تحبس اوكرانيا انفاسها قبل الانتخابات التشريعية المبكرة المقررة اليوم والتي يسعى عبرها الموالون للغرب الى تعزيز سلطتهم في اوج ازمة مع روسيا في الشرق الانفصالي.
وتجري انتخابات اليوم في فترة صعبة لهذه الجمهورية السوفياتية السابقة الطامحة للانضمام الى الاتحاد الاوروبي والتي خسرت القرم في مارس الماضي بعدما انضمت الى روسيا، كما تواجه حركة تمرد مسلحة موالية للروس، في نزاع اوقع اكثر من 3700 قتيل منذ منتصف ابريل الماضي.
حيث يتوجه ملايين الناخبين الأوكرانيين الى صناديق الاقتراع للادلاء باصواتهم في الانتخابات في ظل ظروف اقتصادية وامنية معقدة.
واعلنت لجنة الانتخابات المركزية الاوكرانية انشاء 12 دائرة انتخابية تضم 32 الف مركز اقتراع في عموم اوكرانيا باستثناء شبه جزيرة القرم وميناء سيفاستوبل التي انضمت الى روسيا رسميا في مارس 2014.
ويتنافس 29 حزبا وتحالفا سياسيا على شغل مقاعد البرلمان البالغ عددها 450 مقعدا والتي سيتم انتخابها مناصفة عن طريق القوائم الحزبية والدوائر ذات المقعد الواحد.
وتشارك عدة احزاب قوية في العراك الانتخابي ابرزها: تحالف «بوروشنكو» المدعوم من قبل حزب «اودار» بقيادة عمدة مدينة كييف فيتالي كليتشكو والحزب الديموقراطي الراديكالي بزعامة اوليغ لياشكو وحزب «اوكرانيا القوية» بقيادة سيرغي تيغيبكو.
كما تشارك «الجبهة الشعبية» بزعامة رئيس الوزراء ارسيني ياتسينيوك وحزب «باتكيفشينا» بزعامة يوليا تيموشينكو وحزب «التحالف المعارض» بزعامة يوري بويكو اضافة الى الحزب «الشيوعي الاوكراني».
وامتنع حزب الاقاليم الذي اسسه الرئيس الاوكراني السابق فيكتور يانوكوفيتش عن المشاركة في الانتخابات والذي حصد اغلبية المقاعد في الانتخابات السابقة.
ويعتبر تحالف «بوروشنكو» الذي يدعمه الرئيس الحالي بيترو بوروشينكو الاوفر حظا للحصول على نسبة ملحوظة من المقاعد حيث اشارت استطلاعات للرأي جرت مؤخرا في اوكرانيا الى استعداد 16% من الناخبين للتصويت له.
ويسود اعتقاد بان الميول الغربية ستسود في البرلمان الجديد نتيجة للظروف التي تجرى فيها الانتخابات والتي تترافق مع حملة اعلامية غير مسبوقة معادية لروسيا واستمرار الحرب في شرق اوكرانيا بين الاقلية الروسية والقوات الاوكرانية واعلان كل من جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين عدم المشاركة في الانتخابات المبكرة. وفي الوقت الذي اعرب الرئيس بوروشنكو عن اعتقاده بان الشعب الاوكراني سينتخب برلمانا له ميول اوروبية غربية، اعلنت موسكو على لسان الناطق باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش ارسال مراقبين للاشراف على الانتخابات الاوكرانية في اطار مجموعة منظمة الامن والتعاون في اوروبا.
من جانبه، اعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي تتهم كييف والغرب بلاده بدعم الانفصاليين في شرق اوكرنيا عن خيبة امله، امس الاول، بسبب عدم رغبة السلطات الاوكرانية في «حل النزاع بواسطة الوسائل السلمية».
وفي هذا السياق، اعلن بوتين للمرة الاولى ان روسيا ساعدت في فبراير الماضي الرئيس الاسبق يانوكوفيتش في اللجوء الى القرم ثم الى روسيا.
وكان الرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو قد قال في ختام حملته الانتخابية «سنتمكن اخيرا من انتخاب برلمان موال لاوكرانيا، وليس مواليا لروسيا، مصمما على مكافحة الفساد، بدلا من ان تنخره الرشاوى، ومؤيدا لاوروبا».