تبدو الهدنة الهشة في أوكرانيا وعملية سحب القوات من خط الجبهة امس مهددة مع اكبر هجوم دموي يشنه المتمردون الموالون لروسيا في خلال شهر، وقد اسفر عن مقتل تسعة جنود أوكرانيين.
وتجدد أعمال العنف في معقلي الانفصاليين يلقي بثقله أيضا على انطلاقة الحملة الانتخابية للاحزاب المشاركة في انتخابات 26 أكتوبر البرلمانية مع انتهاء مهلة تسجيل الترشيحات ليلة امس.
وأبلغ الرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو امس الاول المستشارة الالمانية انجيلا ميركل- اقرب حليف أوروبي له- ان روسيا تتجاهل بنود اتفاق السلام الذي تم التوصل اليه في 5 سبتمبر في مينسك.
وشدد بوروشنكو على انه «يتوقع ان تلتزم روسيا ببروتوكول مينسك وان تسحب قواتها وتضمن اغلاق الحدود وتقيم منطقة عازلة» كما أعلنت الرئاسة في بيان.
وأعلن الجيش الأوكراني ان ميليشيات شنت هجوما قرب منطقة مطار دونيتسك وأصابت قذيفة آلية تنقل قوات حكومية.
وقتل تسعة جنود في الضربة، وقال مسؤولون محليون ورسميون أوكرانيون ان أربعة مدنيين قتلوا أيضا في هجمات صاروخية وبقذائف الهاون في معقلي المتمردين دونيتسك ولوغانسك.
وقال المتحدث باسم الجيش الأوكراني فلاديسلاف سيليزنيوف امس لمحطة التلفزيون الأوكرانية الخامسة ان المتمردين يستخدمون مجددا صواريخ غراد التي أدت في السابق الى تدمير عشرات منازل المدنيين.
وقد هيمن عرض بوروشنكو منح مناطق الانفصاليين حكما ذاتيا مقابل تخليهم عن المطالبة بالاستقلال، على النقاش السياسي الدائر قبل الانتخابات البرلمانية.
لكن المتمردين الموالين لروسيا رفضوا المشاركة في انتخابات 26 اكتوبر واعلنوا عن تنظيم انتخابات تشريعية في مناطق نفوذهم ورئاسية في 2 نوفمبر.
وواجه الرئيس الأوكراني عدة انتقادات لقراره هذا بعد سبعة اشهر على إقالة سلفه الموالي لروسيا فيكتور يانوكوفيتش.
وقامت كييف والاتحاد الأوروبي بتنازل آخر كبير عبر القبول بإرجاء دخول اتفاق التبادل الحر بين الطرفين حيز التنفيذ حتى نهاية 2015.
لكن حزب المناطق الذي كان يرأسه يانوكوفيتش ويسيطر على مقاعد البرلمان المنتهية ولايته، قرر مقاطعة الانتخابات التي يفترض ان تؤدي بالتالي الى تجديد كبير للبرلمان.
وبحسب استطلاع أجراه المعهد الدولي لعلوم الاجتماع في كييف بين 12 و21 سبتمبر فإن حوالي 40% من الناخبين الذين اكدوا انهم سيصوتون قالوا انهم سيختارون «كتلة بوروشنكو» التي أنشئت لدعم الرئيس الذي انتخب في نهاية مايو بحصوله على 55% من الأصوات.
ومن المرتقب ان يقدم اكثر من ثلاثين حزبا مرشحين لكن وحدها اللوائح التي تنال 5% من الاصوات يمكنها المشاركة لشغل نصف مقاعد البرلمان الـ 450، والنصف الآخر من النواب ينتخبون بالغالبية من دورة واحدة.