بيروت ـ عمر حبنجر
التطورات الانتخابية في لبنان تتسارع وتتسارع معها دقات القلوب السياسية، معبرة عن نفسها بارتفاع وتيرة الخطاب الانتخابي الذي بدأ يتجرد عن بعض التحفظات وحتى اللياقات، وصولا الى تسجيل نقاط يعتبرها البعض سبيله الوحيد للفوز، بينما تؤول بمعظمها الى عكس المطلوب، خصوصا ما بات يحصل في المقابلات التلفزيونية او المساجلات الصحافية.
على ان ثمة عناصر اضافية تقدمت على صعيد الاهتمامات، كالتعرض لرئاسة الجمهورية وما استجد على صعيد ملاحقة شبكات التجسس الاسرائيلية.
الجميل في بعبدا
وفي هذا السياق، قال رئيس حزب الكتائب امين الجميل بعد زيارته الرئيس ميشال سليمان في بعبدا، ان الرئيس سليمان لا يتعاطى بالتفاصيل الانتخابية، وقد تطرقنا الى الامر بشكل عام.
وتابع قائلا: ان ما نعيشه الآن وبمعزل عن الجو الانتخابي، يمس بجوهر المصلحة الوطنية، فالمعارضة تتجاوز كل المحرمات والمقدسات والثوابت وهي تزعزع ثوابت الدولة اللبنانية.
واضاف ردا على سؤال ان الرئيس سليمان ليس هو المستهدف بالحملات ولا الرئاسة بذاتها والواقع ان المؤسسات الوطنية وربما الكيان الوطني وهناك مشروع الجمهورية الثالثة التي يتحدثون عنها، وكأن المطلوب خلق جمهورية جديدة يوم هجوم على الجيش وآخر على القضاء وثالث على البطريركية واخيرا الرئيس مباشرة.
وحدة اللبنانيين
بدوره، النائب سعد الحريري جدد اعتباره الانتخابات المقبلة ستحدد مصير لبنان، وان مسيرة الدولة التي ناضلنا لأجلها هي اليوم على المحك.
واكد الحريري في لقاء انتخابي ان وحدة اللبنانيين هي امضى سلاح بيد لبنان في مواجهة المخاطر الاسرائيلية وانه لا يمكن لأي طائفة ان تربح على الاخرى كما اثبت الواقع. وقال: لن نزيح عن طريق العيش المشترك والسلم الاهلي، ولن نزيح عن طريق لبنان اولا، ولبنان اولا يعني المواطن اللبناني اولا والعمل اولا والعلم اولا.
من جهة أخرى، استقبل الحريري ظهر امس في قريطم النائب بطرس حرب وعرض معه التطورات الراهنة.
كما استقبل المرشح عن مقعد الروم الارثوذكس في المتن الياس مخيبر الذي قال: زرت النائب الحريري بصفتي مرشحا مستقلا على لائحة الانقاذ المتنية وتداولنا مع النائب الحريري في امور الساعة وفي موضوع الانتخابات وطابعها المفصلي، لاسيما لناحية الحفاظ على المؤسسات في لبنان، بدءا من رئاسة الجمهورية، وكان هناك تطابق في وجهات النظر، ونحن نخوض هذه المعركة بالاتفاق مع قوى 14 آذار لأنه لدينا معركة واحدة هي معركة لبنان ومستقبله وصون المؤسسات. وقال ردا على سؤال العماد عون او غيره يمكن ان يكون لديه رأي ونحن نحترم هذا الرأي ولكن قريطم مكان عزيز على قلب كل اللبنانيين ومكان له مكانته بالشهادة، وفي كل الاحوال هذه اول زيارة لي الى هنا واتمنى تكرارها، اما بالنسبة لمسيحيي قريطم، فنحن نعتبر ان الشيخ سعد من سنة بكركي ونحن ندعو للوئام والتقارب بين كل اللبنانيين، وهذا ما نطمح اليه لأنه ليس هناك من مستقبل في لبنان الا بالتقارب وليس بالحقد والكره.
جعجع
رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية سمير جعجع اعتبر ان الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله سيحكم في حال فوز قوى 8 آذار في الانتخابات، وليس العماد عون.
ونفى جعجع ان تكون القوات تعرقل تشكيل لائحة كسروان، وبما خص لائحة الاشرفية قال انه ارسل اقتراحا متوازنا وعادلا الى الاحزاب الارمنية في 14 آذار ليأخذوا في الاعتبار كل الاطراف متوقعا حل المشكلة خلال ساعات في حال تمت الموافقة على الاقتراح. جعجع وصف «الثلث المعطل» بالعاطل وورقة التفاهم بين حزب الله والعماد ميشال عون بورقة التين.
الثلث الضامن لمنع التمادي
غير ان نائب رئيس الحكومة عصام أبوجمرة رد قائلا: ليس هناك ثلث معطل بل ثلث ضامن هدفه منع فريق الاكثرية من التمادي.
في المقابل شن النائب ميشال المر هجوما عنيفا على العماد عون في مؤتمر صحافي عقده امس متسائلا عما اذا كان زج رئاسة الجمهورية في موضوع الانتخابات عائدا الى قلق العماد عون وجماعته من نتائج هذه الانتخابات.
وتساءل المر: ألم يكتف عون بما يفعله ضد الرئاسة منذ عودته من باريس؟ حيث بدأ بمقاطعة الرئيس اميل لحود، حليفه الحالي، ثم تعطيله الرئاسة بهدف احداث فراغ.
وتحدث المر عن عنتريات امين سر «التغيير والاصلاح» النائب ابراهيم كنعان، واعدا بالحصول على المقاعد النيابية السبعة لدائرة المتن في الانتخابات المقبلة.
المر اكد انه ونواب كتلته سيجددون للرئيس نبيه بري رئاسة مجلس النواب.
إشارات خطيرة ونوايا مبيتة
الامانة العامة لقوى 14 آذار اجتمعت امس، لتحذر بلسان منسقها العام فارس سعيد من خطط 8 آذار لإنشاء الجمهورية الثالثة القائمة على مبدأ المثالثة متحدثا عن اشارات خطيرة على نوايا مبيتة للمرحلة المقبلة ومحاولات استهداف الطائف والدولة اللبنانية بكل مؤسساتها. واضاف سعيد ان هذه المواقف الخطيرة تمثلت في استعداد حزب الله لتسلم السلطة من خلال قول الامين العام السيد حسن نصرالله ان من استطاع ان يهزم اقوى جيش في المنطقة بامكانه ان يدير بلدا اكبر من لبنان 100 مرة.
ووضعت الامانة العامة لقوى 14 آذار الاشكال الذي حصل بين النائب حسن يعقوب والاعلامي عقاب صقر خلال المناظرة الانتخابية عبر المؤسسة اللبنانية للارسال، وما استتبعه من اتهام بتهديدات شخصية لعقاب صقر عاد النائب يعقوب ونفاها واضعا اياها في اطار الافلاس السياسي الذي لا يستحق الرد، برسم القضاء اللبناني ولجان المراقبة على الانتخابات.
الكل يحاول أن يفعل مثل عون
النائب عباس هاشم عضو كتلة التغيير والاصلاح قال من جهته وردا على ما يثار مجددا حول زيارة العماد ميشال عون الى دمشق، ان كل الحالات السياسية في لبنان تسعى لتفعل كما فعل عون الذي اثبت صحة رؤيته بأنه لا يمكن الابقاء على حالة العداء مع سورية.