دمشق ـ هدى العبود
على وقع تصريحات اعضاء الحكومة الاسرائيلية اليمينية المتطرفة الرافضة لحل الدولتين والواضعة للملف النووي الايراني على سلم اولوياتها، اعتبر الرئيس السوري بشار الاسد امس ان اسرائيل هي «العقبة الاساسية امام السلام المنشود» في الشرق الاوسط، مؤكدا ان فشل العمل السياسي في «استعادة الحقوق يعطي الحق للمقاومة» للعمل من اجل استعادتها. وقال الاسد ـ في خطاب في افتتاح اجتماع وزراء خارجية منظمة المؤتمر الاسلامي في دمشق ـ «ثبت للجميع من خلال تجربة السنوات الماضية، ان نهج الحرب واستخدام القوة في تحقيق الاغراض السياسية لم يجلب سوى الضرر لكل من اعتمدها او اسهم فيها».
واضاف «هذا هو حال اسرائيل اليوم»، موضحا انه بعد 17 عاما من بدء مفاوضات السلام في مدريد «لم تؤد الا الى الاضرار بالسلام وجعله ابعد ما يكون عن التحقيق». بيد ان الاسد اشار الى «نقطة ايجابية واحدة تسجل لعملية السلام» هي انها «عرت اسرائيل وفضحت حقيقتها امام العالم» على اعتبار انها «دولة عدوانية المنشأ والنوايا كانت تصور لعقود على انها الحمل الوديع الراغب في السلام مع الذئاب المحيطة به بمن فيهم اصحاب الارض الاصليون من الفلسطينيين. لكن فشل هذه العملية حتى اليوم اظهر بشكل صارخ حقيقة ان اسرائيل هي العقبة الاكبر في وجه ذلك السلام المنشود».
ودلل الرئيس السوري على رأيه بـ «تجربة اخرى مع اسرائيل من خلال المفاوضات غير المباشرة عبر تركيا تثبت هذه الحقيقة مرة اخرى التي تؤدي بالمحصلة الى حقيقة اخرى هي ان فشل العمل السياسي في استعادة الحقوق الشرعية لاصحابها سيعطي الحق للمقاومة في القيام بواجبها من اجل استعادتها».
وفي ملف آخر، دعا الاسد العالم الاسلامي الى الانفتاح والتصدي لمحاولات خلق التنافر بين شعوبه وثقافاته، مدينا «الحملة المحمومة على الاسلام» التي تهدف الى «تشويه صورته كمرجعية حضارية». ووصف الاسلام بـ «دين الانفتاح والتواصل الحضاري واستمد قوته واستمراره من انفتاحه على الجميع بكل ما لكلمة الانفتاح والتواصل من اوجه ومضامين»،واكد الاسد ضرورة «التصدي للمحاولات التي ترمي الى خلق التباين والتنافر بين شعوبنا وثقافاتنا وان نكون واعين لمنطق الحرب الاعلامية والثقافية، حرب المصطلحات والمفاهيم التي تصدر الينا ثم تتحول الى واقع ثقافي وسياسي لا يمت الى واقعنا بأي صلة، بحيث يتحول الصديق الى عدو والاخ الى خصم ويتحول الخلاف الوهمي غير الموجود داخل ثقافاتنا او فيما بينها الى حرب حقيقية وتصبح دماؤنا الوقود الضروري للتدخل الخارجي في شؤوننا ولاضعاف بلداننا».
خطاب الاسد جاء في افتتاح الدورة الـ 36 لاجتماع وزراء خارجية منظمة المؤتمر الاسلامي والتي تتمحور حول «تعزيز التضامن الاسلامي» ومناقشة مسألة الاسلاموفوبيا وعملية السلام في الشرق الاوسط.
ويشارك في هذه الدورة وزراء خارجية الدول الاسلامية 57 وزير خارجية او ممثلون عنهم ومراقبون من مختلف دول العالم.
وقد دان الامين العام للمنظمة اكمل الدين احسان اوغلي في افتتاح الاجتماع جهود تهويد القدس ودعا الى تضافر جهودها من اجل محاكمة «من ارتكب الجرائم في غزة».
وقال احسان اوغلي ان «القدس الشريف والمسجد الاقصى يتعرضان لحملة شرسة تهدف الى تهويدهما وطمس الهوية العربية فيهما».
ودعا الى «تسارع دعم صمود هذه المدينة المقدسة واهلها سياسيا وماديا». ويبحث المؤتمر على مدى 3 ايام مجمل المسائل التي تهم الدول الاعضاء من دارفور الى الصومال مرورا بالمسألة الفلسطينية. من جهته نفى الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى ما يتردد في وسائل الإعلام بأن هناك طروحات للسلام في الشرق الأوسط تتضمن اعتراف دول منظمة المؤتمر الإسلامي بإسرائيل مقابل السلام، مؤكدا أن هذا الكلام ليس مطروحا وكل ما قيل عنه غير دقيق.
وأوضح موسى، في تصريحات للصحافيين على هامش اجتماع وزراء خارجية دول منظمة المؤتمر الإسلامي بدمشق، أن هناك طرحا سيكون شاملا شريطة أن تقبل إسرائيل بحل الدولتين وتطبيق كل قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
وقال موسى إن الحوار الفلسطيني من أبرز النقاط المطروحة على الاجتماع، مؤكدا أن الخلاف الفلسطيني ـ الفلسطيني هو أبرز أحد المشاكل الأساسية ومكامن الضعف الرئيسية في الموقف الفلسطيني. وردا على سؤال حول ما يتردد عن طرح أردني لتعديل المبادرة العربية للسلام، قال الأمين العام للجامعة العربية: «ليس هناك أي طرح أردني بهذا الشكل»، موضحا أن الطرح الأردني يتفق مع المبادرة العربية.