أنهى المرجع الشيعي الأعلى في العراق علي السيستاني اربع سنوات من مقاطعته للساسة العراقيين والتقى رئيس الوزراء الجديد حيدر العبادي، قبل ساعات من أول زيارة خارجية يقوم بها الاخير الى ايران، داعيا اياه الى رفض التدخل الاجنبي في العراق بعد نحو شهرين من انطلاق غارات قوات التحالف الدولي على مواقع تنظيم الدولة الاسلامية «داعش» في العراق.
وقال العبادي في مؤتمر صحافي بعد اجتماعه بالسيستاني في محافظة النجف أمس، ان الاخير دعاه ايضا الى الانفتاح على الآخرين والاهتمام بالحفاظ على الوحدة بين مكونات الشعب. وأوضح ان «زيارتنا للسيد السيستاني جاءت بعد استكمال الحقائب الوزارية»، مضيفا أن «السيستاني بارك لنا تشكيل الحكومة واستكمالها».
وتابع العبادي بعد اللقاء الذي يعد الاول من نوعه عقب تسلمه منصب رئاسة الوزراء، أن «المرجعية الدينية المتمثلة بالسيد السيستاني كانت متفقة معنا على عدم حاجة العراق إلى وجود قوات برية أجنبية على الأرض»، مشددا على أنه «لن تكون هناك أي قوات برية في العراق»، واعتبر ان تدخل قوات أجنبية في المعارك ضد داعش «سيعقد» الوضع.
وأتى موقف العبادي ردا على تصريحات لمسؤولين في محافظة الانبار (غرب)، طالبوا فيها بتدخل قوات برية اجنبية لمواجهة التنظيم الذي يتقدم في المحافظة الحدودية مع سورية على الرغم من الضربات الجوية التي يشنها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.
وقال العبادي للصحافيين «لا داعي للطلب. هذا سيعقد الموقف العراقي والمشهد العراقي، ويحرج الجميع».
اضاف «أقول لاخواننا في الانبار وفي صلاح الدين الذين طالبوا بوجود قوات برية اجنبية على اراضينا: هذه الدعوة لا ينبغي ان تكون»، وذلك لسببين أولهما «اننا لا نحتاج الى قوات برية مقاتلة اجنبية»، والثاني انه «لا توجد دولة في العالم حتى لو طلبتم، مستعدة اليوم ان تقاتل وتسلم لكم ارضكم».
وشدد على انه «لن يكون هناك قوات برية مقاتلة على الارض العراقية من اي جهة كانت، سواء كانت من دولة كبرى او مجتمع دولي او دولة اقليمية. هذا قراري وقرار الحكومة العراقية».
كما جدد رئيس الوزراء العراقي التأكيد على أن «العاصمة بغداد آمنة كما هي أغلب المحافظات العراقية رغم الشائعات التي ينشرها العدو»، بحد قوله.
وذكر أيضا أن «السيستاني أكد على ضرورة الاهتمام بالمتطوعين والحشد الشعبي، والانفتاح على الاخرين والوحدة بين مكونات الشعب العراقي»، مشيرا إلى أنه «شدد على ضرورة ملاحقة المفسدين وتقديم الخدمات للمرابطين في جبهات القتال».
ورغم التطمينات التي ارسلها رئيس الوزراء العراقي حول الوضع الامني في «معظم المحافظات» الا ان المعلومات الميدانية تشي بخلاف ذلك، حيث شن تنظيم «داعش» أمس هجوما موسعا على محيط جبل سنجار شمالي العراق، وفرض سيطرته على عدد من القرى والمجمعات شمالي الجبل، واقترب من أبرز معاقل المقاتلين الإيزيديين في سفحه الشمالي.
وأكد نواف خديدا سنجاري قائد مجموعة قتالية إيزيدية - في تصريح صحافي نقلته وكالة الأنباء العراقية «واع» - أن «داعش يسعى لتضييق الخناق على آلاف المقاتلين، والمدنيين المتواجدين في جبل سنجار من خلال شنه لهجوم واسع وخاصة في الجهة الشمالية للجبل».
وأوضح سنجار أن عدد المدنيين الموجودين في الجبل يقدر بنحو 750 عائلة وجميعهم من سكان الجبل منذ مئات السنين ورفضوا مغادرة الجبل رغم كل الأحداث الأخيرة.
وفي تطور ميداني آخر، قتل 11 شخصا على الاقل واصيب نحو 26 بجروح في هجوم انتحاري بحزام ناسف استهدف أمس مصلين شيعة بعيد خروجهم من حسينية في وسط بغداد، حسبما افادت مصادر امنية وطبية.
وقالت المصادر ان «11 شخصا قتلوا واصيب ما لا يقل عن 26 بجروح في هجوم انتحاري بحزام ناسف لدى خروج مصلين من حسينية الخيرات في منطقة السنك»، وذلك غداة تفجير مماثل استهدف حسينية في غرب العاصمة، وادى الى مقتل 21 شخصا وجرح 36 آخرين على الأقل.