صنعاء، توقفت منذ يومين بتوقف البلاغات عن وجود مزيد من القتلى والجرحى في هذه المناطق».
وأوضح العنسي أن «سيارات الإسعاف التابعة لوزارة الصحة، نقلت 274 جثة، و470 جريحا بينهم أطفال ونساء إلى المستشفيات».
وأشار إلى أن «هناك جثثا تم دفنها عن طريق أقارب القتلى، وجثثا أخرى دفنتها الأطراف المتصارعة، فيما تم نقل جرحى إلى عدد من المستشفيات»، لم يذكر تفاصيل بشأن أعدادهم.
وبحسب العنسي، فإن هذه الحصيلة في الفترة منذ بدء المواجهات في 16 سبتمبر الماضي وحتى سقوط صنعاء 21 سبتمبر.
الى ذلك، نفت الخارجية الأميركية تقارير إعلامية تحدثت عن استهداف السفارة الأميركية في العاصمة اليمنية صنعاء بهجوم صاروخي.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جنيفر بساكي، في الموجز الصحافي للوزارة اول من امس «التقارير ووسائل التواصل الاجتماعي عن أن مبنانا كان هو الهدف مزيفة».
وكانت قذيفة قد انفجرت يوم السبت الماضي قرب السفار الأميركية، تداولتها وسائل التواصل الإعلامي قائلة ان مطلقيها هم عناصر تنتمي لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية.