بيروت ـ زينة طبارة
رأى وزير الدولة النائب جان اوغاسبيان انه لا يمكن ربط زيارة نائب الرئيس الاميركي جو بايدن الى لبنان بالاستحقاق الانتخابي واعتبارها دعما لفريق ضد آخر كما فعلت بعض اقطاب المعارضة التي سارعت الى اعطائها ابعادا لا تمت بصلة الى ما طرح خلالها من عناوين تهم مستقبل لبنان سياسيا واجتماعيا، مشيرا الى ان الولايات المتحدة اكدت مرات عديدة وقوفها حيال العملية الانتخابية على مسافة واحدة من الجميع، وضرورة ترك الخيارات الشعبية تأخذ مجراها الديموقراطي، لافتا الى ان بايدن عاد وكرر ما اكدت عليه وزيرة الخارجية الاميركية كلنتون وجميع المسؤولين في الادارة الاميركية انهم مع انتخابات حرة وشفافة تسمح فعليا بانتاج سلطة جديدة في لبنان.
واعتبر الوزير اوغاسبيان في تصريح لـ «الأنباء» ان زيارة بايدن تأتي ضمن ثلاثة اطر اساسية وهي: اولا: التأكيد انه لا مساومة او صفقة مع اي كان من الدول الاقليمية على حساب الدولة اللبنانية وسيادتها، وذلك مهما كانت المقاربة الجديدة التي تعتمدها الولايات المتحدة لحل المسائل العالقة مع سورية وايران، ثانيا: التأكيد على التزام ادارة الرئيس اوباما ببرنامج تسليح الجيش اللبناني وتدريبه، ثالثا: التأكيد على ما اجمع عليه اللبنانيون لجهة تنفيذ القرار 194 المتعلق بحق العودة للاجئين الفلسطينيين، والعودة الى مقررات مؤتمر «انابوليس» المتعلقة بعملية السلام الفلسطيني ـ الاسرائيلي على اساس الدولتين.
وعن ربط نائب الرئيس الاميركي جو بايدن المساعدات العسكرية للبنان بسياسة الحكومة المقبلة، لفت اوغاسبيان الى اتسام الموقف الدولي بالحذر والترقب حيال نتائج الانتخابات النيابية وابداء اكثر من طرف اوروبي مخاوفه من الامر المذكور، معتبرا ان العلاقة الدولية مع لبنان وطريقة التعاطي معه ستحدد اطرها على ضوء البيان الوزاري والسلوك السياسي للحكومة العتيدة المقبلة وموقفها من المسائل التي تهم المجتمع الدولي، الامر الذي سيضع الفريق الحاكم في لبنان بعد الانتخابات النيابية ايا يكن هذا الفريق تحت المراقبة الدولية ليبنى ساعتها على الشيء مقتضاه، وايضا الامر الذي يرى فيه الوزير اوغاسبيان مكمنا لاهمية الانتخابات النيابية، والذي يدعو بإلحاح ايا تكن نتائج الانتخابات الى عدم الاطاحة بالاستقرار اللبناني الداخلي وبالاسس التي بني عليها، واهمها ما يتعلق بالتوازنات السياسية وباحترام وتطبيق اتفاق الطائف واحترام القرارات الدولية الخاصة بلبنان والالتزام بها وعلى رأسها القرار 1701 ودور ومستقبل قوات الطوارئ الدولية العاملة في الجنوب والمحكمة الدولية والسياستين الاقتصادية والمالية. وعن تعليق حزب الله ممتعضا في بيان له على منح الادارة الاميركية ثلاثة مليارات دولار لاسرائيل كمساعدات متفرقة، واعتبار بعض قادته زيارة بايدن للبنان تدخلا سافرا في الشؤون اللبنانية، اكد الوزير اوغاسبيان رفض قوى 14 آذار وجميع الفرقاء اللبنانيين الموقف الاميركي المنحاز الى الكيان الصهيوني، انما تمنى في المقابل عدم استغلال زيارة بايدن لمآرب انتخابية ضيقة وادخالها في سياق المزايدات السياسية وإلقاء التهم جزافا والعودة الى منطق التخوين، خاصة ان البعض في فريق المعارضة «على حد قوله» يعتبر انه يخوض الانتخابات النيابية من جهة ضد فريق يتعامل مع الادارة الاميركية ومن جهة ثانية يعتبرها انتخابات لتغيير النظام اللبناني.
وحيال ما اثير اعلاميا ان زيارة بايدن اتت دعما للرئيس ميشال سليمان كرد اعتبار بعدما تعرض للعديد من الانتقادات، اكد اوغاسابيان ان الرئيس سليمان ليس بحاجة لرد اعتبار لا من الاميركي ولا من اي طرف دولي آخر وذلك بالرغم من اصرار بعض اطراف المعارضة على توجيه الانتقادات العلنية والضمنية له واهمها اتهامه بالتدخل المباشر في الانتخابات النيابية في اكثر من منطقة.