تنوعت فصول المشهد الإيراني أمس على مختلف الأصعدة ما بين التصديق على 4 مرشحين فقط من بين 475 مرشحا لخوض غمار الانتخابات الرئاسية في 12 يونيو المقبل، مرورا بإجراء اختبار ناجح لصاروخ «سجيل 2» أرض ـ أرض جديد يصل مداه إلى 2000 كيلومتر، الذي يقول خبراء عنه أنه يضع اسرائيل وجنوب شرقي أوروبا في مرمى النيران الإيرانية وصولا الى نفي رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو انه تعهد للرئيس الاميركي باراك اوباما بعدم مهاجمة ايران خلال فترة الحوار بين واشنطن وطهران، ونهاية بتحذير مدير الـ «سي آي إيه» ليون بانيتا اسرائيل بأن مهاجمتها ايران منفردة سيخلق مشكلة كبرى في المنطقة.
4 من 475
وعود على ذي بدء، اكتملت صورة المعركة الرئاسية في ايران واصبح مؤكدا ان الرئيس الايراني الحالي محمود احمدي نجاد سيواجه 3 مرشحين ـ محافظ ومعتدل واصلاحي ـ بحسب لائحة المرشحين النهائية التي أصدرها مجلس صيانة الدستور امس.
وصادق مجلس صيانة الدستور في ايران على 4 ترشيحات بينها ترشيح الرئيس محمود احمدي نجاد للانتخابات الرئاسية المقررة في 12 يونيو، والمرشحون الـ 3 الذين سينافسون احمدي نجاد هم مير حسين موسوي رئيس الوزراء السابق وهو محافظ مدعوم من الإصلاحيين، ومهدي كروبي وهو إصلاحي كان رئيسا لمجلس الشورى، ومحسن رضائي وهو محافظ ورئيس سابق للحرس الثوري. ولم يصادق مجلس صيانة الدستور المؤلف من 12 عضوا ـ 6 رجال دين ولجنة تحكيم من ستة اعضاء يعينهم رئيس السلطة القضائية ـ الا على 4 ترشيحات من اصل 475 ترشيحا بينها 42 ترشيحا نسائيا.
وأعلن وزير الداخلية صادق محصولي انه باستطاعة المرشحين اطلاق حملاتهم ابتداء من هذا اليوم (امس) شرط ان تتوقف قبل 24 ساعة من اليوم الانتخابي.
وطالب كروبي بأن تجري الانتخابات هذا العام بشفافية وهو كان اول من اعترض على حدوث مخالفات في الانتخابات الرئاسية في 2005.
من جهته يترشح رضائي الذي قاد الحرس الجمهوري لـ 16 سنة مستقلا. ورغم آرائه المحافظة كان رضائي من نقاد سياسات احمدي نجاد واتهمه بدفع ايران نحو شفا الكارثة.
ويعتبر موسوي الذي اعلن التزامه مبادئ ثورة 1979 الاسلامية، المنافس الابرز لاحمدي نجاد. ووعد بان يسعى لتغيير صورة ايران المتطرفة في الخارج خلافا لتلك التي رسمها عهد احمدي نجاد.
اما كروبي فيعتبر من ابرز الساعين الى التغيير الا انه يصر على ان يلتزم الحذر كي لا يثير غضب منافسيه في النظام.
وينص الدستور الايراني على ضرورة ان يتمتع المرشح بخلفية سياسية ودينية وان يحمل الجنسية الايرانية وان يؤمن بمبادئ الجمهورية والديانة الرسمية في البلاد.
سجيل 2
أما عن الصاروخ الجديد «سجيل 2» فقد أعلن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد امس إجراء اختبار ناجح لصاروخ أرض ـ أرض جديد يصل مداه إلى ألفي كيلومتر.
ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إرنا) عن الرئيس قوله خلال كلمة ألقاها في مدينة سمنان شمال شرقي إيران إنه تم إجراء اختبار ناجح على صاروخ «سجيل 2» الذي يعد أكثر تقدما ويعتمد على مصدر وقود أفضل من الصواريخ الإيرانية السابقة.
ويقول خبراء ان الصاروخ الجديد يضع اسرائيل وجنوب شرقي اوروبا في مرمى نيران ايران.
وأوضحت «إرنا» أن مدى «سجيل 2» أطول من «شهاب 3» الذي يعتبر المقوم الرئيسي في منظومة الصواريخ متوسطة المدى في إيران.
الى ذلك أكد نجاد عزم بلاده على مواصلة برنامجها النووي ولو فرضت عليها عقوبات دولية جديدة.
في سياق آخر، أبدى نجاد عدم اكتراثه بما دار في لقاء الرئيس الأميركي باراك أوباما برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قائلا «إنه يمكن للجانبين تبادل الحديث في هذا اللقاء وهذا لا يستدعى منا إبداء موقف».
مواجهة محتملة
وعن مهاجمة اسرائيل لايران والتي دائما ما يتردد في وسائل الاعلام أنها محتملة ذكرت تقارير إسرائيلية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نفى أن يكون تعهد أمام الرئيس الأميركي باراك أوباما بأن إسرائيل لن تهاجم المنشآت النووية الإيرانية خلال فترة الحوار الأميركي ـ الإيراني بشأن الملف النووي الإيراني.
ونقلت صحيفة «معاريف» امس عن نتنياهو قوله خلال اجتماع مغلق أمس الاول «لم أتعهد أمام الرئيس الأميركي بعدم شن هجوم وإسرائيل تحتفظ لنفسها بالحق بالعمل في الوقت المناسب» ضد البرنامج النووي الإيراني وذلك خلافا لما نشرته وسائل إعلام إسرائيلية.
تحذير استخباراتي
وفي السياق نفسه، وصف ليون بانيتا، مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) إيران بأنها قوة تبعث على عدم الاستقرار في الشرق الأوسط.
وأشار بانيتا إلى أنه على الرغم من أن الإدارة الأميركية تتحرك باتجاه التعامل ديبلوماسيا مع إيران، فلا أحد يغفل التحديات حيث تسعى إيران كي تكون الدولة البارزة في المنطقة عن طريق برنامجها النووي والفوضى في العراق ومن خلال علاقتها مع سورية وعن طريق دعمها لحماس وحزب الله.
وفي حوار لصحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية نشرته امس أشار بانيتا إلى زيارته الأخيرة إلى إسرائيل للقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتحذيره من مفاجأة الولايات المتحدة بشن هجوم على المنشآت النووية الإيرانية، قائلا «من الواضح أن الإسرائيليين يشعرون بالقلق بشأن إيران ويركزون على ذلك، ولكن، يفهم (نتنياهو) أنه إذا تعاملت إسرائيل مع إيران بمفردها فإن ذلك يعني خلق مشكلة كبرى. وهو يعلم أنه من أجل صالح الأمن الإسرائيلي فإن عليهم العمل مع الآخرين».