قررت إسرائيل أمس إعادة فتح المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة مع منع الرجال الذين تقل أعمارهم عن 50 عاما من دخوله، بحسب ما أعلنت الشرطة.
وبدأ سريان القرار الإسرائيلي بداية من منتصف ليل امس بحسب ما أوضحت المتحدثة.
وكانت المتحدثة باسم الشرطة الإسرائيلية لوبا السمري قالت في وقت سابق: إن القرار سينفذ فورا.
وأغلقت الشرطة أمس المسجد الأقصى أمام المصلين المسلمين، الأمر الذي اعتبرته الرئاسة الفلسطينية «بمنزلة إعلان حرب».
وقال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبوردينة في وقت سابق من أمس ان «استمرار هذه الاعتداءات والتصعيد الإسرائيلي الخطير هو بمنزلة إعلان حرب على الشعب الفلسطيني ومقدساته وعلى الأمتين العربية والإسلامية».
وأضاف «نحمل الحكومة الاسرائيلية مسؤولية التصعيد الخطير في مدينة القدس المحتلة والذي وصل ذروته بإغلاق المسجد الأقصى المبارك».
واعتبر أبوردينة ان القرار «يعتبر تحديا سافرا وتصرفا خطيرا، الأمر الذي سيؤدي الى مزيد من التوتر وعدم الاستقرار وخلق أجواء سلبية وخطيرة».
وتأتي هذه الإجراءات بعد إصابة ناشط يميني اسرائيلي في الخمسين من عمره امس الاول في القدس الغربية برصاص أطلقه مسلح يستقل دراجة نارية تمكن من الهرب.
ويهودا غليك ناشط يميني متطرف يسعى منذ سنوات للحصول على تصريح للصلاة في باحة الأقصى الذي طردته منها الشرطة الإسرائيلية عدة مرات.
لاحقا، أعلنت الشرطة الإسرائيلية أنها قتلت الفلسطيني المشتبه في انه مطلق النار.
وقال الناطق باسم الشرطة ميكي روزنفيلد لوكالة فرانس برس: ان «الفلسطيني الذي كان المشبوه الوحيد في هجوم مساء الاربعاء تم القضاء عليه في منزله في حي ابو طور في القدس من قبل وحدة للقوات الخاصة للشرطة في تبادل لإطلاق النار».
وذكرت مصادر فلسطينية ان الفلسطيني الذي قتلته الشرطة يدعى معتز حجازي.
وأمر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو امس «بزيادة مهمة» في اعداد رجال الشرطة الذين سيتم نشرهم في القدس.
وجاء بيان صادر عن مكتب نتنياهو «أمرت بزيادة مهمة في القوات بالاضافة الى الوسائل (التي سيتم توفيرها لهم) لنتمكن من ضمان امن القدس والإبقاء على الوضع الحالي في الاماكن المقدسة».
واستولت الشرطة الاسرائيلية على سيارة الاسعاف التي كانت تنقل جثمان حجازي.
وقال مدير الهلال الأحمر الفلسطيني في مدينة القدس د. امين ابو غزالة لوكالة فرانس برس إن «الشرطة الإسرائيلية قامت بالاستيلاء بالقوة على سيارة الاسعاف التي نقلت جثمان الشهيد وادخلت في سيارة الاسعاف عناصر من رجالها واقتادتها الى مكان غير معروف».
وفي بيان، نعت حركة الجهاد الاسلامي حجازي وقالت انها «تحتسب عند الله شهيدها المجاهد معتز حجازي الذي استشهد في حي الثوري بالقدس بعد اشتباك مع قوات الاحتلال».
بينما باركت حركة حماس في قطاع غزة العملية حيث اكد فوزي برهوم المتحدث باسم الحركة في بيان «نبارك عملية القدس البطولية والشجاعة التي استهدفت مسؤولا فيما يسمى أمناء جبل الهيكل الإسرائيلية العنصرية المتطرفة».
في سياق متصل، دعت حركة التحرير الوطني الفلسطيني «فتح» لنصرة المسجد الأقصى والقدس المحتلة.
وأهابت الحركة في بيان صدر عن مفوضية التعبئة والتنظيم امس الى تكريس اليوم الجمعة كيوم غضب في كل أنحاء الوطن ودول اللجوء والمهجر للتعبير عن رفض الشعب الفلسطيني المساس بالمقدسات على رأسها المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين واعتبار انتهاكات واستباحة الأقصى بمنزلة إعلان حرب دينية على الشعب الفلسطيني والأمتين العربية والإسلامية.
ودعت «فتح» المواطنين الى الرباط في الحرم القدسي والمسجد الأقصى لحمايته مهما بلغت التضحيات ولمنع سلطات الاحتلال من تنفيذ مخططاتها بتهويد القدس ورموزنا المقدسة.
الى ذلك، اصبحت السويد اول دولة في الاتحاد الأوروبي تعترف بدولة فلسطين في مبادرة رحب بها الرئيس الفلسطيني محمود عباس ووصفها بـ «الشجاعة والتاريخية» فيما اعتبرتها واشنطن «سابقة لأوانها».
وقد اعترفت نحو 135 دولة في العالم بدولة فلسطين بحسب السلطة الفلسطينية، بينها سبع دول اعضاء حاليا في الاتحاد الأوروبي هي تشيكيا والمجر وپولندا وبلغاريا ورومانيا ومالطا وقبرص الى جانب هذه المملكة الواقعة في الهضبة الاسكندنافية.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبوردينة لوكالة فرانس برس ان الرئيس عباس «يرحب بقرار السويد» ويصفه «بالشجاع والتاريخي».
وكان الاعلان عن هذا الاعتراف مطلع اكتوبر قد استقبل بالتشكيك من قبل اسرائيل والولايات المتحدة التي اعتبرته «سابقا لأوانه».
وقال ليبرمان في بيان صادر عن مكتبه «قرار الحكومة السويدية الاعتراف بدولة فلسطينية قرار مؤسف من شأنه فقط تعزيز العناصر المتطرفة وسياسة الرفض لدى الفلسطينيين».
في المقابل، استدعت إسرائيل سفيرها لدى السويد احتجاجا، حسبما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية امس.
ونقلت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية نقلا عن مسؤول بوزارة الخارجية قوله: إن السفير سيظل في إسرائيل حتى إشعار آخر.
وقالت وزيرة الخارجية السويدية مارغو فالستروم في مقال نشرته صحيفة داغينز نيهيتر امس ان «الحكومة تتخذ اليوم قرار الاعتراف بدولة فلسطين. انها خطوة مهمة تؤكد حق الفلسطينيين في تقرير المصير».
وأضافت «ان الحكومة تعتبر ان معايير القانون الدولي لاعتراف بدولة فلسطين قد استوفيت» أي ارض «ولو دون ترسيم حدود»، شعب وحكومة، معربة عن املها «في ان يدل ذلك الآخرين الى الطريق».
وكتبت «أخشى ان يأتي (هذا القرار) متأخرا جدا وليس مبكرا جدا».
وقد اتخذت السويد التي بها جالية فلسطينية كبيرة هذه المبادرة في وقت تبدو فيه الجهود المبذولة منذ عقود سعيا لحل النزاع الفلسطيني ـ الاسرائيلي في طريق مسدود تماما، بينما تتساءل العواصم الغربية بشأن كيفية الخروج منه مع وصول احباط القادة الفلسطينيين الى أوجه.
وبحسب أبوردينة فإن اعتراف السويد بدولة فلسطين جاء «كرد على الإجراءات الإسرائيلية في القدس».
وأضاف «يطالب الرئيس جميع دول العالم التي مازالت مترددة في الاعتراف بحقنا في دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.. بأن تحذو حذو السويد».
الى ذلك، قررت السويد زيادة مساعداتها للفلسطينيين بمبلغ 500 مليون كورون (54 مليون يورو) وللسويد قنصلية عامة في القدس.