بيروت ـ عمر حبنجر
على مسافة 18 يوما من الانتخابات النيابية في السابع من يونيو شارف المشهد الانتخابي على الاكتمال، فقد أعلنت أمس لائحة كسروان التي ستواجه لائحة العماد ميشال عون شخصيا، حيث أكد الوزير السابق فارس بويز ان اللائحة التي هو جزء منها تتسم بطابع الائتلاف، حيث انها ضمت شخصيات مستقلة وممثلي الأحزاب كالنائبين السابقين منصور غانم البون وفريد هيكل الخازن بالاضافة الى كارلوس اده وسجعان القزي. وتحت عنوان الاعتدال والولاء المطلق للوطن أعلنت لائحة ثنائية غير مكتملة في دائرة بعبدا، تضم عن المقعد الماروني النائب بيار دكاش وعن المقعد الشيعي سعد سليم. دكاش الذي كان عضوا في كتلة الاصلاح والتغيير التي يرأسها العماد عون قال ان هذه الانتخابات تختلف عن سابقاتها، اذ لا مكان فيها للمعتدلين أو للوفاقيين مما يجعلنا نخاف على الوطن، لذلك سلكنا طريق الاعتدال. وغدا الخميس سيكون آخر موعد مفترض لإعلان ما تبقى من اللوائح الانتخابية والانسحابات لقوى 14 آذار، والتي سجل منها أمس اعلان الشيخ اياد سامي عبدالله المرشح عن المقعد السني في دائرة الشوف انسحابه لحساب مرشحي تحالف المستقبل التقدمي الاشتراكي، بعد لقائه النائب سعد الحريري في قريطم عصر أمس. في هذا الوقت توقفت الأوساط السياسية والديبلوماسية أمام الكلام الذي استهدف رئيس الجمهورية وموقع رئاسة الجمهورية والصلاحيات.
الحريري: ندعم سليمان
النائب سعد الحريري دافع عن مواقف الرئيس ميشال سليمان قائلا: صحيح ان انتخاب الرئيس سليمان كان توافقيا، لكن بعد ان أصبح رئيسا بات عليه ان يحكم بموجب الصلاحيات الرئاسية، أحب الآخرون ذلك، أم لم يحبوا. انه رئيس الجمهورية الموجود، وهو سيبقى موجودا ونحن ندعمه.
وتابع يقول: يتهجمون على الرئيس لأن مواقفه لا تعجبهم، ولنكن صريحين فمنذ لحظة انتخاب ميشال سليمان للرئاسة، تحرك الاقتصاد اللبناني. وجدد الحريري القول ان لبنان مقبل على انتخابات مصيرية تحدد مستقبله السياسي، وقال: لقد تأكد لنا ذلك بعد كل ما سمعناه ورأيناه في الأيام الأخيرة، وفي السابع من يونيو سيكون الرد المجيد. وعن تحالفه مع النائب وليد جنبلاط قال الحريري لمجلة «الأنباء» الناطقة بلسان الحزب التقدمي الاشتراكي ان علاقتي بجنبلاط استراتيجية وتحالفية ثابتة، واضاف: في السابق كانت اللوائح الانتخابية ترسل معلبة من الخارج الى اللبنانيين.
الوقت ليس مؤاتياً للقاء نصرالله
وعن لقاء محتمل بينه وبين الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، قال: منذ اللقاء الأخير مع السيد حسن نصرالله كان التواصل مستمرا مع الحزب وقد استطعنا حلحلة أمور عديدة لكني لا أعتقد ان الوقت مؤات الآن للقاء آخر معه في الوقت الحاضر وخاصة بعد الخطاب الذي أطلقه على اللبنانيين، وحجم التوتر الذي لا أرى مبررا له على الإطلاق.
مصادر رئاسية ذكرت عبر منابر إعلامية ان الرئيس سليمان لم يكلف أحدا الاتصال بأحد، وهي هنا ترد على تصريح للنائب السابق سليمان فرنجية الذي قال ان الرئيس أوفد إليه المدير العام للأمن العام اللواء وفيق جزيني، لمراجعته في شؤون انتخابية، وان الاتصالات التي جرت أو التي قد تجري انما هي بمبادرة فردية من أصحابها.
العماد ميشال عون كرر الحديث عن تدخل الأجهزة والمسؤولين في الانتخابات، وأعلن من جهة ثانية، انه يفهم كلام الأمين العام لحزب الله حول يوم 7 مايو لجهة منع الفتنة.
وقال في مناسبة انتخابية، انهم (أي الموالاة) كثيرا ما يشوهون كلماتي بالشرح، إما يختصرونها أو يزيدونهــا، وفي رأيي ان مداخلة حزب اللــه السريعة في بيروت يوم 7 مايو قطعت طريق الفتنة، واعتقد انه قام بهذا العمل مكرها، وأنا أقر معه أن الحكومة ارتكبت أكبر حماقة في الخامس من مايو (يوم قررت منع الحزب من مد شبكته الهاتفية).
النائب نصرالله: مطلوب وقفة ضمير
النائب ناصر نصرالله، عضو كتلة التحرير والتنمية برئاسة الرئيس نبيه بري قال تعليقا على الحملة التي تستهدف رئيس الجمهورية، لا أعتقد ان هناك موقفا من المعارضة تجاه رئيس الجمهورية، خصوصا ان علاقة الرئيس مع كل أركان المعارضة عادية وطبيعية.
واستبعد نصرالله الكلام عن إعادة النظر في فترة الرئاسة، وقال: هذه أشياء تطرح وتلبس للآخرين، وهذا كلام مزعج للجميع، والبلد لا يمكن ان يستمر في جو الانقسام العمودي، ودعا الى وقفة ضمير والى حماية البلد من هذه الأجواء.
وقال ان الحديث عن المثالثة أو الجمهورية الثالثة كلام مختلق ولا أساس له وأمل التوافق على التعيينات في جلسة مجلس الوزراء المقبلة.
الجميل: ترسانة حزب الله جاهزة
بدوره رئيس حزب الكتائب أمين الجميل تابع ردوده على خطاب نصرالله في تخريج جامعيي الحزب، وتوقف عند قوله ان هذه الكوادر ستتسلم البلد، وان هذه الكوادر تستطيع ادارة مساحة أوسع من مساحة لبنان التي هي 10452 كلم2، معتبرا في هذا القول ان جمهورية حزب الله متكاملة، وقد أثبت ان هذه الترسانة جاهزة للظروف الداخلية أو للظروف الإقليمية، وهي اننا نصدر الى ما وراء الحدود كلما دعت الحاجة، وهو هنا يشير الى مصر وغزة. من جهته منسق 14 آذار فارس سعيد قال خلال لقاء انتخابي في دائرة جبيل ان حزب الله يحضّر لابتزازنا ويفرض علينا المقايضة بين الثلث المعطل واستمرار التحكم في الدولة، أو تجديد السابع من مايو الذي تحول في قاموس الحزب الى يوم مجيد في تاريخ المقاومة.
المقنعون والمجد
وسأل النائب عمار الحوري المقتنعين بأن السابع من مايو كان يوما مجيدا لماذا كانوا مقنعين ومتلثمين حين انتهكوا وقتلوا في يومهم المجيد؟ وهل هكذا تكون الأيام المجيدة حال حصولهم على الأكثرية؟ وهل ان مطلق معارضة لا توافق على قرار حكومي من حقها استعمال السلاح رفضا لهذا القرار؟
خطاب ثالث لنصرالله في 25 مايو
مصادر حزب الله قالت لـ «الأنباء»، انه سيكون هناك خطاب آخر للأمين العام نصرالله يوم 25 مايو في الذكرى التاسعة لدحر الاحتلال الاسرائيلي للجنوب عام 2000.
ويبدو ان قوى 14 آذار تنتظر ما سيعلنه نصرالله في خطابه الثالث والأخير في فترة الاستحقاق الانتخابي، لتبني على الشيء مقتضاه.