نفت مصادر من حزب الله اللبناني امس ما أعلنته مجلة «دير شبيغل» الالمانية عن وجود أدلة جديدة تثبت تورط الحزب في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، واصفــة هذه الاتهامــات بـ «السخيفة والمدسوسة والمختلقة».
واكدت المصادر ان ما تناقلته المجلة الالمانية ما هو الا مجرد تسريبات للتأثير على الانتخابات النيابية المقبلة والتي تبدو المعارضة في طريقها للفوز بها وهو ما لا يعجب الجهات التي تقف وراء المعلومات، فيما رفض تيار المستقبل التعليق على الخبر قائلا ان الجهة التي من شأنها الحديث عن الموضوع هي المحكمة الدولية.
وكانت «دير شبيغل» اعلنت امس ان مصادر مقربة من المحكمة الدولية عاينت الوثائق الخاصة بالتحقيق وأكدت وجود أدلة جديدة تثبت أن التحقيق في جريمة الاغتيال المستمر منذ نهاية عام 2005 سيتخذ منحى «مثيرا» إذ أظهرت التحقيقات المكثفة في لبنان «تورط قوات خاصة من حزب الله وليس من السوريين في التخطيط والتنفيذ للهجوم» الذي أودى بحياة الحريري.
وأفادت بأن المدعي العام في المحكمة الدولية الخاصة بمحاكمة المتهمين باغتيال الحريري ورفاقه القاضي دانيال بلمار والقضاة الذي يعملون معه يريدون على ما يبدو «التحفظ على المعلومة التي علموا بها قبل شهر».
ونسب التقرير الى مصدر لم يسمه ان وحدات سرية خاصة في قوى الأمن اللبنانية برئاسة رئيس الفرع الفني في شعبة المعلومات اللبناني النقيب وسام عيد الذي قتل بانفجار استهدف سيارته في يناير 2008 تمكنت من تحديد عدد من أرقام هواتف خليوية قد تكون استخدمت في محيط موقع الانفجار الذي استهدف الحريري في الأيام التي سبقت الاغتيال. وأطلق المحققون على هذه الارقام اسم «دائرة الجحيم الاولى». وحدد فريق عيد 8 أرقام لهواتف خليوية تم شراؤها كلها في اليوم ذاته من مدينة طرابلس الشمالية وتم تشغيلها قبل 6 أسابيع على عملية الاغتيال واستخدمت حصرا في الاتصال بين بعضها باستثناء واحد منها ولم يعد استعمالها بعد الاغتيال. ولفت الكاتب الى ان هذه الأرقام الخليوية كانت أدوات للفريق المنفذ للعملية.
ولكن الموقع أشار الى وجود شبكة خطوط أطلق عليها اسم «دائرة الجحيم الثانية» وتضم 20 هاتفا خليويا آخر كانت قريبة من الهواتف الـ 8 الأولى. وبحسب قوى الأمن اللبناني فإن كل الأرقام تابعة على ما يبدو الى «الذراع التنفيذية» لحزب الله.
وأشار كاتب التقرير الألماني الى أن أماكن وجود المجموعتين اللتين استخدمتا الهواتف الخليوية تصادفت مرارا وتكرارا وقد حددت في مواقع قريبة من موقع الاغتيال.
إلا أن الارتباط العاطفي لأحد «المنفذين» بحسب الكاتب الألماني ارشد المحققين (من فريق عيد) على أحد المشتبهين الرئيسيين إذ ان «المنفذ» المفترض أجرى اتصالا من أحد الهواتف المعتمدة بصديقته. ولم يحصل ذلك إلا مرة واحدة لكنها كانت كافية لتحديد هوية المتصل ويعتقد أنه عبدالمجيد غملوش من قرية رومين في جنوب لبنان وهو ينتمي الى «حزب الله».
وتم تحديد غملوش على أنه هو الذي اشترى الهواتف الخليوية وقد اختفى منذ ذلك الحين وقد لا يكون على قيد الحياة.
وقاد «اتصال» غملوش بحسب الصحيفة الى الشخص الذي يعتقد المحققون الآن أنه الرأس المدبر للاغتيال ويدعى «حاج سليم» (45 عاما) من بلدة النبطية ويعتقد ان حاج سليم هو القائد اما ما دفع المحكمة الخاصة بلبنان الى تأخير هذه المعلومات الخاصة بالاغتيال فيمكن أن تعود الى أن المحققين في هولندا يخافون من أنها قد تثير اضطرابات في الوضع بلبنان. وأضاف التقرير أن مكتب المحققين الدوليين في ليدشيندام وهي المنطقة التي تستضيف المحكمة الخاصة بلبنان في هولندا رفض التعليق على أسئلة «در شبيغل» لأنها تتعلق «بتفاصيل عملية».